تحليلات

أولويات بايدن داخلية.. كورونا والاقتصاد والانقسامات الحزبية أبرزها

علي حمدان –

بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، يتوجه جو بايدن نحو اتخاذ سلسة قرارات تهدف إلى الإحاطة بأكبر أزمتين تواجههما البلاد: الأزمة الاقتصادية و جائحة كورونا.

وبحسب مصادر فريق الرئيس الأميركي الجديد، فإن سيناريو الأيام المائة الأولى من ولاية بايدن سوف يشهد صدور الكثير من القرارات الرامية الى تعديل مسار الأمور في البلاد وإطلاق خطة تريليونية لمكافحة تفشي فيروس كورونا والتدهور الإقتصادي الحاصل.

كما تنكب إدارة الرئيس الجديد على تحضير مقترحات أخرى تهدف إلى بث الحياة في عروق الاقتصاد الأميركي، بحسب لا ريبوبليكا الإيطالية.

وخلال الساعات الأولى من ولايته وقّع بايدن على مراسيم عودة الولايات المتحدة إلى إتفاقية باريس المناخية، ومنظمة الصحة العالمية، وتشديد الإجراءات الرامية الى مكافحة كورونا، وإنهاء العمل بقرار حظر سفر رعايا الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى الولايات المتحدة الأميركية.

تجميد القروض الطلابية

في سياق آخر، من المتوقع صدور مراسيم تجميد سداد القروض الطلابية قريباً، كما يعتزم الرئيس إتخاذ خطوات سريعة لتحديث القوانين في البلاد وتطوير القطاع الصحي ليصبح متاحاً أمام الأميركيين من ذوي الدخل المحدود.

«الرئيس بايدن يدخل البيت الأبيض في الوقت التي تعاني منه البلاد من أشد أزماتها، فنحن نواجه الجائحة الشرسة، أزمة اقتصادية عميقة، أزمة مناخية، وأزمة العنصرية»، يقول رون كلاين، أحد أعضاء فريق بايدن .

«كل هذه الأزمات تتطلب تحركاً سريعاً، خلال الأيام العشرة القادمة سوف يباشر الرئيس بايدن باتخاذ قرارات احتوائية للأزمات المذكورة، وسوف يعمل من أجل تحاشي المزيد من الأضرار واستعادة مكانة أميركا العالمية»، يضيف كلاين للغارديان.

على صعيد ملف المهاجرين، ينوي بايدن إلغاء الكثير من سياسات سلفه ترامب المجحفة بحق هؤلاء، كما يعتزم الكشف عن مقترحات جديدة تتيح لهم الإقامة بشكل شرعي في البلاد، بالإضافة إلى تقديمه الدعم لدول أميركا الوسطى للحؤول دون تدفق المزيد من شعوبها شمالاً.

في الوقت عينه صرح أحد المقربين من بايدن لوكالة «إن بي سي»، أن انفتاح بايدن على المهاجرين لا يعني بالضرورة قبول طلبات كافة اللاجئين إلى واشنطن.

في سياقٍ آخر ستسعى إدارة بايدن إلى توحيد الأميركيين والتخفيف من حدة الإنقسامات الحزبية والعرقية الحاصلة، لا سيما بعدما الأحداث التي شهدتها واشنطن في السادس من ينايرالجاري.

«لا نحتاج الكثير من الجهد لإكتشاف وسط أزمةٍ إقتصاديةٍ غير كلاسيكية وأزمةٍ صحيةٍ لا تقل خطورة»، قال بايدن في مؤتمرٍ صحفيٍ مؤخراً.

الوحدة الوطنية

يأمل بايدن من خلال خبرته الطويلة في العمل السياسي وعلاقاته المتشعبة والكثيرة في واشنطن التمكن من تبديد الانقسامات السياسية والحزبية التي أدخلت البلاد في شللٍ تشريعي وتنفيذي غير مسبوق، بحسب الصحيفة.

«الوحدة الوطنية ليست فطيرة في السماء ولا حلمٌ يصعب تحقيقه، إنه أمرٌ يحتاج إلى التخطيط والقيام بما يجب القيام به من أجل توحيد أميركا والنهوض بها»، أضاف بايدن.

في هذا السياق يُظهر الرئيس الجديد، اهتماماً ورغبةً في العمل مع الجمهوريين والديمقراطيين على حد السواء، من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة الأميركية العليا.

كما يبدأ بايدن ولايته بعناوين تحظى بإهتمامٍ مشترك، فقضايا كالسيطرة على الفيروس المتفشي بجنون، ومساعدة أصحاب المؤسسات على النهوض ودعم الاقتصاد، كلها عناوين براقة تجتذب الأميركيين سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين.

من شأن انطلاقة كهذه أن تكون فاتحةً لعهدٍ واعد، يختلف عن انطلاقة سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب الذي استهل ولايته بمحاربة قانون «أوباما كير» الصحي.

صحياً، يعد الرئيس الجديد الشعب الأميركي، بتلقيح مائة مليون مواطن خلال الأيام المائة الأولى من دخوله البيت الأبيض. «سنقوم بكل ما بوسعنا من أجل تلقيح أكبر عدد ممكن من الأميركيين»، يقول بايدن.

مقترحات براغماتية

يعلق أحد مستشاري الرئيس الأميركي الجديد على خطة الإدارة الأميركية بالقول بأن «مقترحات بايدن براغماتية و تحظى بقبول الأميركيين في واشنطن وفي عواصم الولايات الأخرى، فالإدارة الجديدة تتوجه نحو احتواء الوباء الذي أعاق الاقتصاد ودعم أعمال الأميركيين وتأمين فرص عمل لمن فقدوا أعمالهم مؤخراً، باختصار، سوف يقوم الرئيس بالتعاون مع كافة الأطراف من أجل تعافي أميركا».

إلى جانب الجائحة والاقتصاد ستشهد انطلاقة الولاية الجديدة، إقرار مشاريع بنى تحتية في كافة الولايات الأميركية، ومن المتوقع أن يلجأ الجمهوريون إلى عرقلة تمويل «وول ستريت» لهذه المشاريع، في الوقت الذي يسعى فيه بايدن للتخفيف عن كاهل المزارعين و العمال الأميركيين، عبر عدم الاتكال على أموالهم وضرائبهم لبناء البلاد.

بالرغم من تفاؤل بايدن فإن خروج الرئيس ترامب من البيت الأبيض لا يعني إحجام الحزب الجمهوري عن عرقلة أجندة الإدارة الديمقراطية الجديدة.

«أعتقد بأننا سنشهد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من تولي بايدن أحد أشرس حقبات المعارضة في تاريخ البلاد»، يقول ليندسي غراهام، العضو في مجلس الشيوخ الأميركي.

في المقابل يرى مقربون من إدارة بايدن بأن المعارضة المقبلة ستكون أقل شراسة من المعارضة التي شهدها عهد الرئيس باراك أوباما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى