«كاتيوشا المطار».. هل يصبح العراق أولوية بايدن؟
الفصائل الموالية لإيران هدَّدت باستهدافه إذا لم تنسحب القوات الأميركية

خالد جان سيز-
مرة أخرى، تعود صواريخ «كاتيوشا» لتحلّق في سماء بغداد، مستهدفة مطار العاصمة العراقية، الذي يضم قاعدة عسكرية، فيها جنود أميركيون، في هجوم هو الأول الذي يستهدف القوات الأميركية في العراق في عهد الرئيس جو بايدن، الذي تسلم مهامه رسمياً، الأربعاء الماضي، وجاء في وقت تواصل فيه الحكومة العراقية تنفيذ عمليات أمنية للقبض على عناصر وخلايا تنظيم داعش.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن المطار تعرّض خلال الفترة الماضية إلى هجمات صاروخية متعددة، نفذتها فصائل مسلحة شيعية مقربة من إيران.
وكانت «كتائب حزب الله العراقي» هددت باستهداف مواقع وجود القوات الأميركية إذ لم تنسحب، امتثالاً لقرار البرلمان القاضي بإنهاء الوجود العسكري في البلاد.
وكشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عزمه تقديم طلب لإدارة بايدن لبحث وجود القوات الأميركية في العراق.
الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي أوضح أن هناك جهدا استخباراتيا مكثفا لجمع المعلومات عن منفذي الهجمات الصاروخية، مبيناً أن العراق يمر بظروف صعبة، ويواجه العديد من التحديات، إلا أنه أكد: «لن نسمح بتكرار الاعتداءات على غرار قصف مطار بغداد».
وعلى الرغم من أن القوات العراقية تعهدت في ديسمبر الماضي بملاحقة أي متورط بتلك العمليات، وأن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي اعتبر حينها استهداف وسط العاصمة عملاً إرهابياً، لكن الهجمات تتكرر مجدداً.
ولفت الخفاجي إلى أن هناك عملية أمنية واسعة جارية ضد السلاح المتفلت والجريمة المنظمة، و«داعش» أيضا.
وكان انتحاريان فجّرا نفسيهما في سوق شعبية بساحة الطيران وسط العاصمة العراقية، الخميس، ما أدى إلى مقتل 32 وإصابة أكثر من 110 أشخاص بجروح.
دعم أميركي
بدورها، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد تخصيص 20 مليون دولار لدعم الحكومة العراقية في تأمين المنطقة الدولية.
وقالت السفارة في بيان إن الدعم يشمل «تمويل فريق من المهندسين المدنيين لإجراء دراسة استقصائية شاملة لنقاط الدخول الحالية إلى المنطقة الدولية، ووضع خطط لبوابات جديدة».
ووفقا للبيان «قدم العميد جون تايكرت كبير مسؤولي الشؤون الدفاعية في سفارة الولايات المتحدة التقرير النهائي من فريق المسح إلى اللواء الركن حامد مهدي الزهيري قائد الفرقة الخاصة المسؤولة عن أمن المنطقة الدولية».
وفي ديسمبر الماضي، قالت السفارة الأميركية لدى بغداد إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الجيش العراقي، وقدمت 30 سيارة مدرعة له للمساعدة في تأمين المنطقة الخضراء.
خطأ كبير
من ناحيتها، حذرت مجلة فورين بوليسي من أن تجاهل إدارة بايدن للعراق سيكون «خطأ كبيراً»، معتبرة الهجوم الانتحاري الأخير في بغداد بمنزلة تذكير بأن المخاطر التي يواجهها العراق من المتطرفين لا تزال جدية، وبأن العراق يجب أن يكون أحد أولويات الإدارة الجديدة للبيت الأبيض.
وأشارت المجلة الأميركية في مقال رأي للكاتبة البريطانية من أصل عراقي مينا العريبي إلى أن الانتخابات المقبلة في العراق تعد فرصة لتغيير الوضع في البلاد والحد من التأثير الإيراني فيه.
ولفتت الكاتبة إلى أن التأثير الإستراتيجي للعراق على سياسات الشرق الأوسط ونجاح الولايات المتحدة أو فشلها في هذا البلد يمكن أن يؤثرا في مكانة واشنطن، وهذا يعني أن العالم سيراقب عن كثب كيفية تعامل بايدن وفريقه مع العراق.
وتطرقت العريبي إلى أهمية الاستفادة من المعرفة الكبيرة التي يحملها بايدن وفريقه للعراق، من خلال قربهم سابقاً من الأحداث في هذا البلد، ومنهم بايدن نفسه، عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما ومسؤولا عن ملف العراق.
وترى العريبي أن هناك فرصة ضئيلة، لكنها مهمة، لتغيير الوضع في العراق، من خلال الانتخابات المقبلة المقررة في أكتوبر، حيث سيبذل حينها قادة الميليشيات الفاسدون ووكلاء إيران في العراق كل ما في وسعهم لإبعاد الأحزاب السياسية المنافسة والتقدمية العلمانية عن السلطة، وفقاً للعريبي.
ولتجنب حدوث ذلك، تقول العريبي إن على الإدارة الأميركية أن يكون لديها ثلاث أولويات في العراق، هي:
1- عدم السماح للعناصر المتطرفة – أياً كانت عقيدتها – بمهاجمة المصالح الأميركية والحكومة العراقية والبنى التحتية والمنشآت النفطية والحدود مع حلفاء الولايات المتحدة، لا سيما السعودية والأردن والكويت.
2 – دعم الشباب العراقي المنتفض والدولة القومية العلمانية على حساب دولة الميليشيات والحكم الطائفي.
3 – مواجهة أجندة إيران التوسعية في المنطقة من خلال مساعدة العراق على استعادة سيادته والحد من التدخل الأجنبي.