بايدن سيستهل ولايته بإلغاء الحظر على دول مسلمة
29 ضابطاً و12 جماعةً متطرِّفةً شاركوا في واقعة «الكابيتول».. وتأهُّب في 50 ولاية

ولاء عايش
تنصيب غير معهود ينتظر جو بايدن في واشنطن، فناهيك عن أزمة صحية عصفت بالبلاد، وألقت بظلالها الثقيلة على الجميع، تشهد العاصمة تأهباً أمنياً لم يسبق له مثيل؛ بسبب رئيس أبى أن يعترف بنزاهة الانتخابات، فتمرّد على السلطة وشجع جماعات متطرفة على اقتحام مرجعية سيادة القانون والدستور في الولايات المتحدة.
فمنذ واقعة 6 يناير، تواصل ولايات البلاد الـ50 تعزيز أمنها والتأهب، خوفاً من عودة أعمال العنف والتمرّد، لا سيما من قبل جماعات، توعّدت بتحويل العاصمة رماداً. واتخدت جميع المناطق الرئيسة إجراءات استثنائية، مثل تظليل وتغطية نوافذ المباني الحكومية، ورفض السماح بأي مسيرات جماعية، بينما أعلن حكام ولايات ميريلاند ويوتاه ونيوميكسيكو حالة الطوارئ. ونشرت ولايات أخرى، مثل كاليفورنيا وبنسلفانيا وميشيغان وواشنطن وويسكنسن، آلاف الجنود من الحرس الوطني، في حين قررت ولاية تكساس إغلاق مقارّ الحكومة المحلية. في وقت نصبت ميشيغان حاجزاً يبلغ ارتفاعه نحو مترين حول مقر الحاكم والإدارة المحلية.
وفي السياق، أوقفت شرطة العاصمة رجلاً مسلّحاً ومدجّجاً بالذخيرة، خلال محاولته عبور إحدى نقاط التفتيش المقامة في محيط مبنى الكابيتول، وملصقات كُتب على أحدها: «إذا أتوا لأخذ أسلحتك، فأعطهم الرصاصات أولاً». وقال الرجل الذي تم القبض عليه لحمله سلاحاً غير مرخّص قرب مبنى الكابيتول إنه لم يكن يخطط لأي عمل عدواني. وأضاف: «توقفت في نقطة التفتيش بعد أن ضللت الطريق في العاصمة، لأنني من أبناء الريف».
كما استطاع باحثون تحديد أعضاء أكثر من 12 جماعة متطرّفة، مؤمنة بتفوق العرق الأبيض، كانت قد شاركت أعمال الشغب. وتم تمييز هذه الفئات من خلال ملابسهم ولافتاتهم وأعلامهم، أبرزها «براود بويز» و«ثري يبرسنت».
وفي الوقت الذي ينقسم فيه خبراء القانون حول إمكانية تحمل ترامب مسؤولية جنائية عن دوره في أحداث 6 يناير، أكد بعض المشاركين أنهم لبّوا دعوته، وقال أحدهم: «الرئيس ترامب قال ان تفعلوا ذلك»، وفي مقطع فيديو لمجموعة أخرى، ظهر رجل يصرخ في وجه ضابط شرطة: «لقد تمت دعوتنا إلى هنا، تمت دعوتنا من قبل رئيس الولايات المتحدة.
وفي ضربة شكلت صفعة لسمعة القانون، أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن ما لا يقل عن 29 ضابطاً حالياً وسابقاً شاركوا في تظاهرات الكونغرس، 13 ضابطاً خضعوا للتحقيق، في حين اتهم 10 آخرون بمساعدة المتظاهرين باقتحام المبنى الفدرالي.
أجندة حافلة للرئيس
بايدن الذي لم يتوقع أن يصل إلى سدة الرئاسة محاطاً بمخاوف أمنية، يواصل العمل بلا كلل على نتفيذ جملة قرارت تعيد إنعاش البلاد، وسيبدأ تطبيقها، بدءاً من تنصيبه في 20 يناير.
10 قضايا كان الرئيس المنتخب قد تعهّد باتخاذها لمعالجة أزمات ترامب وإعادة بناء أميركا، أبرزها:
– إنهاء حظر السفر المفروض على الدول ذات الأغلبية المسلمة.
– إطلاق حزمة إغاثة بقيمة 1.9 تريليون دولار، بسبب تداعيات فيروس كورونا.
– إعادة الانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ.
– وقف عمليات الإخلاء ومدفوعات قروض الطلبة أثناء تفشي الفيروس.
