تقارير

كورونا لا يرحم لبنان.. وفيّات قياسيّة ليوم واحد

جان ماري توما-

سجّل لبنان رقمين قياسيّين لفيروس كورونا يوم الجمعة مع 6154 حالة إصابة و44 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وهي زيادة توقّعها خبراء طبيّون.
تم إجراء ما مجموعه 21854 اختبارًا في الـ 24 ساعة الماضية.
ومن بين الحالات المسجّلة حديثًا، تم اكتشاف 21 حالة فقط بين المسافرين الوافدين إلى لبنان، وفقًا لتقرير وزارة الصحة، مع ارتفاع العدد الإجمالي للحالات منذ اكتشاف الفيروس في أواخر فبراير إلى 243286.

هذا هو اليوم الرابع على التوالي الذي يسجل فيه لبنان عددًا قياسيًا من الوفيات، حيث تم الإبلاغ عن 41 حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا يوم الخميس أيضًا. ويبلغ العدد الإجمالي للوفيات الآن 1825. وبلغ معدل الإيجابية للاختبارات في الأسبوعين الماضيين 18.4٪، وفق ما ورد في موقع «ديلي ستار» .

المستشفيات تكافح بكامل طاقاتها
واصلت المستشفيات في جميع أنحاء البلاد الكفاح من أجل مواجهة الفيروس بكفاءة. ولكن الأسرّة قد نفدت في مستشفيات كثيرة حتّى في قسم الطوارئ، وبدأ المشهد المأساوي: الأطبّاء والممرّضين يحاولون معالجة المرضى في باحة المستشفى أو في السيارات.

حثّ مستشفى الجامعة الأميركيّة في بيروت، في بيانٍ، الجمعة، اللبنانيين على الالتزام بأقصى الإجراءات الاحترازيّة، مؤكدًا أنّ العاملين في مجال الرعاية الصحية يعانون من إرهاق. وجاء في البيان: «موظّفو الرعاية الصحيّة لدينا مرهقون ويجب حمايتهم حتى يستمروا في توفير الرعاية اللازمة للمرضى». أعلنت الجامعة الأميركية في بيروت، مثل العديد من المستشفيات الأخرى، إن القسم الخاص بفيروس كورونا وصل إلى أقصى طاقاته، وكذلك غرفة الطوارئ. صرّح المستشفى: «نحن غير قادرين على إيجاد أسرّة حتى للمرضى الأكثر خطورة… ساعدونا في مكافحة الوباء والتغلب على الكارثة التي نواجهها».

ومع امتلاء المستشفيات وندرة أجهزة الأكسجين، لجأ المرضى إلى إنشاء مستشفيات موقّتة في منازلهم .

صرخة توعية من الإخصّائيّين
غرّد الدكتور فراس أبيض، أحد الأصوات الرائدة في لبنان في مواجهة الوباء، وهو مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي: «سيكون الأمر خطيرًا للغاية إذا نفدت الإمدادات الطبية في المستشفيات التي تعاني بالفعل من الإرهاق. من المهم أن يتلقى الموزّعون الدعم الموعود».
الكثير من الخبراء حذّروا من هذه الزيادة، حيث تجاهل الناس إلى حد كبير تدابير الوقاية من الفيروس واختلط المواطنون خلال موسم العطلات، عندما رفعت السلطات أيضًا العديد من القيود. نشرات الأخبار تمتلئ بصرخات خبراء واخصّائيّين تدعو الدولة إلى التشدّد والرقابة، كما تدعو المواطنين إلى التزام منازلهم، لكي ينقذوا أنفسهم وما تبقّى من طاقة في المستشفيات .

يبقى الأمل الوحيد للبلاد هو لقاح فيروس كورونا. من المقرّر أن يتلقى لبنان لقاح فايزر في منتصف فبراير، مع شحنة أولية من 60 ألف جرعة. كما وقّع رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب والرئيس ميشال عون مرسومًا لتحويل الأموال لشراء حوالي 2.7 مليون جرعة من اللقاح من منصة COVAX.

نذكّر أن لبنان يعيش حالة طوارئ صحيّة مع إقفال تام وصارم لمدّة 11 يومًا. مع العلم انّ الخبراء ينصحون بثلاثة أسابيع من الإغلاق التام للبلاد وعدم تخفيف الإجراءات. ويغرّد أبيض على تويتر قائلًا: «من الواضح أنه لا ينبغي التعجيل بتخفيف الإجراءات. يجب تعلم الدروس… الأسابيع المقبلة ستكون صعبة. ومع ذلك، فإن الامتثال للحظر كان مشجّعًا…الإغلاق لا يمكن أن يفشل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى