البريطانيون يرفضون الانصياع لقرارات الإغلاق

نورسين مجد –
البقاء في المنزل، مطلب واحد قد يكون فظا، لدى سكان إنكلترا الذين على وشك التعرض لطوفان من الإعلانات الحكومية الجديدة، على التلفزيون والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي التي تحتوي على هذا المطلب.
إنها رسالة مألوفة، وقد يكون هذا هو سبب تجاهل الجمهور لها.
تُظهر البيانات وفق ما ذكرته وكالة «بلومبيرغ»، أن البريطانيين كانوا أكثر نشاطًا خلال فترة الإغلاق الوطنية الثالثة الحالية، مقارنةً بالوقت الذي صدر فيه أمر الطوارئ الأول «البقاء في المنزل» في الربيع الماضي، هناك المزيد من حركة المرور على الطرق، والمزيد من الناس في القطارات والمزيد من المتسوقين الذين يقومون برحلات، على الرغم من أن المدارس والشركات قد أغلقت، وطُلب من الناس البقاء في المنزل للعمل إذا أمكنهم ذلك، وتجنب جميع الرحلات ما لم تكن ضرورية.
انتهاك القواعد
يشعر المسؤولون الحكوميون بالقلق من أن الكثيرين ينتهكون القواعد حيث حث رئيس الوزراء بوريس جونسون، الجمهور على بذل جهود أكبر لتجنب انتشار فيروس كورونا، الذي حصد أكبر عدد، وجعل المملكة المتحدة، تتبوأ المرتبة الأولى في عدد وفيات في أوروبا بأكثر من 87000، في ظل تعرض نظام الرعاية الصحية التابع للولاية، للانهيار الذي سيؤدي إلى إلحاق المزيد من الضرر الكبير بمكانة جونسون ، مع تراجع ثقة الجمهور في طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة بشدة منذ بدايتها.
أزمة المستشفى
علاجات السرطان ستتأجل، سيارات الإسعاف ستصطف في طوابير، وحدات العناية المركزة ستنتقل إلى العنابر المجاورة، وهذا ليس الوقت المناسب لأدنى قدر من الاسترخاء لعزمنا الوطني وجهودنا الفردية، تحذيرات أطلقها جونسون، يوم الجمعة وفق ما ذكرته وكالة «بلومبيرغ».
قواطع القاعدة
بالنظر إلى التهديد الصارخ الذي يواجه البلاد، تواجه المملكة المتحدة قيودًا أكثر صعوبة في الإغلاق مع ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، فالصورة ليست فريدة من نوعها في المملكة المتحدة، ففي أماكن أخرى من أوروبا، سئم الناس موجة تلو موجة من القيود، وما يجعل إنجلترا مختلفة، هو أنه حتى من البداية، كانت الرسائل مختلطة من حكومة كانت مترددة في كبح حريات الناس، فمثلا في مدريد وميلانو، يرتدي الجميع أقنعة في الخارج، ويجب على الأطفال ارتدائها في المدرسة، أما في لندن، لا تزال أغطية الوجه في الهواء الطلق اختيارية.
تخبط وضياع كبير تشهده إنكلترا على خلفية القرارات وعدم الانصياع لها.