– فرض ارتداء الكمامات في المباني الفدرالية وعند السفر بين الولايات.
– منع إجلاء المستأجرين غير القادرين على دفع الإيجار.
مصيرٌ مُعلَّق لترامب
بينما حدد بايدن ملامح سياسته الجديدة، وكشف عن صورة المرحلة المقبلة، فلا يزال ترامب معزولاً وحيداً يواجه خطر محاكمته للمرة الثانية، فعلى ما يبدو أن إدانته ليست بالمستحيلة، وقد يكون فعلاً أول رئيس يتعرّض للمساءلة مرتين في تاريخ الولايات المتحدة.
وبدأت واشنطن فعلياً الاستعداد لمحاكمته بتهمة التحريض على اقتحام الكونغرس، وقد دعا بريندان بويل النائب الديموقراطي إلى اعتقاله، قائلاً إن مكانه السجن.
ورغم أن ترامب سيكون رئيساً سابقاً عند بدء المحاكمة، فإن هذا الحدث يكتسي زخماً كبيراً، فإذا اعتبر مذنباً يُمنع من الترشح مجدداً لمنصب الرئاسة، ويحرم من امتيازات عدة، أهمها معاش وتأمين صحي، وحراسة أمنية.
وفي حال صوتت أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ بالموافقة، فإن ذلك يعني إدانة ترامب وعزله من منصبه، إلا أن الرئيس عملياً سيغادر المنصب يوم الأربعاء؛ لذا لا يبدو الأمر واضحاً.
– متى ستجري المحاكمة؟
لا يزال هذا الأمر غير معروف، فخلال المرحلة التالية تقوم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب بإرسال لائحة الاتهام إلى مجلس الشيوخ، وأول موعد يمكِّن مجلس الشيوخ من قراءتها يصادف يوم الثلاثاء المقبل، وهذا التاريخ يسبق مغادرة ترامب المنصب بيوم واحد.
– هل يمكن أن يترشَّح مجدداً؟
في حال أُدين من قبل مجلس الشيوخ، يمكن أن يجري المشرّعون تصويتاً آخر لمنعه من الترشح مجدداً، وهو الأمر الذي أشار إلى عزمه القيام به في 2024. ويحتاج الأمر أغلبية بسيطة داخل مجلس الشيوخ، لمنعه من تولي أي منصب شرفي، أو يتطلب ثقة، أو يدرّ ربحاً في الولايات المتحدة. بالتالي، فإن 50 صوتاً إلى جانب صوت كامالا هاريس نائبة الرئيس المنتخب يكفي لتبديد آمال ترامب في السلطة السياسية. ويمكن أن يكون ذلك أمراً مشجعاً للجمهوريين الطامحين في الترشح لمنصب الرئيس في المستقبل ولأولئك الراغبين في إبعاد ترامب عن الحزب.
عدم تقيُّد ترامب بحفظ السجلات يُحدث فجوة في تأريخ ولايته
قالت وكالة أسوشيتيد برس في تقرير إن هناك مخاوف من أن يؤدي عدم التزام الرئيس ترامب بحفظ السجلات، إلى إحداث فجوة في التأريخ لإدراته.
ووفق الوكالة، فإن ترامب عرف بعادة تمزيق الوثائق والأوراق قبل التخلّص منها، ما يجبر العاملين في البيت الأبيض على قضاء ساعات في إعادة تركيبها.
ويقول التقرير إن ترامب قد صادر مذكرات مترجمة، بعد أن أجرى محادثة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن. كما وبّخ محاميه في البيت الأبيض لتدوينه ملاحظات في اجتماع خلال التحقيق الروسي مع المحقق الخاص السابق روبرت مولر.
وتأخر اعتراف إدارة ترامب بفوز الرئيس المنتخب جو بايدن، قد يؤخر نقل الوثائق إلى إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية، ما يزيد من القلق بشأن سلامة السجلات.
ويقول ريتشارد إمرمان، من جمعية مؤرخي العلاقات الخارجية الأميركية: من المرجح أن يعاني المؤرخون من فجوات أكثر بكثير مما جرت عليه العادة.
وأضاف: في عهد ترامب، عدم الاحتفاظ بالسجلات، لم يكن أولوية.
وقد يؤدي عدم وجود سجلات كاملة إلى إعاقة أي تحقيقات جارية مع ترامب، سواء كانت متعلقة بمحاكمته في الكونغرس، أو غيرها.
ويستطرد التقرير، قائلاً: إن عدم امتثال ترامب لقانون السجلات الرئاسية قد تكون له عواقب قليلة من الناحية القانونية.