تقارير

تويتر يحجب أنصار ترامب.. والرئيس يصعِّد التحدّي

أميركا في حالة طوارئ حتى 24 يناير

ولاء عايش – 

دخلت الولايات المتحدة في حالة طوارئ أمنية لتفادي حصول اي أعمال عنف قبيل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. ورغم رفضه الاقرار بالهزيمة الا ان الرئيس دونالد ترامب الذي التقى نائبه مايك بنس لأول مرة منذ أحداث 6 يناير، اعلن دخول جميع الولايات الـ 50 في حالة الطوارئ حتى 24 يناير.
ولا تزال خسائر ترامب تتوالى، فبعد أن أغلق «تويتر» نافذته المهمة على مؤيديه أغلق الموقع أيضاً 70 ألف حساباً لجماعات ترتبط بحركة «كيو آنون» المناصرة له. وقال تويتر إنّه نظراً للأحداث العنيفة التي شهدتها واشنطن، وتزايد مخاطر الأذى، تم تعليق آلاف الحسابات المخصّصة بالدرجة الأولى لنشر العنف، ومن بين الحسابات تلك التي تعود لعلي أكبر ألكسندر، احد قادة مجموعة «أوقفوا السرقة» وهو أميركي من أصول عربية إفريقية، سبق وأن أدين بجرائم مختلفة وازداد الاهتمام بهويته لدوره المحوري في «ليلة الكابيتول» حيث كان يهتف «النصر أو الموت» وقال انه كان على اتصال بثلاثة من نواب الكونغرس الذين قدموا له الدعم.

تفعيل الطوارئ

واستعداداً لمواجهة أي عنف من قبل العصابات اليمينية المتطرفة، أكد دانيال هوكانسون (قائد الحرس الوطني الأميركي) نشر نحو عشرة آلاف شرطي في واشنطن بحلول يوم السبت لتعزيز الأمن وتأمين النقل والإمداد والاتصالات وسيتم العمل على:
– نشر 15 ألف عنصر أمني لحماية العاصمة.
– إعلان التعبئة العامة.
– دعم الشرطة بـ5 آلاف عنصر متخصص في التدخل السريع وتفكيك العبوات الناسفة والتفاوض على إطلاق الرهائن.
– رفع حجم المراقبة الجوية لحفل التنصيب من قبل السلطات المحلية والبنتاغون.
– إلغاء جميع تصاريح التجمعات العامة في واشنطن إلى ما بعد حفل التنصيب الرئاسي.

المساءلة الثانية

بعد عام من تبرئة ترامب، يستعد الكونغرس لمساءلته مرة ثانية في محاولة عزله، وقد تم الانتهاء فعلاً من وضع الخطوات الأولى نحو إطلاق إجراءات عزله بتهمة التحريض على العنف الذي شهده مبنى الكابيتول.
وسيناقش مجلس النواب اللائحة الاتهامية اليوم (الأربعاء). ومن المقرر أن يصوت عليها في اليوم نفسه، وقد يتم تبنيها بسهولة في المجلس ذي الغالبية الديموقراطية إذا لم يوافق مايك بنس (نائب الرئيس) على تفعيل التعديل 25 من الدستور.
وقال المشرعون، الذي صاغوا اتهام المساءلة، إنهم حصلوا على تأييد ما لا يقل عن 214 من الديموقراطيين، مما يشير إلى قوة احتمالات إقراره، حتى ان بعض الجمهوريين عبروا سراً عن دعمهم للمساءلة.

ترامب يصعد التحدّي

واعتبر ترامب، أن التحرك في مجلس النواب لعزله «سخيف للغاية». وقال ترامب في كلمة مقتضبة أمام صحفيين: «بالنسبة للعزل فأعتقد أن هذا استمرار لأكبر عملية مطاردة ساحرات بالتاريخ السياسي.. إنها سخيفة جدا». وتابع: «العزل يحدث غضبا كبيرا.. وبالنسبة لـ(رئيسة مجلس النواب) نانسي بيلوسي و(زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ) تشاك شومر، فإن استمرارهم في هذا الطريق يحدث خطرا كبيرا لبلدنا ويسبب غضبا كبيرا.. لا أريد العنف»، رافضا في الوقت نفسه الإجابة عن سؤال عما إذا كان سيستقيل.
يذكر أنه للمرة الثانية خلال حكمه الولايات المتحدة، قد يخضع ترامب لإجراءات العزل، ليكون بذلك أول رئيس يخضع لإجراءات العزل مرتين في تاريخ البلاد.
وتبدأ عملية الإقالة بالتصويت في مجلس النواب على مواد العزل، وهي قائمة بالتهم الموجهة إلى الرئيس، وإذا تم التصويت بأغلبية بسيطة (50 في المئة زائد 1 مثلا) تبدأ إجراءات العزل، ثم يخضع لمحاكمة في مجلس الشيوخ.

