انطلاق أكبر محاكمة للمافيا في إيطاليا

انطلقت اليوم الأربعاء، أكبر محاكمة لمئات من أعضاء المافيا، في إيطاليا منذ ثلاثة عقود، حيث يدلي 900 شخص بشهاداتهم ضد أكثر من 350 متهم، من بينهم سياسيون ومسؤولون متهمون بأنهم أعضاء في «ندرانجيتا» القوية، وفق ما ذكرت « الغاردين».
ويواجه أكثر من 350 من أعضاء المافيا، المزعومين والسياسيين والمحامين ورجال الأعمال، وغيرهم محاكمة جماعية في قاعة محكمة ضخمة، تم تحويلها خصيصاً في بلدة «لاميزيا تيرمي» في جنوب كالابريا، في قلب إقليم ندرانجيتا.
ويسعى المدعون إلى إثبات شبكة من الجرائم، التي يعود تاريخها إلى التسعينات، سواء كانت دموية أو من ذوي الياقات البيضاء، بما في ذلك القتل العمد وتهريب المخدرات والابتزاز وغسيل الأموال وإساءة استخدام المنصب.
وأوضح المدعي العام غراتيري، أن ندرانجيتا عبارة عن شبكة من العائلات، لكل منها سلطة على المرؤوسين.
وقال «يجب أن أبدأ بفكرة أن هناك منظمة، كما هو الحال في الأعمال التجارية، كما هو الحال في شركة كبيرة متعددة الجنسيات، مع رئيس ثم إلى أسفل، مثل الهرم، لجميع الأعضاء الآخرين»، موضحاً الحاجة إلى «المحاكمة القصوى».
وتركز التجربة الحالية على عائلة واحدة، وهي مجموعة مانكوسو، وشبكة زملائها الذين يسيطرون على منطقة فيبو فالينتيا في كالابريا.
مدينة لاميزيا تيرمي، حيث ستجرى المحاكمة، تم الاستشهاد بها في تقرير برلماني عن الجريمة المنظمة لعام 2008 كمنطقة طوارئ للسلامة العامة، حيث تم تسجيل «أكبر زيادة في إراقة الدماء الخطيرة في المنطقة».
ومن بين المتهمين عدد كبير من الأعضاء غير العشائريين، بما في ذلك نائب سابق في البرلمان، ومسؤول رفيع المستوى في الشرطة، ورؤساء بلديات وموظفون حكوميون آخرون ورجال أعمال.
وقال عالم الجريمة فيديريكو فاريزي من جامعة أكسفورد، أن التجربة تعكس السيطرة واسعة النطاق لأفراد ندرانجيتا، الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع ويشاركون في كل نشاط قانوني وغير مشروع.
وأضاف فاريزي أن «القوة الحقيقية لعائلات المافيا هذه هي أنها تسيطر على المنطقة وداخلها يفعلون كل شيء».