تحليلات

هل أوروبا مستعدة لمرحلة ما بعد ميركل؟

خالد الحماد –

2021 هو العام الذي يجب أن تتعلم فيه أوروبا كيف تعيش بدون أنجيلا ميركل وفقًا لمجلة بوليتيكو.

تتنحى المستشارة الألمانية في الخريف بعد أكثر من 15 عامًا في المنصب، وعقد على الأقل كزعيم لأوروبا بلا منازع، لا شك إنه انتقال لا يخلو من المخاطر.

مهارات سياسية

وتشير المجلة أن الخطر هنا ليس مرتبطا بمن سيحل محلها، إنما هو ناتج عن الفراغ الذي ستتركه في أوروبا، فعلى المدى القصير والمتوسط، سيترك رحيل ميركل فراغًا كبيرًا لا يمكن لأي زعيم في الاتحاد الأوروبي ملؤه بشكل موثوق.

وتضيف أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحاول ملئ الفراغ بالتأكيد، لكن بدون ميركل، أو شريك قوي في برلين، لن ينجح، خاصة أن ماكرون يعتبر شخصية أكثر إثارة للانقسام، وعلى الرغم من أن لديه أفكار أكثر طموحًا، لكنها أيضًا مثيرة للجدل، حول إصلاح الاتحاد الأوروبي.

كما أن الرئيس الفرنسي ربما سيكون أقل ميلاً، لصياغة التسويات الدقيقة التي يقوم عليها الاتحاد الأوروبي، وهو ما يتناقض مع المهارات السياسية المميزة للزعيمة الألمانية، والتي ظهرت بوضوح في نهاية العام الماضي.

اتفاقيات هامة

وتؤكد «بوليتيكو» أنه تحت قيادة ميركل، تمكنت ألمانيا خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي، من قطع شوط كبير في تحقيق الانتعاش الاقتصادي في أوروبا، عبر إقرار صفقة بشأن صندوق الإنعاش بقيمة 750 مليار يورو، على الرغم من المعارضة الشديدة لمجر وبولندا.

كما تمكنت أيضًا من إبرام اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة وصفقة استثمار مع الصين، وهو ما يمهد لتعاون سياسي واستراتيجي واسع بين أوروبا وكل من بريطانيا والصين.

وعملت المستشارة الألمانية أيضًا على الارتقاء بسياسة الاتحاد الأوروبي تجاه التغييرات المناخية، ورفع هدفه المعلن لخفض انبعاثات الكربون بحلول 2030.

انتقادات

وتسلط المجلة الضوء على بعض الانتقادات الموجهة لميركل، والمتلعقة خصوصًا بالتنازلات التي توسطت فيها، ويقول البعض أن هناك مصالح صناعية أجبرتها على قبول تنازلات لصالح بولندا والمجر والصين في عدة اتفاقيات.

قد يكون هناك بعض الحقيقة في ذلك، لكن منتقدي ميركل لا يولون سوى القليل من الاهتمام الجاد، لمخاطر رفض ميركل تقديم تلك التنازلات.

على سبيل المثال لو كانت ميركل قد ضغطت على وارسو أو بودابست بشدة بشأن قانون صندوق الإنعاش، وسيادة القانون الأوروبي، لكانت قد خاطرت بتقوية الشعبويين والقوميين المتطرفين في كلا البلدين، وانقسامات كبرى في الكتلة الأوروبية يمكن للصين وروسيا أن يستفيدوا منها، كان من الممكن أيضًا، أن يكون تماسك الاتحاد الأوروبي مهددًا، مع تضاؤل ​​انتعاشه الاقتصادي.

ووفقًا لـ «بوليتيكو» فأن كل ماسبق يعد ثمناً باهظاً للغاية، كانت ميركل محقة في عدم دفعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى