تقارير

بريطانيا ترخص لقاح «أكسفورد».. للنجاة مع حلول الربيع

محرر الشؤون الدولية –

جائحة فيروس كورونا المستجد وسلالاته المتحورة تقلق العالم أجمع، لاسيما ان الحكومات ليس امامها في الوقت الحالي إلا سلاح الإغلاق، الذي لم يجد نفعاً في السابق وجل ما فعله هو مراكمة الخسائر البشرية والمادية، ولكن على قاعدة «اشتدي أزمة تنفرجي» يتمسك العالم بالأمل الذي سيحمله عام 2021، الذي أطلق عليه تسمية «عام اللقاح».
وأملاً بالخروج من النفق المظلم قريباً مع حلول الربيع، منحت بريطانيا ترخيص الاستخدام الطارئ للقاح «كوفيد-19» الذي طورته جامعة «أكسفورد» بالتعاون مع «أسترازينيكا»، في خطوة مهمة جديدة ضمن الجهود العالمية لمواجهة الوباء.
من المتوقع أن يبدأ منح الجرعات الأسبوع المقبل في بريطانيا، وذلك إلى جانب لقاح «فايزر – بيونتك» الذي تم إعطاؤه إلى 600 ألف شخص في المملكة المتحدة. ويُمكن ذلك اللقاح من تكثيف برنامج التطعيم بشكل كبير، إذ طلبت الحكومة 100 مليون جرعة منه، لأنه يعد أرخص سعرًا من اللقاحات الأخرى ولا يحتاج لحفظه في درجات حرارة شديدة الانخفاض. وسيتم إعطاء الجرعة الأولى منه لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، تليها الجرعة الثانية في غضون 12 أسبوعًا.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وصف إقرار لقاح «أكسفورد-أسترازينيكا» بأنه انتصار للعلوم البريطانية. مؤكداً أنه بإمكانهم الآن تطعيم أكبر عدد من الأفراد في أسرع وقت ممكن.
في وقت وافق جونسون على فرض قيود المستوى الرابع لمكافحة الفيروس في أنحاء أخرى من البلاد، مع تزايد قلق الحكومة من سرعة انتشار سلالة جديدة للفيروس.
تعول السلطات البريطانية على لقاح أسترازينيكا لتسريع حملة التلقيح على أمل القضاء بأسرع ما يمكن على فورة إصابات نسبت إلى السلالة الجديدة.
وبريطانيا هي أول دولة ترخص لهذا اللقاح المنتظر بترقب شديد لأسباب عملية، وأعلنت وزارة الصحة أن ترخيص وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية «أعقب تجارب سريرية صارمة وتحليلا معمقا للبيانات من قبل خبراء الوكالة، أفضت إلى أن اللقاح يستوفي معاييرها الصارمة المتعلقة بالسلامة والجودة والفاعلية».
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن لقاح جامعة أكسفورد وأسترا زينيكا يوفر فرصة للنجاة من الجائحة بحلول الربيع.
وأضاف «هيئة الصحة الوطنية ستتمكن من توفيرالجرعات لحقن الناس بنفس سرعة إنتاجها».
وتابع الوزير «أنا على ثقة كبيرة الآن من أننا سنتمكن من تطعيم عدد كاف من المعرضين لخطر الإصابة بحلول الربيع الأمر الذي سيتيح لنا مخرجا من هذه الجائحة».

4 من أبرز خصائص لقائح أسترازينيكا

في ما يأتي أربعة أمور لا بد من معرفتها عن لقاح أسترازينيكا/أكسفورد، وأبرزها كلفته المتدنية وسهولة تخزينه.

1 – عملي
من أبرز ميزاته أن كلفته ضئيلة تقارب 2.5 يورو للجرعة الواحدة. كذلك، هو سهل التخزين، إذ يتطلب حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية. وهذا الأمر يسهّل التلقيح على نطاق واسع.

2 – فعال
أعلن المدير العام لمختبرات أسترازينيكا أن اللقاح قادر على مكافحة السلالة الجديدة من كورونا والتأثيرات الجانبية للقاح نادرة جدا في المرحلة الراهنة. ويؤمن لقاح «حماية بنسبة مئة في المئة» ضد الأشكال الخطيرة من وباء كوفيد-19.

3 – بريطاني
قامت مجموعة أسترازينيكا البريطانية بتطوير اللقاح بالتعاون مع جامعة أكسفورد.

4 – فيروس غدي
يعتمد لقاح أسترازينيكا على «ناقل فيروسي»، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس غدّي منتشر بين القرود، تم تعديله وتكييفه لمكافحة فيروس كورونا المستجدّ. وهو أول لقاح صادقت مجلة «ذي لانسيت» الطبية المرجعية على نتائجه لجهة الفعالية والأمان.

«سينوفارم».. فعالية تصل إلى %79

في غضون ذلك، أظهرت نتائج المرحلة الثالثة من تجارب «سينوفارم» الصينية للقاح «كورونا» أنه فعال بنسبة %79.34 ضد الفيروس، وفقاً لموقع «غلوبل تايمز».
وتقل تلك النسبة عن فعالية لقاح «موديرنا» التي تصل إلى %94، و«فايزر» و«بيونتك» عند %95.
وأعلن معهد بكين للمنتجات البيولوجية التابع للشركة الصينية أن اللقاح يمكنه تكوين أجسام مضادة لفيروس «كورونا» بعد الحصول على جرعتين، كما أكد البيان على أن «سينوفارم» تقدمت لهيئة تنظيم الأدوية في الصين للحصول موافقتها لاستخدام اللقاح.
وفي الوقت نفسه لم يعلن البيان ما إذا كان للقاح آثار جانبية أو عدد المتطوعين في التجارب أو المصابين بعد حصولهم على اللقاح.
ولم تنشر الشركة دراسات في مجلات علمية مستقلة أو تنشر معلومات مفصلة حول نتائجها، لكن هذه الأرقام أقل مما أعلنته وزارة الصحة الإماراتية أوائل ديسمبر الحالي، والتي بشرت أن نسبة نجاح اللقاح تصل إلى 86 في المئة.
ويجري معهد بكين للمنتجات البيولوجية المرحلة الثالثة من تجارب اللقاح في أكثر من 10 دول أخرى.
ورغم عدم الكشف عن بيانات التجارب السريرية الثالثة لأغلب اللقاحات المنتجة الصين، بدأت بكين حملة تطعيم تستهدف 50 مليون شخص بحلول فبراير المقبل، وفق ما نشرته «نيويورك تايمز» التي أشارت إلى أن الصين لم تعتمد اللقاحات الخمسة التي تنتجها محليا بصفة رسمية حتى الآن.

تطوير «جواز سفر كوفيد»

في غضون ذلك، بدأت عدد من المبادرات والشركات العالمية المتخصصة في قطاع التكنولوجيا تطوير أنظمة وتطبيقات للجوالات الذكية لتحميل عليها بيانات الاختبارات والتطعيمات الخاصة بفيروس «كورونا» لتسهيل دخول المسارح ودور السينما أو حتى دول أخرى.
ووفق شبكة «سي إن إن»، تتعاون مبادرة تدعى «كومن تراست نت وورك» مع عدد من الخطوط الجوية العالمية من بينها «لوفتهانزا» و«جيت بلو» و«يونايتد إيرلاينز» ومئات الأنظمة الصحية في الولايات المتحدة وأوروبا لتطوير ما يعرف بـ«جواز سفر كورونا».
وطورت تلك المبادرة تطبيقاً يدعى «كومن باث» يحمل بيانات نتائج فحوصات «كورونا» أو أدلة على حصول مستخدم التطبيق على لقاح «كورونا».
كما طورت «أي بي إم» تطبيقها الخاص ويدعى «ديجيتال هيلث باث»، الذي يوفر معلومات عن المستخدم مثل درجة الحرارة واختبارات الفيروس وسجلات التطعيم.
ويعمل اتحاد النقل الجوي الدولي «إياتا» في الوقت الحالي على تطوير وثيقة جواز السفر لـ«كوفيد-19».

أصيب بالفيروس رغم تلقيحه بـ «فايزر».. لماذا؟

قال ممرض في ولاية كاليفورنيا الأميركية إنه أصيب بفيروس كورونا بعد أكثر من أسبوع من تلقيه لقاح فايزر. وأضاف أنه بعد ستة أيام عشية عيد الميلاد، أصبح مريضًا بعد أن عمل في نوبة عمل في وحدة كورونا، مشيرا إلى أنه أُصيب بقشعريرة ثم أصيب بآلام في العضلات وإرهاق. وأكد أنه ذهب إلى موقع اختبار في المستشفى وأثبتت إصابته بفيروس كورونا.
وقال كريستيان رامرز، اختصاصي الأمراض المعدية بمراكز صحة الأسرة في سان دييغو، ان هذا السيناريو ليس مفاجئا، وأوضح أن الجسم يحتاج إلى مزيد من الوقت لبناء الحماية: «نعلم من التجارب السريرية للقاح أن الأمر سيستغرق حوالي 10 إلى 14 يومًا حتى تبدأ في تطوير المناعة من اللقاح»، وتابع: «هذه الجرعة الأولى التي نعتقد أنها تمنحك حوالي %50، وتحتاج إلى تلك الجرعة الثانية لتصل إلى %95».

لماذا يجب تطعيم 3 ملايين أميركي يومياً؟

يتعين على الولايات المتحدة تكثيف جهودها للسيطرة على وباء «كوفيد-19» وتطعيم 3 ملايين شخص يوميًا لتحقيق هدف انتهاء تطعيم الأميركيين بحلول يوليو المقبل، حسبما ذكر الطبيب الأميركي كارلوس ديل ريو.
شبكة «سي إن بي سي» نقلت عن ديل ريو أن الهدف سيتطلب تمويلًا وجهدًا كبيرًا من السلطات، وتسريع إجراءات التطعيم بدلًا من تأخير توريد اللقاح.
ويتوقع معهد القياسات الصحية والتقييم الأميركي وفاة 200 ألف أميركي بعدوى «كوفيد-19» خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، إذ تصاعدت حالات الإصابة مؤخرًا. وتوقعت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن يتجاوز عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس التاجي في الولايات المتحدة حاجز 400 ألف شخص، مع حلول يوم 20 يناير عندما يغادر الرئيس دونالد ترامب منصبه، أي ان نحو 65 الف أميركي قد يموتون خلال 20 يوماً
وفي ألمانيا تجاوز عدد الوفيات الجديدة الناجمة عن الإصابة بفيروس «كوفيد-19» 1000 حالة، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق منذ بدء الوباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى