تقارير

من هو أليكسي نافالني.. الرجل الذي يخشاه فلاديمير بوتين؟

أحمد عز – 

ألقت الشرطة الروسية القبض على السياسي والناشط المناهض للفساد أليكسي نافالني، الذي كان شوكة في حلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طوال العقد الماضي بعد عودته إلى البلاد.
لقد أُطلق عليه «الرجل الذي يخافه فلاديمير بوتين أكثر من غيره»، وهو ما قد يفسر سبب وجوده خلف القضبان في روسيا مرة أخرى.
تم القبض عليه عدة مرات، وأدين بالاختلاس مرتين، لمنعه من الترشح لمنصب سياسي، كما يقول مؤيدوه، وكاد أن يُقتل مع نوفيتشوك، ومع ذلك، يجب أن يكون قد وصل إلى مكان ما، والرئيس بوتين يرفض حتى النطق بإسمه، وفق ماذكرته صحيفة «ميرور» البريطانية.
يوم الأحد، عاد نافالني البالغ من العمر 44 عاماً إلى روسيا قادمًا من ألمانيا، حيث تعافى بعد أن كان قد تم تسميمه، لكن السلطات الروسية اعتقلته.
قال ميخائيل خودوركوفسكي، 57 عامًا، وهو قطب نفط سابق ارتكب خطأً مع الكرملين، أن الاعتقال كان محاولة من بوتين لتذكير المواطنين بأنه لا يزال مسؤولاً، لكن نافالني نجح في إعادة تسليط الضوء على روسيا.
وأضاف «اعتقاله أثار انتقادات من الحكومات الغربية، بما في ذلك حكومتنا، وكان نافالني قد صدر بحقه يوم أمس تكليفًا لانتهاكه شروط عقوبة السجن مع وقف التنفيذ»، مشيراً يجب على الكرملين أن يواجه العدالة وأن على الغرب الابتعاد عن القضية.

من هو؟
نافالني هو أكثر منتقدي الكرملين صراحة، وقد وصف الحزب الحاكم في روسيا بـ «المحتالين واللصوص»، وأن حزبه التقدمي واتحاد مكافحة الفساد مكروهين من قبل بوتين.
وعرقل القضاء الروسي ترشيحه للانتخابات الرئاسية لعام 2018، لكن لديه ملايين من المتابعين، وقد رشح العام الماضي لجائزة نوبل للسلام.

لماذا لم يكن في البلد؟
عندما مرض نافالني على متن رحلة طيران في أغسطس، طلبت زوجته يوليا العلاج في ألمانيا، حيث وجد العلماء غاز الأعصاب الروسي نوفيتشوك في نظامه.
وجد صحفي استقصائي في«Bellingcat »، مجموعة من الأدلة على أن ثلاثة عملاء من«FSB» سمموه، لكن روسيا نفت ذلك.

ماذا حدث يوم الأحد؟
كان الآلاف من المؤيدين ينتظرون نافالني، عندما كان من المفترض أن يطير إلى مطار فنوكوفو بالقرب من موسكو، لكن السلطات أعلنت «مشكلة فنية»، لذلك تم تحويل الطائرة إلى مطار شيريميتيفو بالعاصمة، بعد ذلك نُقل نافالني إلى مركز شرطة بموسكو، بعد إلقاء القبض عليه بزعم انتهاكه عقوبة اختلاس، لكنه قد يواجه أيضًا تهم احتيال جديدة.

لماذا عاد إلى روسيا؟
يظهر أنه يهتم ببلده أكثر من إهتمامه برفاهيته، والأهم من ذلك أنه لا يخاف من بوتين، ومعنى أنه تعافي من تسمم الدولة إهانة لقبضة الرئيس الحديدية.
وبصفته الشخصية الرئيسية للمعارضة، فهو يعلم أنه ربما يكون الشخص الوحيد الذي يمكنه إقناع روسيا بأن بوتين فاسد ويدعمه، والآن مع موجة من الاشمئزاز العالمي ضد بوتين، فإن الخطوة التالية للرئيس ضد نافالني ستتم مراقبتها بعناية شديدة.

قادت المملكة المتحدة الانتقادات
ووصف وزير الخارجية دومينيك راب اعتقال نافالني بأنه «مروّع».
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن الكرملين كان يحاول إسكات المنتقدين.
وأضاف مستشار الأمن القومي الجديد جيك سوليفان، أن ذلك «انتهاك»، كما طالبت فرنسا وإيطاليا وألمانيا بالإفراج عنه.

ماذا سيحدث له الآن؟
قد يواجه نافالني عقدًا من الزمن وراء القضبان، لكنه ربما يكون قد تفوق بذكاء على بوتين وأعاد تنشيط المعارضة، إذا قُتل في السجن، فقد يؤدي ذلك إلى انتفاضة الملايين من أنصاره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى