الشرق الأوسط

3 ملايين سوري يعانون قهر النزوح والشتاء

الأمطار اقتلعت 20 مخيماً في إدلب.. واللاجئون يستغيثون

منذ ديسمبر الماضي، تشهد المخيمات الواقعة في شمال غربي سوريا أوضاعاً كارثية، نتيجة تردي الأحوال الجوية، وتعرُّض المنطقة لعواصف مطرية بين الحين والآخر.. مشكلة قديمة قِدم الأزمة السورية وحتى اليوم لم يجد أهالي هذه الخيم حلاً جذرياً ينهي مأساتهم.
بعد أن أغرقت الأمطار والسيول الجارفة خيم معظم اللاجئين السوريين في منطقة إدلب، شمالي البلاد، تشرّد معظمهم في العراء، فأطلقوا نداء استغاثة إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية، مطالبين مساعدتهم.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن أكثر من 20 مخيماً تعرّض للضرر وتشريد قاطنيه، إضافة إلى اقتلاع عدد من خيمه بفعل غزراة الأمطار.
ونشر مسؤول أممي مقطع فيديو أظهر أطفالاً من عمر الحرب من دون جوازات سفر أو أوراق ثبوتية، حاولوا رد المياه عن الخيم الغارقة وسط الطين والوحل. وأشار إلى أن الجهات الإغاثية والخدمية لا تزال تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في هذه المخيمات.

معاناة متكررة
نحو ثلاثة ملايين سوري نزحوا إلى إدلب، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يعادل مليون نسمة، تتكرر معاناتهم مع كل شتاء، لا سيما أثناء العواصف المطرية التي تغرق الخيم وتسببت في تشريدهم مرة أخرى.

تجنُّب الكوارث
رغم أن من الصعب تجنّب كوارث الشتاء تحديداً في المخيمات التي أنشئت مؤخراً بشكل عشوائي وغير منظم، يؤكد ناشطون أن الحل الوحيد هو استبدال الخيم ببناء أسمنتي، أو تنفيذ إجراءات وقائية دائمة، لكون المخيمات تقع في أراضٍ زراعية، ليست فيها مجارٍ لتصريف المياه، وغالباً ما تكون أرضية الخيم ترابية مرصوصة.
وأقيمت هذه المخيمات بالقرب من الحدود مع تركيا، بعيداً نوعاً ما عن مركز مدينة إدلب آخر معاقل المعارضة السورية، وأدت الهجمات الأخيرة من النظام وروسيا إلى موجة جديدة من النازحين بأعداد كبيرة.

طرق بدائية للتدفئة
لا يملك ﺍلنازحون في إدلب ﺃﻱ بدﺍئل للتدفئة، بسبب غلاﺀ ﺃسعاﺭ ﺍلوقوﺩ ﺍلنظامي ﺍلمستوﺭﺩ، ﻭﻋدﻡ قدﺭتهم ﻋلى تحمل ﺃﻋباﺀ تكاليفه، ﺇضافة إلى غلاﺀ ﺃسعاﺭ ﺍلحطب ﻭقلته، فيضطرُّﻭﻥ إلى استخدﺍﻡ أنوﺍﻉ رﺩيئة من ﺍلوقوﺩ ﻭتعريض حياتهم للخطر، أو يلجأون في معظم الأوقات إلى تجميع الأخشاب من الأراضي الزراعية المجاورة أو حرق ﺍلملابس ﻭالإطارات ﻭﺍﻷكياﺱ ﺍلبلاستيكية. ومؤخراً، لجأ البعض إلى طريقة بدائية، مستغلين روث الحيوانات والتبن وتحويلها إلى مادة، تسمى طوب التدفئة، تستخدم بعد أن تجفف جيداً في قوالب مستديرة صغيرة تحت أشعة الشمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى