الكمامات المستخدمة.. خطر داهم على الحيوانات والبيئة

الاستهتار بأشياء تبدو بسيطة، قد تقلب الحياة رأسا على عقب، فمن السهل أن نتفادى مسؤولياتنا، ولكن لن نستطيع أن نتفادى النتائج المترتبة على ذلك.
فمع ظهور فيروس كورونا وفرض الكمامات الطبية على الأشخاص، انتشرت ظاهرة خطيرة، تتجلى برمي الكمامات في غير أماكنها المخصصة، الأمر الذي يشكّل خطرا على الحيوانات، التي قد تختنق بسبب مخلفاتها المرمية بكميات كبيرة في الطبيعة.
مخاطر وأضرار
وعُثر على كمامات أحادية الاستخدام على الأرصفة والأنهار والشواطئ في كل القارات، منذ أن أصبحت إلزامية في الأماكن العامة في العديد من البلدان، في محاولة لكبح انتشار الفيروس، وتحتاج هذه الكمامات المصنوعة من البولييستر والبوليبروبيلين مئات السنوات حتى تتحلل.
وقالت آشلي فرونو وهي مسؤولة في الفرع الآسيوي لجمعية «بيتا» لحقوق الحيوان في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، لن تختفي الكمامات في أي وقت قريب، لكن عندما نرميها، يمكن أن تهدد البيئة والحيوانات التي تعيش معنا على الكوكب.
وشوهدت قرود مكاك وهي تمضغ الأربطة المطاطية لكمامات مستخدمة في التلال المحيطة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وهو أمر يعرضها لخطر الاختناق.
تأثير كبير على البحار
لكن التأثير الأكبر لهذه الكميات الكبيرة من المخلفات الطبية الناتجة عن الوباء، يمكن رؤيته خصوصا لدى الحيوانات البحرية.
ودقت مجموعات بيئية، ناقوس الخطر بعد ملاحظة عدد متزايد من القفازات المطاطية وغيرها من معدات الحماية في الأنهار والبحار.
وانتهى الأمر بأكثر من 1,5 مليار كمامة في المحيطات العام الماضي، أو ما يعادل 6200 طن من النفايات البلاستيكية الإضافية، وفقا للمنظمة البيئة «أوشينز إيغا».
الكمامات والقفازات البلاستيكية، مشكلة بشكل خاص بالنسبة إلى الكائنات البحرية، كما قال جورج ليونارد المدير العلمي لمنظمة «أوشن كونسيرفنسي» الأميركية غير الحكومية.
وأوضح لوكالة فرانس برس عندما تتحلل هذه المواد البلاستيكية في الطبيعة، فإنها تصبح جزيئات صغيرة، ويمكن هذه الجزيئات أن تدخل في السلسلة الغذائية وتؤثر على النظم البيئية بكاملها، على ما قال ليونارد.
ودعت منظمة «أوشنز إيغا» غير الحكومية، الحكومات إلى زيادة الغرامات على من يلقون القمامات في الطبيعة وتشجيع استخدام أقنعة قابلة لإعادة الاستخدام.