تقارير

بايدن لا يحتاج إلى سياسة جديدة للشرق الأوسط

«لا يحتاج الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الى انتهاج سياسة جديدة خاصة بالشرق الاوسط»، رأي عبّر عنه المبعوث الأميركي السابق الى سوريا جيمس جيفري، في مقال بمجلة «فورين أفيرز».
ولفت جيفري الى أنّ قضية الشرق الاوسط الكبير كانت المسيطرة على السياسة الخارجية خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، فعلى الرغم من الحديث عن انهاء الحروب وتحويل الاهتمام نحو آسيا، الا انّ واشنطن كانت تعود وتصوّب البوصلة الى الشرق الاوسط.
وتابع أنّ اولويات ترامب في الشرق الاوسط تباينت قليلاً عن اهتمامات الرؤساء الذين سبقوه الى المكتب البيضاوي، فأعار اهميّة للقضاء على اسلحة الدمار الشامل، دعم شركاء الولايات المتحدة ومحاربة الارهاب.
لكن من نواح أخرى، فإن إدارة ترامب حققت تحولا ملحوظا في نموذج نهج الولايات المتحدة تجاه المنطقة. تابع كل من الرئيسين الأميركيين جورج دبليو بوش وباراك أوباما حملات تحولية في الشرق الأوسط بناء على الاعتقاد الخاطئ بأنه من خلال اختراق الدول هناك سياسياً وعسكرياً، يمكن للولايات المتحدة معالجة الأسباب الكامنة وراء الإرهاب وعدم الاستقرار الإقليمي الدائم.
على الرغم من صعوبة التنبؤ بآراء سياسة ترامب الحقيقية، إلا أن إدارته اتخذت مسارا مختلفًا، وكانت النتائج واضحة. من خلال الإبقاء على الأهداف الأميركية محدودة، والاستجابة للتهديدات الإقليمية الوشيكة، والعمل بشكل أساس من خلال شركاء على الأرض، تجنب ترامب المزالق التي واجهها أسلافه بينما كان لا يزال يدفع بالمصالح الأميركية. على الرغم من كل الحقد الحزبي في النقاشات حول السياسة الخارجية اليوم، ينبغي لهذا النموذج الجديد أن يستمر في تحديد السياسة الأميركية كونه يوفر الخيار الأفضل لاحتواء التحديات في الشرق الأوسط وإعطاء الأولوية للتحديات الجيوسياسية في أماكن أخرى.
وقال جيفري ان إستراتيجية الأمن القومي لعام 2017 التي صاغها البيت الأبيض قدمت مخططا جديدا لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وواحدا اتبعته إدارة ترامب عموما. بشكل عام، دعت الاستراتيجية إلى تحويل التركيز من ما يسمى بالحروب التي لا نهاية لها إلى منافسة القوى العظمى، في المقام الأول مع الصين وروسيا. بالنسبة للشرق الأوسط، كان هذا المبدأ الأول يعني تجنب التورط في القضايا المحلية مع الاستمرار في التصدي للمخاطر الإقليمية. وعملياً كان هذا بمنزلة احتواء إيران وروسيا مع دحر التهديدات الإرهابية الخطيرة.
وقال جيفري ان المبدأ التالي كان العمل جنباً إلى جنب مع الحلفاء والشركاء في المنطقة بدلاً من اتخاذ إجراءات أحادية الجانب أكثر تعقيدًا. وستكمل الولايات المتحدة هذه الجهود عسكريا عند الضرورة، من خلال بيع الاسلحة للحلفاء، استهداف الارهابيين، ومعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على استخدام الاسلحة الكيماوية ومواجهة توسع ايران الاقليمي، لا سيما في سوريا والعراق.
وقال جيفري ان مهمة احتواء إيران وضعت نموذج إدارة ترامب الجديد على المحك لكن وفقًا لما حصل في الشرق الأوسط فهو نتيجة سياسية محترمة، حيث نجح ترامب في تقليل الالتزامات والنفقات الأميركية المباشرة أثناء العمل بشكل وثيق مع الحلفاء الإقليميين، وفي الوقت الحاضر يريد العديد من الحلفاء الإقليميين استمرار الضغط على إيران أكثر من العودة الفورية إلى الاتفاق النووي، وسيحتاج بايدن إلى موازنة تلك الأولويات بعناية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى