«بتسليم»: إسرائيل دولة عنصرية لا تمت للديمقراطية بصلة
عززت تفوق اليهود وسلبت الفلسطينين حق الحياة وهندست بلدهم جغرافيًا وديمغرافيًا وسياسيًا

ولاء عايش –
لم ينشأ نظام اسرائيل العنصري بين ليلة وضحاها، إنما تأسس واتضحت معالمه مع مرور الزمن ومنذ احتلال فلسطين العام 1948، إلا أن قليل من يعترف بهذه الحقيقة. لكن على ما يبدو جذبت انتهاكات الاسرائيليين المتصاعدة بحق الفلسطينيين خلال الفترة الأخيرة الانتباه وسلطت الضوء على مرارة حياتهم.
للمرة الأولى، وصف مركزالمعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة «بتسليم» إسرائيل بدولة الأبارتهايد مشدداً على أنها لا تمت لواقع الديمقراطية بصلة.
السعي للتفوق
سعت اسرائيل إلى تعزيز وجودها بشكل كبير في المساحة الممتدة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، وقالت«بتسليم» إن المنطقة التي تحتلها اسرائيل تقوم على مبدأ نظام واحد ألا وهو تفوق جماعة اليهود على الفلسطينيين وهذا بحد ذاته نظام عنصري بامتياز، وأضافت إن الوسيلة الأساسية التي تسخرها اسرائيل لتحقيق هذا المبدأ هي هندسة الحيز جغرافيًا وديمغرافيًا وسياسيًا.وعلى عكس ذلك يعيش الفلسطينيون في حيز مشظى إلى معازل مختلفة، وإسرائيل وحدها من تقرر أي الحقوق يمنحون وأيها يسلبون، وفي جميعها هي حقوق منقوصة مقارنة بالحقوق التي يتمتع بها اليهود.
وفي هذا السياق، لفت المركز إلى أنه منذ العام 1948 وضعت الدولة يدها على نحو 90% من الأراضي الواقعة داخل الخط الأخضر وبنت فيها مئات البلدات للسكان اليهود. وأكد أن الفلسطينيين لا يزالون يقبعون تحت نظام عسكري في الضفة الغربية وفي حصار قاسي منذ سنوات في غزة.
صاحبة القرار
فيما يتمتع اليهود بحرية الحركة والتنقل في أرض ليست لهم، يُمنع الفلسطينيون من الوصول إلى أراض تعود لهم في تلك التي احتلت العام 1948، وفي هذا الصدد تقول بتسليم إن جميع يهود العالم وأولادهم وأحفادهم وكذلك أزواجهم وزوجاتهم يحق لهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية، بينما لا يمكن لأي فلسطيني الهجرة إلى المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل حتى إذا كان هو نفسه أوجده أو جدته قد وُلدوا في هذه الأراضي أو أقاموا فيها، كما ينبغي للفلسطيني أن يحصل على تصريح خاص كي يسافر خارج البلاد.
وأشار بتسيلم الى أن إسرائيل تملك كامل الصلاحية في البت بجميع نواحي الحياة، هي الجهة الوحيدة التي تقرر وتدير سِجِل السكان ونظام الأراضي وقدرة الأشخاص على التنقل والدخول أو المغادرة وكذلك سِجِل الناخبين. حجاي إلعاد، مدير عام منظمة بتسيلم، أكد أن لا يوجد أي مفهوم للديمقراطية داخل اسرائيل ولابد من تغييره قائلاً: «لا ينبغي أن نيأس إزاء ما يحصل، بل على العكس هذا نداء للتغيير، من أوجد هذا النظام بشر، ويمكن للبشر تغييره».