الشرق الأوسط

أمّهات الشرق الأوسط.. ينتظرنَ جلوس بايدن على كرسي الرئاسة

جان ماري توما-

تقول الأم السوريّة داعوق إدريس إنها تنتظر تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الأربعاء، بفارغ الصبر، حتى تتمكن أخيرًا من زيارة ابنها للمرّة الأولى منذ أربع سنوات.

تعهّد بايدن، أنّ خلال الأيام الأولى لولايته، سيلغي الحظر الذي فرضه دونالد ترامب على سفر الأشخاص من الدول ذات الأغلبيّة المسلمة إلى الولايات المتحدة.

وعبّرت إدريس عن مشاعرها لـ«فرانس برس»، وهي جالسة في غرفة الجلوس في منزلها بدمشق، محاطةً بصور أطفالها وزوجها الراحل: «أنا أحسب الأيام حتى أحصل على تأشيرتي المقبلة». قالت معلمة الكيمياء المتقاعدة وهي في الستينات من عمرها، إنها زارت ابنها البالغ من العمر 36 عامًا مرّتين بعد أن بدأ الدراسة في واشنطن، في العام الذي اندلعت فيه الحرب السورية في عام 2011، مرّةً في عام 2015 والمرّة الثانية والأخيرة في أواخر عام 2016.
لكن بعد أن تولّى ترامب رئاسة البيت الأبيض في عام 2017، منع جميع المسافرين القادمين من إيران، العراق، ليبيا، الصومال، السودان وسوريا واليمن من دخول الولايات المتحدة، مما أثار غضبًا دوليًا وأدى إلى صدور أحكام قضائية محليّة ضدها.

تم حذف العراق والسودان من القائمة، لكن في عام 2018 أيدت المحكمة العليا نسخة لاحقة من الحظر المفروض على إيران وليبيا والصومال وسوريا واليمن وضمّت كوريا الشمالية وفنزويلا.

وصفت إدريس الحظر بأنه «شائن». وأضافت: «آلاف الأمهات مثلي حول العالم لديهنّ رغبة واحدة فقط، وهي رؤية أطفالهنّ مرة أخرى». وتابعت متحسّرةً: «خائفة من الموت وحدي».

أصبح السفر إلى أي مكان من سوريا أكثر صعوبة منذ اندلاع الحرب حيث قطعت العديد من الدول العلاقات مع دمشق. وكورونا زادت من صعوبة الذهاب إلى السفارة وطلب تأشيرة. لكن إدريس، التي كافحت أيضًا لزيارة ابنتها في الإمارات العربية المتحدة، أكّدت أنها ستواجه كل المصاعب اللازمة لرؤية ابنها مرة أخرى. وتابعت: «سأسافر إلى أي دولة لتقديم مستنداتي بمجرد أن يبدأوا في قبول الطلبات».

معاناة أمّ أخرى
وفي جزء آخر من دمشق، قالت لميس جديد البالغة من العمر 79 عامًا، إنها تأمل هي أيضًا في أن يفي بايدن بوعده.
وروت جديد: «لقد مرّت أكثر من أربع سنوات منذ أن رأيت ابنتي آخر مرة…أخشى أن أموت دون رؤيتها… أريد أن يصل بايدن إلى الرئاسة أكثر ممّا هو يتمنّى لنفسه».

سافرت ابنتها نوار البالغة من العمر 38 عامًا إلى الولايات المتحدة عبر منحة دراسية في أواخر عام 2015. وتقدّمت منذ ذلك الحين بطلب للحصول على اللجوء وبالتالي لا يمكنها مغادرة البلاد، وفق ما ورد في موقع «ديلي ستار».
تقول جديد إنها سافرت مرة واحدة إلى لبنان في الـ2018 لطلب تأشيرة من السفارة الأميركيّة هناك، لكنها قوبلت بالرفض.

في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، ينتظر أهالي بفارغ الصبر رؤية أولادهم أيضًا
في العاصمة الليبية طرابلس، قال الزوجان مريم وعبد الهادي، وكلاهما في أواخر العقد السابع من عمرهما، إنهما لا يطيقان الانتظار لرؤية أحفادهما الثلاثة مرة أخرى. منذ الحظر في عام 2017، تمكنوا من لم شملهم في تركيا، بتكلفة كبيرة بسبب تذاكر الطيران الإضافية وفواتير الفنادق. وقالت مريم، معلمة لغة إنجليزية متقاعدة: «حظر السفر هذا غير عادل وغير مبرّر على الإطلاق». مع العلم أنّ مريم وعبد الهادي، في شبابهما سافرا إلى الولايات المتّحدة للدراسة بمنحة من الحكومة الليبية عندما كانا أصغر سنًا. وقالت مريم من طرابلس: «أفتقد الولاية هناك…لدينا ذكريات طيبة للغاية وأصدقاء قدامى من سنوات دراستنا الجامعية نراهم في كل مرة نعود فيها». ابنتهما إلهام، ممرضة تبلغ من العمر 49 عامًا، تعيش مع أسرتها في ديترويت بولاية ميشيغان. وهي أصلًا وُلِدَت في أميركا.

أمّا في إيران، رَوَت القابلة المتقاعدة ماهناز، 62 عامًا، كيف لم يُسمح لها في 2018 بأن تكون بجانب سرير ابنتها ندى عندما أنجبت طفلها الأول في لوس أنجلوس. وقالت «كان حفيدي الأول. كنت أنتظر أن أعيش هذه اللحظة مع ابنتي… حلمت بها، وخطّطت لها».

بسبب عدم وجود سفارة أميركيّة في طهران منذ 1979، وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، سافرت إلى أرمينيا المجاورة، على أمل أن تتمكن من الحصول على إعفاء من الحظر الذي وضعه ترامب. وقالت «حتى أنني قدمت رسالة كتبها طبيب نفسي أميركي مفادها أنّ ابنتي بحاجة إلى دعم عاطفي». لكن على الرغم من وعود موظفة متفهّمة في السفارة، تم رفض طلبها. لم تلتقِ الجدّة بحفيدها كيان إلا بعد تسعة أشهر عندما عادت ابنتها إلى طهران لزيارتها. وقالت مهناز «لقد مزق هذا الحظر قلوب عائلات كثيرة…الشخص الذي أمر بذلك ليس شخصًا عاديًا ولم يكن لديه أي اعتبار للعواقب الإنسانية لقراراته… لا أطيق انتظار وصول بايدن وإلغاء هذا القانون».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى