إيران تناور بصواريخها البالستية.. لتدمير حاملات الطائرات
نقل واشنطن الكيان الصهيوني إلى «سنتكوم» سيزيد التوتر في المنطقة

خالد جان سيز-
بينما لم تبق إلا أيام معدودة من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دخل الصراع مع إيران مرحلة غير مسبوقة، ففي وقت أقدم ترامب على ضم الكيان الصهيوني إلى «القيادة المركزية الأميركية» (سنتكوم)، ووسّع العقوبات على إيران لتشمل 15 معدناً تستخدم في القطاعات العسكرية، خصوصاً البالستية والنووية، كثفت طهران مناوراتها، لتبلغ خمساً، في غضون أسبوعين، مع إشارتها إلى القيام بالمزيد منها خلال الأيام المقبلة.
ولم يسبق أن نفذت القوات المسلحة الإيرانية هذا العدد الكبير من المناورات باستخدام مختلف أنواع الأسلحة في فترة زمنية قصيرة، ما يشي بأن المناورات مرتبطة بالدرجة الأولى بالمخاوف من احتمال لجوء ترامب إلى «مغامرة» في أيامه الأخيرة بالسلطة.
وفي سياق مواز، تزداد قضية انتهاك إيران للاتفاق النووي توتراً مع الغرب، حيث أعربت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أن إنتاج طهران لليورانيوم ليست له أي استخدامات مدنية ذات مصداقية، بل له «جوانب عسكرية خطيرة محتملة».
بين المناورات العسكرية الإيرانية الأخيرة، تبقى مناورات «الرسول الأعظم 15» التي انتهت أمس أكثر أهمية، أولاً لجهة الأسلحة التي استعرضها الحرس الثوري، حيث عرض جيلاً جديداً من الصواريخ البالستية، وثانياً لنوعية وطبيعة التدريبات التي شملت تدمير سفن وفرقاطات ومدمرات في المياه، في تلميح إلى امتلاك إيران قدرات عملية لتنفيذ تهديداتها السابقة بـ«تدمير» المدمرات الأميركية في الخليج.
القائد العام للحرس اللواء حسين سلامي قال أمس إن «تدمير حاملات الطائرات عبر استهدافها بشكل مباشر جزء من إستراتيجياتنا الدفاعية، من خلال الصواريخ البالستية البعيدة المدى»، مضيفاً أنه «عادة يتم استهداف الأهداف العائمة في البحار من خلال صواريخ كروز بسرعة قليلة، لكن استخدام صواريخ بالستية في استهداف أهداف متحركة في المحيطات يعتبر إنجازاً دفاعياً كبيراً بسبب إطلاقها من قلب أراضينا من مسافات طويلة».
رئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري قال إن «إطلاق صواريخ بالستية من مسافة 1800 كيلو متر لتدمير أهداف بحرية عملية ذات مغزى». وكشف أن «القوات المسلحة الإيرانية في حالة استنفار كامل وجهوزية عالية حتى الأربعاء القادم» يوم تنصيب جو بايدن.
ويبدو أن المناورات تهدف إلى الاستثمار في الوقت «كفرصة لاستعراض القوة» في المرحلة الانتقالية الأميركية.
إلحاق بـ«سنتكوم»
وقبيل المناورات الأحدث لإيران، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نقل الكيان الصهيوني من مسؤولية القيادة الأوروبية إلى منطقة القيادة المركزية التي تشمل الشرق الأوسط وأفغانستان.
وقال بيان للبنتاغون إن «الخطوة جاءت في إطار مراجعة دورية تجريها القيادة الموحدة كل عامين.. وسيمثّل فرصة إستراتيجية لتنسيق الجهود ضد التهديدات المشتركة في الشرق الأوسط».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من نشر نبأ التغيير، وقالت إنه جاء بأوامر من ترامب.
ويمتد نطاق مسؤولية القيادة المركزية في أنحاء الشرق الأوسط إلى وسط آسيا، بما يشمل الخليج والعراق وسوريا، فضلاً عن أفغانستان وباكستان. وخلال السنوات السابقة تم وضع إسرائيل ضمن القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا.
مواصلة العقوبات
وفي سياق مواصلة الضغوط، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على من ينقلون عن علم 15 مادة تقول وزارة الخارجية إنها تستخدم في برامج إيران النووية أو العسكرية أو برنامجها للصواريخ البالستية، وتشمل أنواعاً محددة من الألومنيوم والصلب.
كما فرضت عقوبات على شركات في إيران والصين والإمارات لقيامها بأعمال تجارية مع شركة خطوط شحن إيران، وعلى ثلاثة كيانات إيرانية، بسبب أنشطة تتعلّق بنشر الأسلحة التقليدية. وتم إدراج منظمة الصناعات البحرية الإيرانية ومنظمة صناعات الفضاء الإيرانية ومنظمة صناعات الطيران الإيرانية على قائمة العقوبات أيضاً.
تحذير أوروبي «نووي»
ولم ينحصر التوتر بين طهران والغرب في الناحية العسكرية فقط، حيث حذّرت قوى أوروبية إيران من خرق الاتفاق النووي، عبر بدء العمل على إنتاج وقود يعتمد على معدن اليورانيوم من أجل مفاعل أبحاث، لافتة إلى أن ذلك يتعارض مع الاتفاق وليست له مناح مدنية، بل ينطوي على جوانب عسكرية خطيرة.
وحثت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك، إيران بقوة على إنهاء هذا النشاط والعودة إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها، بموجب الاتفاق النووي من دون تأخير، إذا كانت جادة في المحافظة على هذا الاتفاق.
وشدد البيان على أن إيران ملتزمة بموجب الاتفاق بعدم إنتاج معدن اليورانيوم أو إجراء أبحاث أو تطوير في مجال تحويل اليورانيوم إلى معدن لمدة 15 عاماً.