تحليلات

لماذا يرغب الديمقراطيّون بعزل ترامب قبل أيام قليلة من مغادرته؟

جان ماري توما-

ستجري رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تصويتًا على عمليّة مطالبة مايك بنس رسميًا بتطبيق التعديل الخامس والعشرين. إذا قبل مايك بنس هذا الطلب، وتبعه نصف حكومة دونالد ترامب، فسيُعتبر الرئيس الأميركي غير لائق للمنصب، وسيتم عزله. لكن لا يوجد ما يشير إلى أن نائب الرئيس سيختار هذا الحلّ.

بعد 13 يناير، سيترك للديمقراطيّين 7 أيام لتنظيم محاكمة عزل في مجلس الشيوخ. الموعد النهائي قصير جدًا وفقًا للخبراء القانونيين، لكن الديمقراطيين يعتقدون أنه لا يزال قابلاً للتحرّك. بالإضافة إلى ذلك، فإن المؤسسة في عطلة برلمانية، ولا تخطط حاليًا للاجتماع قبل 19 يناير.

عمليّة صعبة امام الديمقراطيّين
هذه ليست العقبة الوحيدة. لإدانة دونالد ترامب، وبالتالي إجباره على مغادرة البيت الأبيض قبل الأوان، سيتعيّن على ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ التصويت في هذا الاتجاه. بالإضافة إلى الديمقراطيين، من المقرّر أن ينضم 17 جمهوريًا إلى رأي العزل. عدد مرتفع، خاصةً وأن أحدًا من الجمهوريّين لم يعلن عن تأييده للمساءلة، وفقًا لما ورد في موقع «سي نيوز».
بالإضافة إلى ذلك، لم يدليا عضوا مجلس الشيوخ، المنتخبَين في جورجيا، اليمين الدستوري بعد. وهما ديمقراطيّان. ولن يتم القسم قبل 17 يناير. لذلك لا يزال مجلس الشيوخ تحت سيطرة الجمهوريّين حتى هذا التاريخ، مما يجعل من الممكن إبطاء عمليّة العزل أكثر.
فلماذا هذه الجهود من جانب المعسكر الديمقراطي؟
ليس فقط لأنهم يستطيعون إزاحة دونالد ترامب من السلطة، ولكن أيضًا والأهم من ذلك أن إدانة مجلس الشيوخ قد تمنع رجل الأعمال السابق من الترشّح في انتخابات فدراليّة أخرى في المستقبل. في الواقع، يوضح الدستور الأمريكي أنّه يمكن لمجلس الشيوخ، في عمليّة «الإقالة»، إعلان «عدم الأهلية لتولي أي منصب شرف، ثقة أو إستفادة في الولايات المتحدة والتمتّع به».

هل يمكن لترامب أن يعفو عن نفسه؟
هناك احتمال لإدانة دونالد ترامب في مجلس الشيوخ بعد رحيله. كما يعتمد المحامون المتخصّصون في الدستور على سابقة. في عام 1876، تم عزل وزير الحرب أوليسيس غرانت بعد استقالته. ومع ذلك، فإن هذه الحالات نادرة للغاية. يشرح المتخصص في القانون الدستوري الأميركي والأستاذ الجامعي، جوليان بودون: «من بين 20 قضية اتّهام، حَكَم مجلس الشيوخ 14 مرة، وأصدر سبع إدانات، منها اثنتان فقط مصحوبة بحظر الترشح لمنصب رسمي».

في مواجهة هذه الأسئلة، لا يمكن التغاضي عن مسألة العفو الرئاسي. لتجنّب عواقب المساءلة، هل يستطيع دونالد ترامب العفو عن نفسه؟ بما يخصّ الجدل التقليدي حول تفسيرات القوانين التي تهدف إلى مسامحة الذات: «فإنّ المادة 2، القسم 2، من الدستور الأميركي، توضح أنّ الرئيس يمكنه العفو عمن يشاء، إلّا في حالات الإقالة».
إذًا، إن صوّت المجلس بالفعل على لائحة الاتهام في 15 يناير، فلن يتمكن دونالد ترامب بعد الآن من محاولة العفو عن نفسه. ويحلّل بودون: «هذا هو أحد أهداف نانسي بيلوسي».
لكن، هل هذا هدف متّفق عليه مع جو بايدن؟
قام الرئيس المنتخب بحملة من أجل إتمام مصالحة سلميّة في أميركا ما بعد ترامب، ولا يبدو أن إطلاق عملية متفجّرة مثل إجراءات العزل تسير في هذا الاتجاه. يبقى أن نرى ما إذا كان الديمقراطي سيحاول التأثير على معسكره لتجنب ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى