«سلالة كولومبوس».. طفرة أميركية «متطورة»
دراسة: مناعة المصابين تستمر خمسة أشهر.. وقد يبقون معدين

وصل فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية إلى مدينة ووهان الصينية، في مهمة طال انتظارها للتحقيق في أصل فيروس كورونا المسبب لوباء كوفيد 19 من المتوقع أن يستمر أسابيع عدة.
أصول الفيروس كانت مصدر تكهنات عديدة، وتركز معظمها حول احتمالية أن تكون الخفافيش قد حملتها وانتقلت إلى البشر من خلال أنواع وسيطة تُباع كطعام أو دواء في الأسواق الرطبة الصينية التقليدية. وسيطرت الحكومة الصينية بصرامة على الأبحاث المحلية في أصل الفيروس.
وأعلنت الصين، أمس تسجيل، أول حالة وفاة بكوفيد 19 على أراضيها منذ ثمانية أشهر، في انتكاسة تأتي في وقت تسعى فيه البلاد للسيطرة مجدّداً على تفشّي الجائحة. وقالت لجنة الصحة الوطنية إنّ حالة الوفاة سجّلت في مقاطعة خبي في شمال البلاد، من دون مزيد من التفاصيل. وكانت السلطات فرضت إغلاقاً عاماً في عدد من مدن هذه المقاطعة بعد عودة الفيروس للتفشّي فيها.
وسجّلت آخر حالة وفاة ناجمة عن كوفيد 19 في الصين القارية، في مايو 2020.
نسخ متحورة
في سياق متصل، تدرس لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، النسخ المتحورة من فيروس كورونا المستجد التي تقلق سلطات دول العالم. والنسخ المتحورة الشديدة العدوى، لا سيما البريطانية والجنوب أفريقية منها، وتنتشر بسرعة في العالم. فقد بلغ عدد الدول التي تنتشر فيها النسخة البريطانية المتحورة 50 بلداً في حين النسخة الجنوب أفريقية في 20 بلداً، بحسب منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن العدد قد يكون أعلى.
ويجرى راهناً تحليل نسخة ثالثة منشأها منطقة الأمازون البرازيلية أعلنت اليابان عن رصدها الأحد. وقد تؤثر هذه النسخة على الرد المناعي، على ما أوضحت المنظمة التي تحدثت عن «نسخة مقلقة».
وكشف باحثون في ولاية أوهايو الأميركية، عن طفرتين جديدتين في فيروس كورونا ورجحوا أنهما نشأتا في الولايات المتحدة.
وقال الباحثون إن الطفرتين أصبحتا سائدتين في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو خلال ثلاثة أسابيع في أواخر ديسمبر الماضي وأوائل يناير الجاري.
وشبه العلماء الطفرتين بالسلالة المنتشرة في بريطانيا، التي تبدو أكثر قابلية لنشر العدوى إلا أنها لا تؤثر في فعالية اللقاحات.
ولم ينشر الباحثون من جامعة أوهايو النتائج الكلية لدراستهم بانتظار تدقيقها من قبل علماء آخرين.
وأشار الباحثون إلى أن واحدة من الطفرتين الجديدتين تم اكتشافها لدى مريض في أوهايو، وتحوي تشوهات في بروتين الفيروس الشائك مطابقة للطفرة الموجودة في السلالة البريطانية. أما الطفرة الثانية، التي أطلق عليها الباحثون اسم «سلالة كولومبوس»، أصبحت سائدة في المدينة، وتضمنت «ثلاثة تشوهات جينية أخرى لم يتم توثيقها مجتمعة من قبل في فيروس سارس-كوف-2».
اللقاحات
في اطار آخر، أظهرت تجربة علمية أن لقاح شركة «جونسون آند جونسون»، الذي يؤخذ في جرعة واحدة آمن ويبدو قادراً على توليد استجابة مناعية واعدة لدى صغار وكبار السن على حد سواء. وكشفت بيانات التجربة المنشورة في مجلسة «نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسن»، أن علماء «جونسون آند جونسون» قاموا بمنح عشوائي لبالغين أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً وأولئك الذين يتجاوزون 65 عاماً جرعات مرتفعة أو منخفضة من لقاحها، بينما تم منح آخرين عقاراً وهمياً.
ووفقاً للتجربة، أنتج معظم المتطوعين أجساماً مضادة يمكن اكتشافها بعد 28 يوماً، وبحلول اليوم 57 من تلقي اللقاح، كان لدى جميع المتطوعين أجسام مضادة ظاهرة، بغض النظر عن جرعة اللقاح أو الفئة العمرية.
وأعلنت السلطات الصحية الأميركية، أن نحو عشرة ملايين شخص تلقوا جرعة أولى من واحد من اللقاحين اللذين أجازت الولايات المتحدة استخدامهما ضد وباء كوفيد-19. ويمثل هذا العدد ثلاثة في المئة من مجموع الشعب الأميركي، بعد شهر من إطلاق أكبر حملة تلقيح في تاريخ البلاد.
مناعة 5 أشهر
في المقابل، توصلت دراسة بريطانية أجريت على عاملين في مجال الرعاية الصحية إلى أن من أصيبوا بكوفيد-19 يتمتعون على الأرجح بمناعة من المرض لمدة خمسة أشهر على الأقل، لكن هناك أدلة على أن من يحملون أجساما مضادة ربما يحملون الفيروس وينشرونه.
وأظهرت النتائج الأولية التي توصل إليها العلماء في هيئة الصحة العامة في إنكلترا أن من النادر أن يصاب بالفيروس حاملو الأجسام المضادة نتيجة عدوى سابقة.
لكن الخبراء حذروا من أن النتائج تعني أن الذين أصيبوا بالمرض في الموجة الأولى من الجائحة في الشهور الأولى من عام 2020 قد يكونون الآن عرضة للإصابة به مرة أخرى. كما حذروا من أن من يتمتعون «بالمناعة الطبيعية» المكتسبة نتيجة الإصابة بالعدوى ربما يحملون الفيروس في الأنف والحلق، وبالتالي يمكنهم نشر العدوى.