.. ويلتقي بنس

بعد غياب، التقى ترامب ونائبه بنس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. ووفق مصادر مقربة، أجرى الاثنان محادثة جيّدة، في وقت يضغط فيه الديموقراطيون على بنس لعزل الرئيس بموجب الدستور. وقد جدد الاثنان التأكيد على أن مقتحمي الكابيتول لا يمثلون حركة أميركا أولاً، وتعهّدا بمواصلة العمل في سبيل البلاد حتى نهاية ولايتهما.

 قرارات ترامب الأخيرة

في الوقت الذي يحضر فيه ترامب نفسه لمساءلة ثانية والخروج بشكل مخزٍ من البيت الأبيض إثر قراراته وتصرفاته غير اللائقة، ينشغل بايدن بالتحضير ليوم التنصيب وبدء تسلم زمام السلطة في البلاد، وعليه يراجع السياسات الأخيرة لإدارة سلفه. موقع أكسيوس أكد أن الفريق الانتقالي يدرس كل سياسة تتعلق بترامب، وعليه يقرر ما إذا كان سيبقي عليها أو يلغيها، بناءً على المصلحة الوطنية.
ولاستكمال اختيار أعضاء فريقه الجديد، عين وليام بيرنز (64 عاماً) مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، وبحسب مجلة فورين بوليسي، سيصبح بيرنز أوّل دبلوماسي محترف يقود وكالة الاستخبارات الأساسية في البلاد، بعد أن أمضى 33 عاماً في السلك الدبلوماسي اختتمها بمنصبه نائب وزير الخارجية، وهو يتقن العربية والروسية والفرنسية، وسبقَ له أن شغل منصب سفير بلاده في موسكو ويتحلى بمعرفة عميقة بعدد من أهم قضايا الأمن القومي، ولعب دوراً أساسياً في محادثات الاتفاق النووي الإيراني.

ميلانيا «تحذر من ذوي الأجندات»

نشرت ميلانيا ترامب بيانا على موقع البيت الأبيض علقت فيه على وقائع اقتحام مبنى الكابيتول، قبل أن تودع الشعب الأميركي وتشكره على الفترة التي قضتها في منصب السيدة الأولى. وفي أول تعليق على الحادث غير المسبوق، نعت السيدة الأولى أنصار ترامب الأربعة الذين سقطوا قتلى خلال الاقتحام، كما نعت ضابطي شرطة الكابيتول. وأضافت أنها تشعر بالإحباط وخيبة الأمل بسبب ما وصفته بالـ«اشاعات، والهجمات الشخصية والمعلومات المزيفة» التي طالتها من أشخاص وصفتهم بأنهم «ذوو أجندات ويريدون جذب الاهتمام». وقالت إن الوقت غير مناسب إلا للتعافي من تبعات ما مضى.
وأدانت اقتحام الكابيتول قائلة: «أدين العنف الذي حدث بشكل قاطع.. لا يجب أن يتحول الحماس إلى طاقة عنف».

«براود بويز» إرهابية في كندا

رغم عدم وجود أدلة كافية تدين أنصار ترامب بإثارة الشغب، لا تزال الاتهامات تتوالى على جماعات مختلفة. فبعد اتهام «براود بويز» أنها المحرض الأساسي على اقتحام الكابيتول، اتهم ترامب بشكل مباشر حركة أنتيفا، الحركة اليسارية المناهضة للفاشية والعنصرية بضلوعها في الأحداث، فيما أعلن كيفن مكارثي زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب أن حركة ماغا (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) هي المسؤولة داعياً ترامب إلى اتباع التقاليد ووقف التحدث عن تزوير الانتخابات.
ووسط تبادل الاتهامات هذه، ذكرت صحيفة الغارديان أن كندا تتجه إلى تصنيف جماعة براود بويز كمنظمة إرهابية على غرار تنظيم القاعدة و«داعش» و«بوكو حرام». وأوضح وزير السلامة العامة الكندي أنهم جماعة متطرفة خطيرة تؤمن بإيديولوجية تحث على كراهية النساء ومعاداة الإسلام والسامية.

نتانياهو يتخلى عن حليفه

في انفصال عن حليف سياسي يواجه مساءلة محتملة، أزال بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي صورة تجمعه بترامب على موقع تويتر من دون نشر أي تفسير، إلا أن هذا التصرف أثار الجدل في الأوساط، لا سيما أن صداقة وثيقة تربط بينهما، إلا أنها قد شهدت وقتاً عصيباً مؤخراً. وبدأ إسرائيليون يتساءلون: هل ما زال ترامب الصديق الذي لم تشهد مثله إسرائيل منذ سنوات في البيت الأبيض؟ وهل يتخلى نتانياهو عن ترامب بعد أن قدم له الكثير من الهدايا أبرزها نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى