أخبار اليوم

بايدن يبدأ ولايته بسياسة خارجية أكثر نشاطاً

فريقه من شخصيات يلتزمون بالمنافسة الإستراتيجية وقيادة العالم

ولاء عايش

مرَ يوم تنصيب بايدن بسلام بعد أن تخوفت البلاد من تهديدات أمنية تنغص فرحة الشعب الأميركي الاحتفال بالرئيس الجديد.

وجاء خطاب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة كما كان متوقعاً، مبشراً باستعادة السلطة والقيادة بشكل كامل. وعد يعكس مرحلة صعبة ستمر بها البلاد لا سيما أنها مثقلة بهموم ولاية فاشلة امتدت لـ4 سنوات. ومن هذا المنطلق استطاع بايدن أن يؤثر بكلماته في فئة رأت في ترامب تهديداً للديموقراطية، ولكن من دون أن يبدّد هواجس أولئك الذين يَرون في الديموقراطيين أنفسهم تهديداً لها.

اليوم الأول

ممهِّداً الطريق أمام حُلم العودة، وصل بايدن أخيراً بعد أن اجتاز مراحل صعبة ويوماً طويلاً مثقلاً بهواجس تحقيق الديموقراطية وحلحلة الأزمات الداخلية. وبدأ يومه الأول متلقياً الترحيبات والتهاني الدولية وتبادل المكالمات الهاتفية مع زعماء العالم. داخل أورقة القصر الرئاسي قام على الفور بملأ المكتب البيضاوي بصور لقادة أميركيين، حيث اعتاد الساكن الجديد تهيئة الأجواء وتغيير الديكور من أجل 4 سنوات قادمة.

صحيفة واشنطن بوست ذكرت أنه جرى تعليق صورة ضخمة لفرانكلين دي روزفلت، في إشارة واضحة لرئيس ساعد البلاد خلال أزمات كبيرة، وهو التحدي الذي يواجهه بايدن الآن أيضًا. وفي الغرفة وضع أيضا لوحة لبنجامين فرانكلين بالقرب من صخرة القمر لتذكير الأميركيين بطموحات الأجيال السابقة وحثهم على العلم.

إدارياً، بدأ الرئيس تنفيذ أجندته، واضطر لاستخدام صلاحياته، حيث أقال 3 مسؤولين رفيعي المستوى من عهد الرئيس السابق دونالد ترامب رفضوا تقديم استقالتهم، وهم مايكل باك رئيس الوكالة الأميركية للإعلام، و كاثي كرانينغر مديرة مكتب الحماية المالية للمستهلك، إضافة إلى بيتر روب الذي يعمل مستشار المجلس الوطني لعلاقات العمل. وفي ظل إمكانية الديموقراطيين حسم أي تصويت داخل مجلس الشيوخ، بوجود صوت نائبة الرئيس كمالا هاريس الذي يرجح كفة الديموقراطيين المتساوية مع الجمهوريين، فإن بايدن بإمكانه تمرير التعيينات الجديدة بسلاسة.

سياسة نشطة

فيما ينظر العالم إلى الولايات المتحدة باعتبارها الضمان النهائي للنظام الدولي، تساءل دبلوماسيون وخبراء كيف سيتمكن بايدن من إدارة المشاكل الداخلية والانقسامات التي خلفها ترامب، وإدارة السياسة الخارجية في وقت معاً.

صحيفة نيويرك تايمز رأت أنه سيكون نشطًا في هذا الملف على خلاف ما توقعه كثيرون، حتى في الوقت الذي تعاني فيه أميركا من جائحة كورونا. وذلك يعود بسبب حسن اختيار مسؤولي السياسة الخارجية.

بيتر وستماكوت، الذي عاش بجوار بايدن كسفير بريطاني في واشنطن خلال إدارة أوباما أكد أن هذا الرجل قد أمضى 40 عامًا في التعرف على قادة أجانب، الأمر الذي سيساعده في إعادة العلاقات وتوطيدها.

جورج بوش: بايدن كان الوحيد الذي بإمكانه هزيمة ترامب

أثارت صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، في حديث مع النائب جيم كلايبرن تفاعلا خلال مراسم تنصيب جو بايدن، وكشف كلايبرن ما قاله بوش، وذلك في مقابلة مع WIS المتعاونة مع CNN، حيث قال إن بوش أخبره بأن «جو بايدن كان المرشح الوحيد الذي كان بإمكانه هزيمة ترامب».

وأضاف النائب: «كنت أفكر بزوجتي الراحلة، قالت لي في إحدى الليالي إنه وبصرف النظر عن عدد الأشخاص في هذه الانتخابات، أفضل فرصة لنا للفوز بالرئاسة هو ترشيح جو بايدن..» وتابع قائلا: «قال لي عدد من الأشخاص اليوم، بمن فيهم جورج بوش الذي قال لي: أتعلم لو أننا لم نرشح جو بايدن، لما كانت لدينا عملية انتقال السلطة هذا اليوم.. وقال لي: جو بايدن كان الوحيد الذي كان بإمكانه هزيمة ترامب، قال لي هذا قبل بدء مراسم التنصيب…».

7 أمور تكرّس بصمة ترامب

قلْب صفحة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من دون تأخير قد يكون أكبر هواجس الرئيس جو بايدن، إلا أن هناك جوانب من سياسة أميركا تغيرت بشكل لا رجعة فيه، لكن مجلة لوبوان الفرنسية حددت 7 أمور ستبقى عصية على التغيير:

1 – جبل من الديون

تفاخر ترامب، أثناء حملته عام 2016، بأنه سوف يقضي على الديون الفدرالية في 8 سنوات، إلا أن الأمر كان على العكس من ذلك، إذ استمرت الديون في الزيادة فترة رئاسته، وستتجاوز هذا العام لأول مرة في زمن السلم مقدار الثروة الوطنية.

2 – إبقاء «العدل» تحت تأثير المحافظين

استطاع ترامب أن يفي بالالتزام الذي قطعه لناخبيه، خاصة من اليمين الإنجيلي، بتعيين أكبر عدد ممكن من القضاة المحافظين في المحاكم الفدرالية، نظرا لأن هؤلاء القضاة يتم تعيينهم مدى الحياة، بناءً على اقتراح من الرئيس وبعد مصادقة مجلس الشيوخ، وسيبقى تأثيرهم مستمرا لسنوات. ونتيجة لذلك، فإن الأغلبية المحافظة في هذه الهيئة الرئيسية أصبحت 6 من أصل 9 قضاة.

3 – جدار مناهض للمهاجرين

أعلن ترامب، الذي وعد ببناء «جدار عظيم وجميل» لمنع «المجرمين» من القدوم من المكسيك، أن «المهمة أنجزت»، عندما ذهب الأسبوع الماضي إلى الحدود الجنوبية لبلاده في رحلته الرسمية الأخيرة كرئيس، إلا أن الأرقام تخبر بشيء أكثر تواضعا، فقد تم إنجاز 727 كلم من الجدار، من اصل 3145 كلم.

4 – التنافس مع الصين

منذ 1972، اختار رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبون الانفتاح على الصين وشجعوا العالم على التجارة معها باعتبارها شريكا ضروريا للازدهار العالمي. غير أن ترامب كسر هذا الإجماع، وبدأ حربا تجارية مع الصين وفرض عليها سلسلة من العقوبات. ومع أن بايدن سيتبنى لهجة جديدة في علاقاته مع بكين، فإنه في الجوهر لن يبتعد عن خط سلفه، حسب وعوده.

5 – خدمة الكيان الصهيوني

غيّر ترامب وجه الشرق الأوسط، ولئن وعد بايدن بالعمل على إعادة بلاده إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، فإنه لن يغير القرارات الأخرى التي اتخذها ترامب، والتي كان أبرزها نقل السفارة عام 2017 من تل أبيب إلى القدس، تنفيذا لمطلب قديم للكيان الصهيوني.

6 – القوة الناعمة المتآكلة

من الأولويات التي يهتم بها بايدن استعادة قيادة العالم، غير أن الكسور التي أحدثها ترامب ليست سهلة الجبر.

7 – الترامبية لم تمت

وخلص الكاتب إلى أن درس ترامب الذي استطاع الفوز وحكم أميركا 4 سنوات: بالاستغلال الديماغوجي لغضب الناخبين وإذكاء الاستقطاب والاستياء ومهاجمة الخصوم من دون تحرج من الكذب، لن يذهب سدى، ولن يعدم أشخاصا، مهما كان مستقبل ترامب الشخصي، يتخذونه وصفاته مثالا لمحاولة إغواء 74 مليون ناخب صوتوا له. ومهما كانت رغبة بايدن في المصالحة، فإن الحرب الأميركية الجديدة لا تبدو على وشك الانتهاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى