جان ماري توما-
جاء 20 يناير، فودّع العالم الرئيس دونالد ترامب وتمّ استقبال الرئيس الجديد جو بايدن.
على قدر ما أثار جدلًا كبيرًا حول قراراته وطريقة سير ولايته، الأنظار لن تتوقّف عن متابعة دونالد ترامب، ويسأل كثيرون عن مستقبله.
ممكن أن نلخّص حياة ترامب بعد نهاية عهده بخمسة أسئلة:
أين سيعيش دونالد ترامب؟
وجهة دونالد ترامب هي «Mar-a-Lago»، ناديه الخاص في فلوريدا، حيث من المتوقّع أن يقضي الأيام الأولى من حياته بعد البيت الأبيض. كان قد نقل إقامته الضريبية من نيويورك إلى الولاية الجنوبية. ممكن أن يسكن أبناء الرئيس السابق بالقرب منه. كانت ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر قد اشتريا أرضًا بالقرب من ميامي لبناء منزل، وفق ما ورد في موقع «ي إيكو» الفرنسي.
هل سيعمل مجدّدًا في مجال إدارة الأعمال؟
لقد أضعف الوباء بالفعل قطاع الضيافة والعقارات الذي تستمد منه منظمة ترامب معظم دخلها، كما قد يؤدي الهجوم على الكونغرس إلى تآكل فرص أعمال دونالد ترامب في التعافي. إذًا، من المحتمل أن يواجه ترامب مصاعبَ خلال استعادة نشاط إمبراطوريّته الموكلة لأبنائه خلال فترة ولايته.
أعلنت «PGA» أنها لن تقيم بطولة الغولف الخاصة بها العام المقبل في نادي ترامب الوطني «بيدمينستر».
والأخطر من ذلك، أن دائن ترامب الرئيسي، «دويتشه» بنك، يقرّر قطع الجسور بعد أحداث الكابيتول، في السادس من يناير.
كما لا يزال الملياردير الجمهوري في خلاف مع سلطات الضرائب الأميركية بشأن ائتمان ضريبي على أنشطته. على الرغم من هزيمته الرئاسية، استمر دونالد ترامب في جمع الأموال من المانحين الصغار منذ 3 نوفمبر، من دون أن يشرح بوضوح الإستفادة من هذا التمويل.
ماذا عن إجراء سحب الثقة؟
بعد أسبوع من الهجوم على مبنى الكابيتول، صوّت مجلس النواب بأغلبية 232 صوتًا مقابل 197، وبأغلبية 10 أصوات من الجمهوريين المنتخبين، لتُرفع لائحة اتهام ثانية ضدّ دونالد ترامب، بالتحريض على التمرّد. ومن المقرّر أن تحيل رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي الاتهام إلى مجلس الشيوخ، حيث ستُعقد محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
إن صوّت 50 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والمستقلّين بمسار واحد، فسيظل من الضروري إيجاد 17 جمهوريًا (من أصل 50) لاستكمال الإجراء. قال الزعيم الجمهوري المؤثّر ميتش ماكونيل إنه لم يتخذ قرارًا بعد. إذا تم التصويت على قرار العزل، فإضافةً إلى الجانب الرمزي من القرار، سيفتح في المجال أمام التصويت (بالأغلبية البسيطة) لمنع دونالد ترامب من السعي للحصول على مركز فيدرالي جديد.
هل سيتم محاكمة دونالد ترامب بقضايا أخرى؟
قد لا يشعر دونالد ترامب بالملل في الأشهر المقبلة. بالإضافة إلى إجراءات سحب الثقة، لا تزال عدة قضايا معلّقة. بدءًا ببعض القضايا التي تعود إلى ما قبل رئاسته.
من بين هذه القضايا، رفعت امرأة دعوى ضده بتهمة التشهير وهو وصفها بـ«الكاذبة» بعد أن اتهمته بالاغتصاب.
كما يمكن محاكمة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة لانتهاكه قوانين تمويل حملته. وحُكم على محاميه السابق مايكل كوهين بالسجن ثلاث سنوات لهذا السبب. توجد أيضًا عدة تهم تدور حول التهرب الضريبي ضد دونالد ترامب، إن كان على المستوى الفيدرالي أو في ولاية نيويورك. وأيضًا، يُشتبه بأنّ منظمة ترامب تقوم بإخفاء القيمة الحقيقية لبعض ممتلكاتها.
هل يستعد لعودته السياسية لعام 2024؟
قبل هزيمته في الإنتخابات الأخيرة، أعلن دونالد ترامب رغبته في العودة إلى البيت الأبيض في عام 2024. إلا أن غزو أنصاره لمبنى الكابيتول غيّر المسار: رويدًا، رويدًا، تتقلّص أعداد مؤيّديه في الحزب الجمهوري، كما يمكن أن تدمّر إجراءات الإقالة طموحاته. حتى لو استطاع، فليس من المؤكد أن زعماء «الحزب الجمهوري» سيسمحون له بالعودة بهذه السهولة.
يريد المعتدلون، مثل ميت رومني، استعادة السيطرة. كما يطمح مساعدو دونالد ترامب السابقين، مثل مايك بومبيو أو نيكي هالي، بالترشّح إلى الإنتخابات المقبلة. ناهيك عن أولئك الذين يتنقلون بين النقد والدعم للرئيس المنتهية ولايته، مثل تيد كروز أو زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل.
ولكن دونالد ترامب لا يزال لديه قاعدة مهمّة جمهوريًّا. في بداية العام، حتى بعد الأحداث التي وقعت في مبنى الكابيتول هيل، واصل أكثر من 80٪ من الجمهوريين دعم نشاطه. حتى لو لم يكن مرشحاً فسيكون له كلمته في المعركة.
