تقارير

أميركا بايدن عادت وهي مستعدة لقيادة العالم

أربع سنوات مضت لم تكن كسابقاتها في أميركا، وبالطبع في العالم الذي تتحكم فيه القوى العظمى، فساكن البيت الأبيض السابق كان بعيدا كل البعد عن عالم السياسة، يفهم لغة واحدة هي لغة الأرقام والحسابات التي سيطرت على قراراته في البيت الأبيض، الذي كان يحلم البقاء فيه لأربع سنوات أخرى، إلا أن الشعب الأميركي اختار بتصويت الثالث من نوفمبر، جو بايدن، الذي أعلن أن أميركا عادت وهي مستعدة لقيادة العالم، لكن عزمه على إعادة بلاده إلى صفوف المجتمع الدولي بعدما أبعدها دونالد ترامب عنه، سيصطدم بتحديات شائكة في مواجهة الصين وإيران وروسيا.

وقال الرئيس المنتخب الذي سيدخل البيت الأبيض يوم غد الأربعاء، إن أميركا أقوى عندما تتعاون مع حلفائها، داعيا إياهم إلى ترميم القيادة الأخلاقية والعالمية للولايات المتحدة وفق ما ذكرته وكالة «فرانس برس».

عالم ما بعد أميركا

تستهدف قرارات الرئيس بايدن الأولى مثل العودة إلى اتفاق باريس للمناخ، إلى طي الصفحة، فحقبة ترامب أضرت بصورة الولايات المتحدة، كذلك، أدت الأسابيع الأخيرة من ولايته إلى تفاقم الوضع، مع الضربات التي وجهها الملياردير الجمهوري إلى المؤسسات الديمقراطية بإنكار هزيمته، ثم الهجوم الذي قاده أنصاره على مبنى الكابيتول.

بين الحزم والحوار

أمام واشنطن وموسكو حتى 5 من فبراير فقط لتمديد معاهدة «نيو ستارت» لنزع السلاح النووي.

وانتقد الديمقراطيون على نطاق واسع مماطلة الحكومة المنتهية ولايتها بشأن هذه القضية، وبالتالي، سيتعين على إدارة بايدن، المصممة على إظهار مزيد من الحزم في ما يتعلق بروسيا مقارنة بسياسة دونالد ترامب الذي كان يرغب في التقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إيجاد طريقة للتفاوض بسرعة.

 الملف الإيراني

فقد وعد جو بايدن، بالعودة إلى الاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه في 2015 في عهد باراك أوباما التي كان بايدن نائبا له، بهدف منع طهران من الحصول على القنبلة الذرية، والذي انسحب منه دونالد ترامب.

ومن أجل القيام بذلك، سيتعين عليه رفع العقوبات التي أعاد الرئيس الجمهوري فرضها واستمر في تشديدها حتى اللحظة الأخيرة لتعقيد مهمة خلفه، مع ضمان عودة إيران أيضا في المقابل إلى بنود الاتفاق بعدما تخلت تدريجيا عن بعض واجباتها بموجبه.

وسيتعين على الديموقراطي في الوقت نفسه، أن يثبت للطبقة السياسية الأميركية المشككة، أنه سيكون قادرا على إظهار الحزم في مواجهة تصرفات طهران في الشرق الأوسط.

وسيواجه بايدن اختبارا مماثلا لكن على نطاق عالمي هذه المرة، حيال بكين، ويصر جو بايدن الذي يصورّه العديد من الجمهوريين على أنه ضعيف، على أن الولايات المتحدة يجب أن تكون حازمة في تعاملها مع الصين.

لكن هل يتحول هذا الحزم إلى حرب باردة جديدة كان يبشّر بها وزير الخارجية في الإدارة المنتهية ولايتها مايك بومبيو، أو إلى منافسة استراتيجية واضحة لكن أكثر هدوءا تماشيا مع رغبة الأوروبيين؟

الإجابة على هذا السؤال، ستحدد بنجاح السياسة الخارجية الأميركية أو فشلها كما قال قبل انتخابات نوفمبر، الدبلوماسي السابق بيل بيرنز الذي عينه جو بايدن رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى