تقارير

الإسلاموفوبيا في ألمانيا تقلق خمسة ملايين مسلم

علي حمدان –

يعيش مسلمو المانيا حالة من القلق إثر تصاعد الاسلاموفوبيا وجرائم الكراهية ضدهم، وفقًا لما يقوله كمال أرغون، رئيس جمعية المسلمين الاتراك في ألمانيا، والذي أكد بأن أماكن تجمع المسلمين ومساجدهم، أصبحت عرضة للتهديدات وأعمال التخريب والهجمات بشكل ملحوظ في الاشهر الاخيرة، بحسب مسلم نيوز البريطانية.

ويضيف: «أكثر من 122 مسجداً تم استهدافهم من قبل المتطرفين خلال العام الماضي»، مشيراً إلى تلقي العشرات من المساجد لتهديدات بتفجيرها من قبل النازيين الجدد، وجماعات إسلاموفوبية متطرفة أخرى، مما أثار مخاوف الجالية المسلمة في برلين.

ويتابع أرغون: «ندعو السلطات الألمانية و الشرطة، لإجراء تحقيقات فورية وسريعة واعتقال كل من شن هجمات وأطق تهديدات على المساجد في ألمانيا، وقام بتهديد المسلمين».

في هذا السياق، يضيف رئيس أكبر تجمع للمسلمين في ألمانيا، بأن الجالية المسلمة تتعرض لعدائية وعنصرية  منقطعة النظير بشكل يومي مؤخراً، وفي ذلك دلالة على مدى تعاظم ظاهرة الكراهية ضد المسلمين في البلد الأوروبي.

وفيما يخص المسلمات المحجبات يقول أرغون بأنهن عرضة للاعتداء اللفظي والتحرش في شوارع المانيا باستمرار، مؤكداً  توثيق أكثر من حالة اعتداء جسدي على هؤلاء، مضيفاً بأن التمييز العنصري ضدهن، ومضايقة نساء الجالية عموماً تتزايد في ألمانيا.

بحسب مصادر رسمية، قامت شرطة المانيا بتسجيل 632 جريمة إسلاموفوبية ما بين يناير ونوفمبر من العام 2020، وقد شملت هذه الجرائم الإهانات اللفظية والنصية، السخرية من ممارسات دينية معينة، الاعتداءات الجسدية، واعتداءات على الممتلكات الخاصة.

الأعداد الحقيقية للاعتداءات على المسلمين والمسلمات في ألمانيا، أكثر بكثير من الأرقام التي تعلنها السطات الأمنية، بحسب السيد أرغون، الذي كشف للصحيفة عن إحجام اغلبية المتعرضين لاعتداءات، عن رفع شكاوى ضد المتطرفين لدى الشرطة الألمانية، لعدم ثقتهم بأجهزة الأمن المتجاهلة غالباً لمظلومية الطائفة المسلمة.

في هذا السياق اتهم دورموش يلدريم، رئيس إحدى المنظمات الثقافية المسلمة في ألمانيا، الجناح اليميني الشعبوي في البلاد، بالتسبب بهكذا تجاوزات واعتداءات ضد المسلمين، واصفاً خطابه بالمشجع على التمييز العنصري، والكراهية ضد المهاجرين.

ويقول يلدريم: «نريد وضع حد لهذا الخطاب العنصري والشعبوي، علينا بذل الجهود من أجل التعايش السلمي مع باقي أطياف المجتمع الألماني»، داعياً إلى اتخاذ مواقف حازمة ضد ما يتعرض له مسلمو برلين، ومشدداً على أن الجالية المليونية لن تستسلم لتهديدات المجموعات اليمينية المتطرفة.

ويضيف: «نحن جزء لا يتجزء من أوروبا ونحن نعيش هنا منذ سنوات، أتى أجدادنا قبل عقود، ولدنا وترعرعنا  في ألمانيا حتى أصبحت وطننا».

ألمانيا بلد الـ 80 مليون نسمة، تحتضن ثاني أكبر جالية مسلمة في أوروبا الغربية بعد فرنسا، إذ يعيش في المانيا زهاء الخمسة ملايين مسلم.

شهدت ألمانيا في السنوات الاخيرة موجة عنصرية وكراهية متزايدة ضد المسلمين، وقد سعّرتها بروباغندا النازيين الجدد والأحزاب اليمينية المعارضة، التي سعت من خلال تبني خطاب كاره للمسلمين والمهاجرين عموماً، إلى كسب المزيد من الأصوات لتبوء السلطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى