قصص من كورونا.. بخيوط الإنسانية تحيك دمىً لرسم الابتسامة

نورسين مجد –
في عالم تصدرت صوره الصفحات الأولى في المجلات والصحف، والعناوين الرئيسية في الراديو والتلفزيون، لكثرة ضحاياه بمرض جاوز بقوته وفتكه أكبر الحروب، عائلات كثيرة فجعت بموت أحد أفرادها، ولم تتخيل كيف وماذا حدث وأصبح غذاؤها الروحي، الذكريات والصور و ملابسهم التي تحمل رائحتهم.
قصتنا اليوم، قصة مفعمة بالإنسانية، في زمن باتت المشاعر والعواطف، خافتة في ظل مصاعب الحياة التي تزداد يوما بعد يوم، تحكي قصتنا عن خياطة مكسيكية، تمتلك من الإنسانية القدر الذي ترتقي به إلى أعلى الدرجات، إيرنديرا غيريرو، التي سأطلق عليها في قصتي، لقب البارعة الحساسة، ابتكرت طريقة لمواساة أولئك الذين فقدوا أحد أفراد أسرتهم بسبب جائحة كوفيد -19، تتمثل في استخدام دمى الدببة المصنوعة من ملابس المتوفى.
وتشرح غيريرو لوكالة «فرانس برس» في مشغلها في سيوداد خواريز بشمال المكسيك على الحدود مع الولايات المتحدة، أن ما تسعى إليه هو مساعدة الناس على طي الصفحة بهذه الدمية، التي تربطهم بالمتوفى وتساعد على اندمال جروحهم.
وتبيع غيريرو كل دمية لقاء 600 بيزو (نحو 30 دولاراً) ، وتتصل العائلات بالخيّاطة عبر «فيسبوك».
وتلاحظ غيريرو، أن دمى الدببة التي تصنعها تساعد في تخفيف آلام العائلات، التي لا تتاح لها في كثير من الأحيان الفرصة، لإلقاء النظرة الأخيرة على موتاها الذين يتم إرسالهم مباشرة من المستشفيات إلى محارق الجثث أو المقابر.
وصنعت الخيّاطة لأراسيلي راميريز، وهي مكسيكية في الخمسين، دبدوباً من سترة منقوشة كان يرتديها والدها،وتقول راميريز،في كل مرة أمسك بها، أشعر كأني أحمل قطعة منه في يدي، ويساعدني ذلك على أن أدرك أنه رحل، وأن أقول له وداعاً وأشكره على كل ما علمني إياه وكل ما قدمه لي.
وهنا أنا أقول شكرا لكل من يحاول إدخال البسمة والفرحة، لقلب فطر حزنا على عزيز فقده، لو بكلمة، بنظرة أمل ……شكرا.