تقارير

خمسون عاماً على بناء السد العالي في مصر

علي حمدان-

يستذكر ياسين سعيد يوم فاض نهرالنيل وأغرق قريته في أعوام ما قبل بناء سد أسوان والمعروف بإسم «السد العالي»، الآن بعد 50 عاماً على إنجاز المشروع تحولت سهول القرية الغارقة تحت الما،ء إلى مروج خضراء طوال العام.

«كانت حياتنا صعبة للغاية»، يقول ياسين المصري السبعيني، مستذكراً كيف استخدم والده وأخوته وكافة مزارعي المنطقة القوارب الخشبية الصغيرة، من أجل جني محاصيل الذرة من حقولهم، بحسب مقال نشرته الدايلي ستار.

10 أعوام من العمل الدؤوب

قبل تدشين السد في يناير من العام 1971، بعد أكثر من عشرة أعوام من العمل الدؤوب، كانت القرى تغرق بمياه النيل لأشهر عديدة كل عام، فلجأ الأهالي حينها إلى بناء سدود أو عوائق طينية أمام منازلهم، للحد من تسلل المياه إلى غرفهم.

تم إقرار بناء سد أسوان بين 1950و 1960 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبمساعدة الاتحاد السوفيتي بعدما انسحبت كل من الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة من تمويل المشروع.

انسحاب واشنطن وبريطانيا مهد الطريق نحو اتخاذ جمال عبد الناصر لقرار توطين قناة السويس، و إخراج الشركات البريطانية والفرنسية المشغلة لها.

لقد خطط ناصر لاستخدام إيرادات القناة في بناء سد أسوان، وقد تلقف المصريون وقتذاك قرار رئيسهم بفرح عارم واعتبروه تحرراً طال انتظاره من الإمبريالية.

حدَّ من مواسم الجفاف

غيّر سد أسوان وجه مصر، فحد من مواسم الجفاف والفيضانات التي عانى منها مزارعوا البلاد، وأمن التيار الكهربائي في مصر لأعوام، قبل أن تلجأ القاهرة مؤخراً إلى الاستثمار في مصادر أخرى لتوليد الطاقة جراء نمو كتلتها السكانية.

«إنه أعظم مشروع للحكومة المصرية منذ حقبة الفراعنة حتى الآن»، يقول عباس شراقي، المتخصص في شؤون الموارد المائية والمحاضر في جامعة القاهرة.

مزايا سد أسوان كثيرة، لكنه تسبب ببعض الأضرار الطفيفة لا سيما في صفوف المزارعين، من خلال تسببه بارتفاع معدل الأملاح في التربة على ضفتيه، مما دفع بآلاف المصريين  إلى هجران بعض القرى المحاذية للنهر إلى مناطق أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى