الشرق الأوسط

«الركن الشديد».. مناورة نوعية تعكس وحدة فلسطينية

ولاء عايش

في خطوة تعكس وحدة في الموقف، وللمرة الأولى من نوعها، نفذت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مناورة عسكرية مشتركة.
رشقات صاروخية انطلقت صباح أمس نحو البحر، إيذاناً ببدء الركن الشديد على مرأى ومسمع من الاحتلال الإسرائيلي على الحدود.
مناورة عسكرية تؤكد أن المقاومة مستعدة لخوض أي معركة محتملة مع الاحتلال. السلاح حاضر والقرار الموحد حاضر أيضاً.

وحدة المقاومة
اتفقت الفصائل إذاً، والتفتت مجدداً الى أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لدحر الاحتلال الاسرائيلي والدفاع عن الشعب الفلسطيني.
أبو حمزة الناطق باسم “سرايا القدس” (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، أكد أن انطلاق المناورة يعبّر بوضوح عن وحدة وقرار مشترك بين أجنحة فصائل المقاومة بأطيافها كافة، موضحاً أن سنوات النضال الطويلة في القتال ضد العدو أنضجت تجربةً فريدةً للمقاومة، وجعلتها تقف على أرض صلبة، وتتكاتف في خندق واحد، إضافة إلى رسم قواعد القتال بشكل موحد وحكمة وإرادة.
وشدد أبو حمزة على أن قيادة المقاومة جاهزة لخوض أي معركة مقبلة، ولن تقبل بأن يتغول العدو داخل القطاع، وعلى قيادة الاحتلال أن تدرك أن خوض أي مغامرة ستواجه بكل قوة ووحدة والكثير من المفاجآت.

12 فصيلاً
يشارك في المناورة 12 جناحاً عسكرياً، هي: «كتائب القسام، سرايا القدس، كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، ألوية الناصر صلاح الدين، كتائب المقاومة الوطنية، كتائب شهداء الأقصى- لواء العامودي، وجيش العاصفة، ومجموعات الشهيد أيمن جودة، وكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، وكتائب المجاهدين، وكتائب الأنصار، وكتائب الشهيد جهاد جبريل”.

إنجازات عالية المستوى
لم تؤكد المناروة العسكرية المشتركة وحدة صف القتال ضد العدو فقط، بل كشفت لإسرائيل أنها في تطور دائم وقد تبنت خططا جديدة ونقلة نوعية في المواجهة، وطيلة الفترة الماضية لم تنشغل يوما عن تحديث أدواتها وتكتيكاتها وإدارتها للصراع. وفي هذا الصدد، أكد أبو حمزة أن المقاومة باتت اليوم أقوى وأصلب وأكثر قدرة على مواجهة الاحتلال وردعه وإيلامه، ولن تسمح بفرض اسرائيل قواعد اشتباك لا ترضاها المقاومة.
وفي السياق، أكد خبراء عسكريون أن المناورة هذه أصبحت حديث وسائل الإعلام العبري وتسببت في حالة من القلق الواضح لدى الاحتلال.
رامي أبو زبيدة المختص في الشأن العسكري أوضح أن أهمية «الركن الشديد» تكمن في احتوائها جميع الأجنحة العسكرية، وهي الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة. وحول حركة الطائرات الاستطلاعية التابعة للاحتلال، والتي تزامنت مع عدد من المناورات، أشار أبو زبيدة الى أن هذه الطائرات لا تقوم بدور عبثي، إذ يحاول الاحتلال ألا يترك فرصة توصله لمعلومات لتحديد بنك اهدافه في أي مواجهة قادمة، لا سيما ان الوضع الميداني في غزة قابل للتغيير في أي لحظة.
محمد أبو هربيد الخبير الأمني بدوره، أشار الى أن مناورة الركن الشديد ستحاكي أداء وسلوك جيش دولة في مواجهة العدو، حيث ستتضمن عدة أنشطة برية وبحرية وربما جوية وستستخدم أسلحة متنوعة تربك الوحدات القتالية لدى الخصم وسيبرز الجهد والاحتراف القتالي لدى المقاتل، كونه الأساس التي تعتمد عليه المقاومة.
حسن لافي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أكد أن الوحدة الوطنية حول المقاومة هي الضلع الأول في الركن الشديد.

ماذا تحاكي المناورة؟
ورغم أنه لم يتم الكشف عن كل سيناريوهات المناورة فإن خبراء أكدوا أنها لن تحاكي طرق هجومية فقط، بل ستقتصرعلى دفاعية جديدة ومن شأن الغرفة المشتركة التي تضم أكبر وأوسع قاعدة فصائلية في الأجنحة العسكرية المقاومة:
1 – محاكاة تسلل قوات صهيونية من البر والبحر.
2 – التدريب على أسر جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال أي مواجهة مقبلة.
3 – الوصول إلى تطور مادي وعقلي في قراءة الصور الأمنية والعسكرية للاحتلال.
4 – التمكن من اجتياز عقبات فنية قد تواجهها.
5 – تهديد جبهة العدو الداخلية.
6 – إدارة العمليات العسكرية وتوجيهها على الوجه الأمثل والحفاظ على قدرات المقاومة التسليحية.

الاحتلال يتأهب
مع انطلاق هذه المناورة العسكرية، رفع الجيش الاسرائيلي حالة التأهب خصوصًا على المستوى الاستخباراتي.
وقال أليكس فيشمان محلل الشؤون العسكرية الاسرائيلية إن التقديرات بتحول هذه المناورة الى حدث حقيقي ضد إسرائيل، ضعيفة جدًا، لا سيما أن المنطقة تشهد فترة انتقالية في البيت الأبيض، وكل من إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، مقتنعون بأن إسرائيل تريد استغلال الأيام المتبقية لترامب وتصفية الحسابات.
واشار المحلل إلى أن حماس تهدف من هذه المناورات الى خلق حالة ردع أمام مناورات الجيش الاسرائيلي الأخيرة وتدربه على احتلال القطاع.

مغردون يشيدون
حازت مشاهد إطلاق المناورة العسكريّة في غزة اهتماماً سريعاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن فخرهم بوحدة صف المقاومة الفلسطينية وتحقيقها إنجازات عسكرية رغم الحصار.
تحت وسم #الركن_الشديد، نشر المغردون والناشطون صوراً ومقاطع فيديو من المناورات، معتبرين أن الركن الشديد ليس مجرد مناورة عسكريّة ترعب الاحتلال، بل أيضاً عنوان للمرحلة وللقضيّة الفلسطينيّة التي تواجه أوضاعاً صعبة بسبب انتهاكات الاحتلال المستمرة من قتل واعتقال واستيطان وسرقة أراض وتهويد مقدسات.
ومن بين التعليقات، «الكيان الصهيوني سيواجه أعنف معركة في تاريخه ومن كل جبهات المقاومة عند القيام بأي عمل عسكري»..#الركن_الشديد.. عنوان مرحلة وليس مجرد مناورة، مرحلة تحمل معها رسالة حُب واطمئنان لكل أبناء أمتنا وشعبنا أن #فلسطين بخير ما دامت نواتها الصلبة بخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى