آراء أجنبية

كيف يكون بايدن وسطاً في العالم السياسي الجديد؟

إنهاء تأثير ترامب بالعمل الراديكالي

ولاء عايش

لا يمكن لجو بايدن رئيس الولايات المتحدة الجديد أن يبدأ ولايته من الوسط، لابد أن ينهي دونالد ترامب بالعمل الراديكالي، لابد من إنهاء تأثيره وتغيير الواقع السياسي الذي فرضه على البلاد خلال الـ4 سنوات الماضية، لا سيما أن هذا الرجل تاجر وحزبه بديمقراطية البلاد، من خلال نشر المؤامرات والتحريض على الكذب.
كيف يمكن أن يكون بايدن وسطاً في هذا العالم السياسي الجديد؟
مع قرب انتهاء ولاية ترامب بشكل رسمي وتسلم بايدن مفاتيح البيت الأبيض، كتب روبرت ريتش عالم اقتصاد وبروفيسورأميركي في صحيفة «الغارديان» مقالاً يسلط الضوء على أبرز التحديات التي سيواجهها بايدن في سبيل التخلص من «الترامبية».
وقال: «بما أنه لا حل وسطاً بين الأكاذيب والحقائق، وبين الخطاب المدني والعنف، وبين الديمقراطية والفاشية، فعلى بايدن قول الحقيقة بجرأة وبلا تحفّظ، وأن يرفض المساومة مع الترامبية العنيفة، وأن يناضل بلا توقف من أجل الديمقراطية. كما تجب إدانة الخدع السامة التي طعنت الانتخابات وابتكرت نظريات مؤامرة لا أساس لها».
وتابع: «أما في ما يتعلق بشعبوية الرئيس المهزوم، فلابد من معاقبته على زعزعة ثقة الجمهور، وإدانته بالعزل كي لا يتمكن مجدداً من تولي أي منصب خلال الأعوام المقبلة. وفي السياق ذاته، لا بد من تعزيز الديمقراطية بإخراج الأموال من السياسة، وتعزيز حق التصويت، ومحاربة قمع الناخبين بجميع أشكاله. أي النهوض بجرأة لتلبية احتياجات الناس على حساب الأثرياء والأوليغارشية، والطبقة العاملة البيضاء».
وأضاف ريتش أنه «خلال الأربعاء الماضي صوت 93%من الجمهوريين في مجلس النواب بالكامل ضد عزل ترامب بسبب التحريض على التمرد، ومباشرة بعد الغارة على مبنى الكابيتول، رفض ثلث الجمهوريين وثمانية آخرون التصديق على نتائج الانتخابات على أساس أكاذيب ترامب حول تزوير واسع النطاق، وهي أكاذيب رفضها 60 قاضياً فيدرالياً، بالإضافة إلى وزارتي العدل والأمن الداخلي».
وأردف: «هذا كله حصيلة تتويج جنون أعاد تشكيل حزب جمهوري أصبح طائفة بيضاء متعصبة تعيش على نشر الأكاذيب والمؤامرات. أكثر من نصف الناخبين الجمهوريين يعتقدون أن ترامب فعلاً فاز بسباق الرئاسة، وعليه، يؤيديون اقتحام الكابيتول ويقولون إنه يجب أن يكون المرشح الجمهوري لعام 2024. وكثر من يعتقدون أن المهاجرين خطرون، وأن أزمة المناخ لا تمثّل تهديدا. حتى فئة كبيرة أصبحت تتحدث بشكل علني عن معالجة المظالم من خلال العنف، بما في ذلك مؤيدي مؤامرة كيو آنون، بينهم اثنان تم انتخابهما حديثا للكونغرس».

الخطة المقبلة

وفي المقال بحث البروفسور ريتش بعض النقاط التي يجب أن ينظر إليها بايدن في سبيل إعادة بناء البلاد ورسم مستقبل خال من العنف والاستبداد وقائم على الديمقراطية والحقيقة.
وأكد أن المرحلة المقبلة تستدعي استثماراً كبيراً للقضاء على «كوفيد – 19» والبدء بإعادة هيكلة اقتصاد متدهور، والبحث عن وظائف جديدة تعيد تشغيل اليد العاملة وتنهض بالأوضاع المعيشية للأميركيين، كما يحتاج الشعب إلى تحسينات وتغييرات في:
– التعليم
– الإنترنت
– التحول إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
– الاستثمار في أبحاث تقنيات المستقبل و الأمن القومي إلى جانب الصحة العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى