المغرب العربي

ما قصّة الخندق الضخم الذي يعرقل عمليّة السلام في ليبيا؟

جان ماري توما-

تقوم مجموعة فاغنر الروسيّة بحفر خندق هائل في ليبيا التي مزقتها الحرب، مما قد يهدّد بعرقلة اتفاق سلام توسطت فيه الأمم المتحدة.

ونشرت شبكة «سي إن إن»، صورًا عبر الأقمار الصناعية، أظهرت بناء خندق طويل يمتدّ من مدينة سرت إلى الجفرة، معقل مجموعة فانغر.

تفاصيل الخندق الضخم
تم حفر الخندق على ما يبدو لصد هجوم من قبل الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
ونشرت حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها، صورًا لشاحنات تصنع الخندق قائلةً إن العمل قد تمّ في الأيام الأخيرة من هذا الشهر.
كما ذكرت شبكة «سي إن إن» أنّه تم حفر أكثر من 30 موقعًا دفاعيًا في الصحراء وسفوح التلال التي تمتد لمسافة حوالي 70 كيلومترًا (43 ميلًا) بين المنطقتين.

مخاوف من عدم إكتمال عمليّة السلام
أثار البناء مخاوف من أن المقاتلين الأجانب لن يغادروا البلاد في أي وقت قريب تبعًا لما نصّت عليه اتفاقية السلام للأمم المتحدة.
وصرّح وزير دفاع حكومة الوفاق الوطني صلاح الدين النمروش، لشبكة «سي إن إن»: «لا أعتقد أن أي شخص يقوم بحفر خندق اليوم وإجراء مثل هذه التعزيزات سيغادر في أي وقت قريب».

نذكّر أنّ ليبيا شهدت أعمال عنف منذ 2011، عندما أطاحت انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي بالزعيم القديم معمّر القذافي.
منذ الانتخابات المتنازع عليها في عام 2014، انقسمت البلاد بين طرفين متنافسين: حكومة الوفاق الوطني من جهّة، وقوّات حفتر من جهّة أخرى.
وفشل خليفة بلقاسم حفتر، الذي يسيطر على جزء كبير من شرق البلاد، بما في ذلك حقول النفط المربحة، في محاولته للسيطرة على طرابلس العام الماضي، مما أدى في النهاية إلى طريق مسدود مع حكومة الوفاق الوطني.
وبعد الموافقة على وقف إطلاق النار في أغسطس 2020، وقّع الطرفان المتحاربان اتفاق سلام في أكتوبر من شأنه أن يشهد رحيل جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا بحلول 23 يناير- باستثناء قوات الأمم المتحدة.

في السياق نفسه، قال مسؤول استخباراتي أميركي مجهول لشبكة «سي إن إن» إنه «لم تكن هناك نية أو تحرك من قبل القوات التركية أو الروسية للالتزام بالاتفاق الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة».
وأضاف «هذا من المحتمل أن يعرقل عملية السلام الهشة بالفعل ووقف إطلاق النار. سيكون عاما صعبا حقًا».

كما، اتهمت واشنطن منذ أشهر مجموعة فاغنر بتقديم الدعم لحفتر، في انتهاكٍ لحظرِ الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على البلاد.
اتّهم تقرير صادر عن القيادة الأميركية في إفريقيا في سبتمبر 2020 أنّ هناك حوالي 10000 مقاتل أجنبي في ليبيا على الجانبين، بما في ذلك 3000 من مجموعة فاغنر. ورفضت موسكو التقرير، وفق ما ورد في موقع «Middle east eye».
إضافةً إلى ذلك، سجّل مفتشو الأمم المتحدة عشرات الرحلات الجوية الروسية إلى ليبيا خلال العام الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى