روسيا وتركيا تطوّران العلاقات العسكريّة متجاهلَتَين العقوبات الأميركيّة

جان ماري توما-
صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء الماضي، أنّ التعاون العسكري بين موسكو وأنقرة لن تردعه العقوبات الأميركية على تركيا.
نذكّر أنّ في وقت سابق من هذا الشهر، عاقبت واشنطن تركيا لشرائها نظام الدفاع الجوي الروسي S-400، وفرضت عقوبات نادرة على أحد حلفاء الناتو.
وأكّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في ذلك الوقت، لنظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أن العقوبات الأميركية تهدف إلى منع روسيا من تلقي عائدات كبيرة من البيع.
يوم الثلاثاء، زار جاويش أوغلو موسكو لإجراء محادثات مع نظيره لافروف. وهذا الأخير صرّح للصحافيين «لقد أكّدنا نيّتنا المشتركة لتطوير العلاقات العسكرية مع تركيا»، وفق مل ورد في موقع «ديلي ستار».
وأضاف أن الرئيس فلاديمير بوتين يقدّر عزم تركيا على «مواصلة التعاون في هذا المجال رغم استمرار الضغوط غير المشروعة من واشنطن».
السلاح العسكري يقرّب تركيا وروسيا رغم النزاع الإقليمي
سلّمت روسيا العام الماضي إلى أنقرة نظام S-400 متجاهلة التحذيرات، التي تشير إلى أنّ هذه الصفقة لا تتوافق مع عضوية تركيا في حلف الناتو. على الرغم من أن روسيا وتركيا متنافستان في العديد من النزاعات بما في ذلك ليبيا وسوريا، إلا أن بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان يحافظان على علاقات جيدة.
وتراقب الدولتان بشكل مشترك هدنة بوساطة روسية بشأن منطقة ناغورنو كاراباخ، المتنازع عليها، بعد حرب استمرت ستة أسابيع بين أرمينيا وأذربيجان، وأودت بحياة أكثر من 6000 شخص.
مع العلم، أنّ التوترات بين البلدين تصاعدت حول ناغورنو كاراباخ أثناء القتال، حيث اتّهمت روسيا تركيا بنشر مقاتلين سوريين لمحاربة القوات الأرمينيّة في المنطقة المتنازع عليها.
فضلًا عن ذلك، في وقت سابق من هذا الشهر، اعتقلت الشرطة التركية لفترة وجيزة صحافيَّين روسيَّين في اسطنبول، بتهمة قيامهما بالتصوير من دون إذن.
ولكن يبدو أنّ المصالح التجاريّة-العسكريّة تطغى على النزاعات الإقليميّة. إذًا، تجاهلت تركيا وروسيا العقوبات بهدف تطوير العلاقات العسكريّة، فهل ستتغيّر مسار الأمور بعد تولّي بايدن الرئاسة؟ وهل مستقبل تركيا في حلف الناتو مهدّد بعد عصيانها لأوامر أميركا؟