قصة اليوم

كيف يُهدد غياب «ملكة الغربان».. عرش بريطانيا؟

إسلام شكري –

إذا سألت أي شخص في أي مكان بالعالم عن أسطورة ما يتناقلها أو حتى يؤمن بوجودها أبناء بلدته، فسيروي لك حتماً قصة ما عن وحوش شريرة أو معارك ضارية حدثت في عصور متعاقبة، وتحظى مثل هذه القصص أو التنبؤات الوهمية بالعديد من المعجبين وعلى الرغم من إنها غير حقيقة، إلا أن البعض الآخر يراها واقعية.

وعلى وقع التنبؤات الخيالية والقصص الوهمية، غابت اليوم «ملكة الغربان» الشهيرة عن موقعها في برج لندن العريق، والذي يرى فيها الإنجليز نظير شؤم وخراب على بريطانيا، بل وعدم عودتها يهدد العرش البريطاني، فكيف قد يحدث ذلك؟.

أساطير متوارثة

لم تُشاهد أنثى الغراب «ميرلينا» منذ أسابيع في هذا الحصن التاريخي المحاذي للضفة الشمالية لنهر تايمز الشهير، في إشارة إلى فقدانها أو إلى موتها على الأرجح، مما يراه البعض نبأ مُقلقاً، إذ إن الأساطير المتوارثة منذ أجيال تفيد بأنه في حال تركت كل الغربان برج لندن، سيؤدي ذلك إلى «انهيار» العرش البريطاني وغرق البلاد في الفوضى، وبحسب مرسوم ملكي أصدره الملك تشارلز الثاني سنة 1630، يجب أن يكون هناك 6 غربان في الموقع في كل الأوقات.
وخفف المسؤول عن هذه الغربان وقع مرارة الأمر، حيث طمأن الجميع بأن 7 طيور لا تزال تعيش في الموقع، وهو شرط لازم لمنع سقوط المملكة وفق الأساطير المتوارثة.

وفي نفس السياق، أشار برج لندن في بيان – الذي يُخزن فيه حلي التاج البريطاني- إلى أن ميرلينا كانت «بلا منازع ملكة غربان البرج منذ انضمامها إلى رفاقها في الموقع سنة 2007.

وأضاف البيان: «لدينا حالياً 7 غربان في البرج، أي غراب إضافي عن الستة المطلوبة».

روح مستقلة

من جانبه، قال حارس الغربان كريستوفر سكايف ل«بي بي سي»، إن «ميرلينا تتمتع بروح مستقلة وهي غادرت البرج مرات عدة، لكني صديقها وعادة كانت تعود إلى هنا. لكن هذه المرة، لم تفعل ذلك، وأخشى أن تكون قد غادرتنا إلى الأبد».

تجدر الإشارة إلى أن برج لندن تم بناؤه في سبعينيات القرن العاشر من قبل ويليام الفاتح لاستخدامه كقلعة وحصن، وأصبح لاحقًا مكانًا للملوك لتخزين الأسلحة والمجوهرات – حتى يومنا هذا-، ويوجد بالموقع العريق أيضاً «حلي التاج البريطاني» الذي يحرسه حامية من الجنود.

وتشتهر القلعة بغربانها التي تُعشش على أراضيه، والتي ارتبطت بنبوءة قديمة مفادها أنه في اليوم الذي سيغادر فيه آخر الغربان برج لندن، فإن عرش إنكلترا سيسقط ومعه ستسقط بريطانيا، لذلك حرص عدد من الملوك قديمًا على الحفاظ على الغربان وأراضي تعشيشها في البرج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى