تقارير

بنس يقود تسليم السلطة لبايدن.. وسيحضر التنصيب

واشنطن ثكنة عسكرية.. تعزيز الحرس وإغلاق معالم المدينة الشهيرة

ولاء عايش

فرغت قاعات البيت الأبيض بسرعة كبيرة، وغادر عدد من المستشارين المبنى حاملين وثائقهم والهدايا التذكارية، وأزيلت صور ترامب التي كانت معلقة على جدران الجناح الغربي الشهير، في انتظار صور بايدن.
وفي محيط المكان، تغيرت ملامح العاصمة، وأصبحت أشبه بمعسكر محصن بعد انتشار الحرس الوطني بشكل مكثف استعدادا ًليوم تنصيب جو بايدن في 20 يناير. في العادة تشهد مراسم التنصيب إجراءات أمن مشددة بقيادة جهاز الخدمة السرية، إلا أن إجراءات هذا العام أكبر من المعتاد خوفاً من تكرار سيناريو اقتحام الكونغرس.
وأغلقت منافذ دخول المعالم الشهيرة، وأقيمت نقاط تفتيش على مداخل وسط المدينة. وأعلنت هيئة المتنزهات الوطنية، إغلاق منطقة «ناشيونال مول» حتى 21 يناير على الأقل. ماثيو ميلر، مدير المكتب الميداني لجهاز الخدمة السرية في واشنطن أكد أن الجهاز الأمني سيحرص على عدم تكرار فوضى 6 يناير ووقف أي ممارسات غير قانونية.
وفيما يواصل ترامب عد خيباته ويستعد لمغادرة لائقة بعض الشيء، يتولى مايك بنس نائب الرئيس القيادة، إذ اتصل هاتفيًا بكامالا هاريس نائبة الرئيس المنتخب وهنأها، وأكد أنه يعتزم المشاركة في حفل التنصيب، إلى جانب الرؤساء السابقين باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون. أما هو فلا يرغب في مغادرة العاصمة الفدرالية بصفة رئيس سابق، لذا سيتوجه قبل انتهاء ولايته إلى فلوريدا ومقره الفاخر في مارالاغو، حيث ينوي الاستقرار. وخلافاً للتقاليد العسكرية الحديثة في الولايات المتحدة، لن تنظم وزارة الدفاع حفل وداع للرئيس المنتهية ولايته.

غاغا ولوبيز

هذا وتشارك نجمتا موسيقى البوب ليدي غاغا وجنيفر لوبيز في احتفال تنصيب بايدن في مناخ استثنائي جداً بفعل جائحة كوفيد-19 والإجراءات الأمنية المشددة بعد أعمال العنف في الكابيتول. وأوضحت اللجنة المنظمة أن ليدي غاغا ستؤدي النشيد الوطني الأميركي من على درج الكابيتول بالذات، ثم تقدم لوبيز وصلة موسيقية. وكانت النجمتان عبّرتا عن دعمهما بايدن خلال حملته الانتخابية.
محاولات لإبقاء ترامب
فيما يلملم ترامب نفسه ويستعد للرحيل، يدور في الأوساط الأميركية جدل وسخرية، بعد الكشف عن استراتيجية لإبقائه رئيساً. نية جديدة حملها ضيف استثنائي إلى البيت الأبيض في حقيبته. مايكل ليندل الرئيس التنفيذي لشركة تصنع الوسائد، وأحد المتبرعين الرئيسيين للحزب الجمهوري حاول إقناع الرئيس باستخدام الموارد العسكرية للبقاء في المنصب. وأفادت صحيفة واشنطن بوست أن ليندل دخل الجناح الغربي للبيت الأبيض، حاملاً ورقة ملاحظات وكوب قهوة، قبل لقائه ترامب، وأوضحت أنه جمع أدلة تؤكد تزوير الانتخابات يمكن استخدامها وكشفت أيضاً أنه نصح الرئيس بالرد على أعمال العنف التي حصلت في 6 يناير في مبنى الكابيتول بقانون التمرد، ما يسمح له بنشر الموارد العسكرية. واعتبرت أن وثيقة ليندل تدعي أن الانتخابات تأثرت بطريقة ما بالصين وإيران.

جدل وتأييد

في الوقت الذي أكد فيه المشهد الأميركي هزيمة ترامب وتراجع شعبويته، أفاد استطلاع رأي أن الغالبية العظمى من مؤيدي الرئيس سيواصلون التصويت له مرة أخرى رغم اتهامه بالتحريض على أعمال الشغب. ونقلت صحيفة «واشنطن اكزامين» أنه رغم انتقاد سلوك ترامب منذ 4 نوفمبر حتى الأسبوع الماضي، فإن %91 من ناخبيه مستعدون لمواصلة دعمه. فيما اكتفت نسبة %25 أن ترامب كان المسؤول المباشر على تحريض المحتجين باقتحام الكابيتول. وفيما يتعلق بمايك بنس أكدت نسبة %60 أنه قد تصرف بالشكل الصحيح واللائق بالدستور.
وفي داخل الأوساط اليمينية المؤيدة لترامب، التي انتهى المطاف بالكثير منها إلى الانقلاب على الرئيس المنتهية ولايته. حمَّل بعض الجمهوريين ترامب مسؤولية كل ما جرى ويجري في العاصمة واشنطن، مطالبين بـالتخلص منه وجعله عبرة لكل الشعبويين. وقال أحد المحررين في موقع «بريت بارت» إنه أعاد الحزب 10 سنوات إلى الوراء. فيما حاول البعض تبرير غوغاء أنصار ترامب، حيث طلب منهم التزام السلم ودعاهم بصورة شبه فورية إلى وقف العنف.

اغتيال بنس

فيما لا تزال التحقيقات في واقعة 6 يناير مستمرة، أكد جديدها نية واضحة من قبل مقتحمي الكونغرس اغتيال مسؤولين أبرزهم مايك بنس نائب الرئيس. إذ أفاد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» بأن بنس نجا بإعحوبة من مجموعة كانت تبعد عنه مسافة 100 قدم فقط، وفي سباق مع الزمن تمكن الحرس الشخصي من نقله وعائلته إلى مكان آمن بعد 14 دقيقة من الحصار داخل أحد مكاتب المبنى. وخلال الاقتحام، لم تشر الشرطة إلى نقل بنس أو عملية الإخلاء، واكتفت بالقول إنه آمن. وقال الادعاء الأميركي في مذكرة مقدمة إلى المحكمة إنّ مثيري الشغب كانوا يعتزمون أسر واغتيال مسؤولين منتخبين، وطلب إصدار أمر باحتجاز جيكوب تشانسلي، وهو من سكان أريزونا ومن مروجي نظريات المؤامرة، تم تداول صورته على نطاق واسع، وهو يضع على رأسه فراء متدل عليه قرنان ويقف على مكتب بنس.

تسهيل الاقتحام

وفي السياق، نشر تقرير آخر أكد أن مسؤولين ساهموا في تسهيل عملية الاقتحام وعرقلوا دور الأمن في التصدي للهجوم، وعليه اعتبرت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، أنه ينبغي مقاضاة أي مشرع ساعد مؤيدي الرئيس على اقتحام الكونغرس. وقالت: «إذا تبين أن أعضاء بالكونغرس شاركوا في هذا التمرد المسلح، أو ساعدوا وحرضوا على الجرائم فإنه سيتعين اتخاذ المقاضاة». جاء ذلك بعد أن اتهمت ميكي شيريل النائبة الديموقراطية بعض النواب الجمهوريين بمساعدة مؤيدي ترامب، قائلة إنها رأت بعض زملائها وهم يقومون بجولات «استطلاعية» داخل المبنى مع مجموعات يوم الخامس من يناير.
وفي ما يخص بمحاكمة ترامب، أعلنت أنها سترسل العزل إلى مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل. ويأتي قرار بيلوسي في الوقت الذي يسعى فيه الديموقراطيون، إلى الموازنة بين عزل ترامب والمضي قدما في أجندة الرئيس المنتخب جو بايدن.
ومن المقرر أن يستأنسف مجلس الشيوخ جلساته في 19 يناير، أي عشية تنصيب بايدن، مما يعني أن محاكمة ترامب يمكن أن تبدأ الساعة الواحدة ظهراً حسب الدستور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى