تقارير

7 تطوّرات خطيرة تزيد التوتّر في واشنطن عشية تنصيب بايدن

تعبئة عامة.. ومخاوف من هجوم يشنُّه أمنيون على حفل التنصيب

ولاء عايش-

عشية انتهاء الفصل الأخير من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا تزال ترددات الهزة العنيفة التي شهدها مبنى «الكابيتول» في 6 يناير مستمرة. وتعيش العاصمة واشنطن على وقع استعدادات أمنية غير مسبوقة لحفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي أي) أعلن تعبئة نحو 25 ألف عنصر من الحرس الوطني وتحقق من هوياتهم جميعاً للتأكد من أنهم لا يمثلون خطراً على مراسم تنصيب الرئيس، وسط تخوفات من هجوم أو تهديد قد ينفذه أحد أفراد الخدمة، وأقام 8 نقاط تفتيش وسط إقفال تام للمراكز التجارية والحديقة الوطنية.
وبحسب صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، فإن هذا التعهد الضخم بفحص ملفات المشاركين في تأمين احتفالية التنصيب يعكس المخاوف الأمنية غير العادية، لا سيما مع تكشف معلومات عن مشاركة ودعم شخصيات سياسية وعناصر أمن في اقتحام الكونغرس. ويخشى مكتب التحقيقات الفدرالي أن بعض الأشخاص الذين تم تكليفهم بحماية المدينة قد يمثلون هم أنفسهم تهديداً للرئيس القادم.
في السياق ذاته، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن الإجراءات الاحترازية الإضافية تأتي بعد أن تبين أن عدداً من مثيري الشغب المؤيدين لترامب الذين شاركوا في اقتحام الكابيتول لديهم صلات أو خلفيات عسكرية، ما أثار تساؤلات حول تنامي النوازع المتطرفة داخل القوات المسلحة.
تطورات استثنائية
بينما يحبس العالم أنفاسه في انتظار رؤية إدارة جديدة في البيت الأبيض، يتصاعد القلق من احتمال أن تصاحب هذا التغيير مشاكل أمنية تضرب استقرار أقوى دولة على مستوى العالم لا سيما في ضوء التطورات الأخيرة، وأبرزها:
1- إغلاق مبنى الكونغرس بشكل مؤقت واستنفار في واشنطن بعد أنباء عن تهديد أمني اتضح فيما بعد أنه حادث حريق عرضي
2 – دخول العاصمة مرحلة متقدمة من الإجراءات الأمنية وتقسيمها إلى منطقتين: حمراء يحظر الدخول إليها باستثناء سيارات الشرطة والآليات العسكرية، وخضراء متاحة للعاملين والقاطنين فقط.
3 – اعتقال كوي غريفين مسؤول بولاية نيو مكسيكو وقائد مجموعة «الكاوبويز من أجل ترامب»، كان قد شارك في اقتحام الكونغرس وتعهد بالعودة مدججاً بالسلاح وإراقة الدماء في يوم تنصيب بايدن قائلاً «لسنا من الغوغاء، وما حدث ليس عنفاً، لقد كنا نحاول تنفيذ التعديل الثاني من الدستور».
4 – اعتقال ذي القرنين جيك آنجلي الذي أثار الجدل بزيه واقتحم مكاتب الكونغرس.
5 – التخوف من تداعيات سرقة حاسوب نانسي بيلوسي من قبل أحد مقتحمي الكونغرس واعتزام بيعه لوكالة المخابرات الروسية.
6 – القلق من قرارات ترامب الأخيرة، لا سيما في ما يتعلق بالعفو عن نفسه.
7 – ملاحقة ترامب العاجلة وبدء محاكمته بعد ساعات قليلة على تولي بايدن مهامه.

قبيل الرحيل
في آخر أيامه بالسلطة، يستعد ترامب لاتخاذ قراراته الأخيرة كرئيس، وإصدار عفو عن نحو 100 شخص من ضمنهم رجال أعمال مدانون ومغنيان بارزان، وأوضحت شبكة «سي إن إن» أن البيت الأبيض عقد اجتماعاً الأحد، ووضع اللمسات الأخيرة على القائمة. وأكدت مصادر أن هناك تدافعاً داخل القصر الرئاسي لتقديم التماسات للعفو عن شخصيات مثيرة للجدل.
أما في ما يتعلق بقرار العفو عن نفسه، فقد أشارت الشبكة إلى أنه أمر مستبعد حالياً، لا سيما أن مقربين قد حثوا الرئيس على التخلي عن هذا القرار الذي لا يصب في مصلحته ويوحي بأنه مدان فعلاً بالتهم الموجهة إليه.

محاموه تخلو عنه

فيما يبحث الرئيس المنتهية ولايته العفو عن نفسه أم لا، أعلن رودي جولياني المحامي الشخصي لترامب أنه لن يكون عضواً في فريق الدفاع عنه بشأن محاكمته برلمانياً، وقال:«ألقيت خطاباً في تجمع ترامب بـ 6 يناير، وبالتالي أنا شاهد في القضية، ولا يمكنني المشاركة في المحكمة أو مجلس الشيوخ». ويأتي موقف جولياني في وقت لا يعتزم محامو الدفاع عن ترامب في محاكمته الأولى في يناير 2020 المشاركة في المحاكمة الثانية، بمن فيهم بات سيبولوني محامي البيت الأبيض والمحاميان الخارجيان جاي سيكولو وجين ومارتي راسكين.
وكان ترامب قد أعرب مؤخراً عن غضبه من موقف حلفائه الذين لم يقدموا له الدعم الكافي، وأبرزهم جولياني، وقرر عدم دفع أتعابه.

تظاهرات خجولة

محامو ترامب ليسوا وحدهم من تخلوا عنه فقط، فعلى ما يبدو حتى أن مؤيديه قد خفت حركتهم نوعاً ما، حيث شهدت ولايات أميركية تظاهرات خجولة غير متوقعة، لدرجة أن استنفار عناصر الأمن لضبطها فاق عدد المتظاهرين. وفي محيط مبنى الكابيتول، ساد المكان هدوء نسبي، على رغم وصول مجموعة صغيرة من المتظاهرين المسلحين، ضمت أعضاء حركة بوغالوس المتطرفة المعروفة بتأييدها لحرب أهلية جديدة. ورجّح موقع الإذاعة الوطنية العامة أن سبب ضيق الاحتجاجات هو خوف النشطاء اليمينيين من الاعتقال. وإلى حين يوم التنصيب، يصعب توقع ما يخطط له حشد يميني توعد بالانتقام والتخريب على بايدن.

مغادرة ترامب

ولأن وقت الرحيل قد حان، فمن المقرر أن يقيم البيت الأبيض صباح الأربعاء حفلاً صغيراً في قاعدة أندرو المشتركة لوداع ترامب بحضور المقربين فقط. ومن ثم ينتقل كما أعلن سابقاً إلى منتجعه الخاص في فلوريدا، من دون حضور مراسم بايدن. وتم توزيع الدعوات على المؤيدين، بمن فيهم مسؤولو الإدارة السابقة. وسيحضر المدعوون صباح الأربعاء إلى حديقة القصر الجنوبية للوقوف على آخر رحلة تقلع بالرئيس.

بايدن يتألق

استعداداً ليوم النصر، قرر بايدن أن يطل في 20 يناير مرتدياً ملابس من منتجات رالف لورين، شركة متخصصة في الأزياء الفاخرة، فخيارات الرئيس في الملابس لم تنفصل عن السياق السياسي، مثل كل شيء في الحياة العامة، وهذه العلامة التجارية تتناسب مع المزاج العام الرصين بعد انتهاء سنوات الاضطراب بقيادة ترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى