حكومة جوزيبي كونتي تهاوت.. والإيطاليون غاضبون

علي حمدان –
تلقى الإيطاليون الأنباء عن تصدع السلطة التنفيذية في البلاد، بخليط من الغضب والامتعاض، وسط دعوات إلى رحيل الحكومة والساسة، الذين أدخلوا إيطاليا في أزمة سياسية حادة مجدداً، بحسب صحيفة أيل مانيفستو الإيطالية.
حكومة جوزيبي كونتي مهددة بالسقوط إثر إقدام ماتيو رينزي، رئيس الحكومة الإيطالية السابق بالانسحاب وحزبه «إيطاليا فيفا» من التحالف الحاكم.
رينزي استنكر اتهام حزبه بالتسبب في أزمة سياسية، مؤكداً بأن الانقسامات والتوترات، تراكمت على مدى الأشهر السابقة، لأسباب شتى لا علاقة له بها.
رينزي أثنى على شجاعة وزراء «فيفا إيطاليا»، بعد استقالتهم من الحكومة، التي فشلت في احتواء جائحة كورونا، ولم تستطع وضع استراتيجيات لإعادة النهوض بالاقتصاد الإيطالي من جديد، وفقًا لتعبيره.
الإيطاليون يرفضون
الإيطاليون لا يوافقون رينزي على مقاربته، ففي دراسة إحصائية أجرتها «إيبسوس» مؤخراً، تبين أن 73% من الإيطاليين، يشعرون بالاستياء من انسحاب وزراء رينزي، معربين عن امتعاضهم جراء إدخال البلاد في أزمة سياسية عميقة، خاصة في ظل الظروف العصيبة الذي تمر بها إيطاليا.
ويقول كارل جيراردي، مدير شركة إيطالية فندقية كبرى: «ما زلنا نعاني من جائحة كورونا، هل هذا هو الوقت الصحيح لاختلاق المشكلات والأزمات».
ويضيف: «الأزمة المستجدة سوف تقضي على كل شيء، الكثير من المؤسسات والمشاريع الصغيرة تعاني ماليًا منذ أشهر ولا تتلقى دعماً، والناس يخسرون وظائفهم و رواتبهم».
كونتي خسر الأغلبية
بعد خروج رينزي من الحكومة، خسر جوزيبي كونتي الأغلبية النيابية، ولم يبقى في جعبته سوى حزب النجوم الخمس و الحزب الديمقراطي الإيطالي.
ويرى جيراردي، من وجهة نظره الاقتصادية، بأنه كان على حكومة كونتي الاستمرار إلى حين انحسار موجة كورونا، وتحسن الوضع الإقتصادي قبل الانسحاب.
تيتسيانو نيكوليسي، صاحبة مقهى في العاصمة الإيطالية روما، قالت لصحيفة الغارديان بأن رينزي ارتكب خطأ كبيراً برأي الكثيرين، ولم يكن انسحابه أمرًا صائبًأ خاصة في ظل تسجيل إيطاليا مئات الوفيات يوميًا جراء فيروس كورونا.
خطط عقيمة
في المقابل تدعم بعض الأطراف أداء رينزي مؤخراً، فرئيس الحكومة السابق كان قد تذمر مراراً من ميزانية جوزيبي كونتي التي بلغت حوالي 200 مليار دولار، مقترضة بأغلبيتها من الإتحاد الأوروبي، من أجل دعم إقتصاد روما، معتبراً بأن خطط إنفاق كونتي عقيمة.
انتقادات رينزي لمخططات كونتي الاقتصادية أفضت إلى تعديلها، لكن العضو في حزب «فيفا إيطاليا» لم يعدل عن قرار الاستقالة، بالرغم من وصفه لتجاوب كونتي مع اقتراحاته الإقتصادية بالخطوة إلى الأمام.
كما عبر رينزي عن أسفه لعدم استغلال إيطاليا للتمويل المتاح من قبل الاتحاد الأوروبي، بغية دعم القطاعات الصحية في عواصم القارة العجوز.
وفي هذا الصدد عبر حزب النجوم الخمس، ذو الشعبية الأوسع في إيطاليا، عن قلقه من طلب إيطاليا للمزيد من القروض من بروكسل، معلناً تخوفه مما سيترتب عن ذلك من إجراءات تقشفية مستقبلاً.
و تقول أريانا بوكينو، إحدى مناصرات رينزي: «في السابق لم تمتلك الحكومات الإيطالية رؤى إقتصادية لاستخدام المال الممنوح من قبل الاتحاد الأوروبي، ولم تحسن حكومة كونتي استثمار القروض بشكل جيد، الضغط من أجل سياسات استثمارية واقتصادية أفضل، وانفراط عقد الحلف الذي أساء إدارة البلاد اقتصادياً وصحياً ليس بالأمر المؤسف».