بيروت- أنديرا مطر
تزامناً مع عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى بيروت، تجدد الحديث عن وساطات من اجل استئناف مساعي التأليف التي أطاح بها الفيديو المسرب لرئيس الجمهورية ميشال عون ويتهم فيه الحريري بالكذب.
وإزاء جمود عملية التأليف بعد تعثر المساعي الفرنسية والمحلية، جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي دعوة الرئيسين عون والحريري للحوار. توازيا، نشطت الاتصالات على ضفة معارضي العهد وتحديدا بين رؤساء الحكومات السابقين والزعيم وليد جنبلاط ليس بهدف انشاء جبهة معارضة، بل يسعون من هذا التحرك للدعوة الى الالتزام بالدستور وباتفاق الطائف، بما يتضمنانه من عناوين وطنية لا يمكن ان تستفز أحدا كالمناصفة والعيش المشترك والحفاظ على علاقات جيدة مع العالم العربي.
ومن المقرر أن تتوسع هذه الاتصالات باتجاه قوى مسيحية تعارض أداء عون، مثل حزب القوات اللبنانية، وحزب الكتائب، وشخصيات مستقلة، لكي لا تصبغ الورقة او اللقاءات بأي صبغة طائفية. وبدا ان القوات اللبنانية غير مساعدة للسير في أي لقاء «لا يكون له عنوان سياسي واضح»، فالأمور لم تعد تحتمل نصف قرار.
وتوقعت أوساط مواكبة أن تنشط خطوط الاتصالات بين بعبدا وبيت الوسط هذا الأسبوع، والتي يقودها المدير العام للامن اللواء عباس إبراهيم بتنسيق مع رئيس المجلس نبيه بري. وكشفت لـ القبس عن دور سيضطلع به حزب الله في الأيام المقبلة لتهدئة الأمور بين عون والحريري.
غير ان الأوساط نفسها تشدد على ان العوائق امام ولادة الحكومة لا تزال هي نفسها، لافتة الى أن تسريب صحيفة نداء الوطن عن فحوى اتصال بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي بالغ الدلالة. ما يعني ان الموقف السعودي لا يزال على حاله، وهو ليس موقفا متشددا تجاه حزب الله فحسب وانما تجاه من سيشاركه الحكم، «فالسعودية لن تساعد من ينتهج التحالف مع من يحاربها ويسعى الى زعزعة استقرارها». وهذه ربما إشارة واضحة للحريري تتوافق مع موقف جنبلاط المؤيد لاعتذار الحريري عن التأليف وترك فريق الممانعة يحكم لوحده.
وفيما بقيت المضامين السياسية لجولة الحريري في تركيا وفي الامارات غامضة، تردد ان الأخير حمل معه هبة إماراتية هي كناية عن مليون لقاح صيني ضدّ كورونا، غير ان مصادر مقربة من المستقبل اكدت «انّ امراً من هذا النوع لا يمكن التعاطي معه بخفة وعبر المصادر، ولا يمكن الجزم به قبل ان يعلن الحريري نفسه عن هذه الهبة».
