تقارير

إسرائيل تستقبل جاسوسها: أهلًا بك في بيتك

جان ماري توما-

وصل جوناثان بولارد، الذي قضى 30 عامًا في السجن الأميركي بتهمة التجسّس لصالح الكيان الصهيوني، إلى إسرائيل في ساعة مبكرة من يوم الأربعاء، مع زوجته.

عندما نزل من الطائرة، قبّل الأرض وكأنّه يحتفل بانتصارٍ. وقال بولارد أثناء استقباله في مطار إسرائيل الدولي: «نحن نشعر بالسعادة للعودة إلى الوطن أخيرًا بعد 35 عامًا». كان في استقبال جوناثن وزوجته إستير، رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، وقدّم لهما بطاقات الهوية الإسرائيلية ومنحهما الجنسيّة.
وتوجّه نتنياهو لبولارد قائلًا: «أنت في بيتك… يا لها من لحظة… يا لها من لحظة»، مردّدًا عبارات عبرية تدّل على النعم والشكر.

في التفاصيل
وصل بولارد على متن طائرة خاصة قدّمها قطب الكازينو الأميركي شيلدون أديلسون، الملياردير المؤيد لنتنياهو والرئيس دونالد ترامب.

بعد نزوله من الطائرة، ركع بولارد، 66 عامًا، على ركبتيه وقبّل الأرض بينما كانت زوجته تضع يدها على ظهره مع وقوف نتنياهو في الظلام. إستر بولارد التي تكافح مرض السرطان، قبّلت الأرض أيضًا بمساعدة زوجها، وفق ما ورد في موقع «ديلي ستار».

شكر بولارد نتنياهو والشعب اليهودي على دعمهم له. وصرّح «نأمل أن نصبح مواطنين منتجين في أسرع وقت ممكن وأن نواصل حياتنا هنا».

بعد الهبوط، غرّد رئيس إسرائيل، رؤوفين ريفلين، وعدد من المشرّعين، مهنّئين ومحيّين بولارد، الذي غادر من المطار إلى مكان لم يُكشف عنه.

لماذا سُجِنَ بولارد لـ30 عامًا في الولايات المتحدة؟
باع بولارد، وهو محلّل استخبارات مدني في البحرية الأميركية، أسرارًا عسكرية لإسرائيل أثناء عمله في البنتاغون في الثمانينيات. اعتُقل في عام 1985 بعد محاولته من دون جدوى، الحصول على حق اللجوء في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وأقرّ بالذنب. قضيّة التجسّس حرجت اسرائيل وشوّهت علاقاتها مع الولايات المتحدة لسنوات.

حُكم على بولارد بالسجن مدى الحياة، وجادل مسؤولو الدفاع والمخابرات الأميركيّون باستمرار ضد إطلاق سراحه. ولكن بعد أن قضى 30 عامًا في السجن الفيدرالي، تم إطلاق سراحه في 20 نوفمبر 2015، وتم وضعه في فترة الإفراج المشروط لمدة خمس سنوات، والتي انتهت في نوفمبر الماضي. مهّد ذلك الطريق أمامه لمغادرة الولايات المتحدة.

صرّح قائد مجموعة ناشطة قامت بحملة من أجل إطلاق سراح بولارد، إيفي لاهاف، لـوكالة «أسوشيتد برس»: «وصول بولارد أُبقِيَ سريًّا لأننا أدركنا أنه من الأفضل أن نكون حذرين بشأن وصوله». ووصف وصول بولارد بأنه «مؤثر للغاية وتاريخي…  لحظة انتظرتها منظمتنا وتمنّتها وعملت من أجلها طوال هذه السنوات».
وأشار الموقع الإلكتروني «YNET» الإسرائيلي، إلى أن الزوجين كانا في الحجر الصحي، وهو أمر إلزامي لجميع الإسرائيليين العائدين كإجراء للوقاية من انتشار فيروس كورونا. منعت الحكومة الإسرائيلية وصول جميع السياح، لكن يبدو أنّها ترحّب بالزوجين كإسرائيليّين.

هديّة من ترامب لنتنياهو
كان إطلاق سراح بولارد هو الأحدث في سلسلة طويلة من الهدايا الدبلوماسية التي قدّمها الرئيس دونالد ترامب لنتنياهو. يعطي وصوله إلى إسرائيل دفعة ترحيب لنتنياهو المحاصر، وهو يناضل من أجل الفوز في الانتخابات البرلمانية في 23 مارس المقبل.

نتنياهو هو أحد أقرب حلفاء الرئيس الأميركي المنتهية صلاحيته حاليًّا، على الساحة الدوليّة. على مدى السنوات الأربع الماضية، اعترف ترامب، بالقدس المتنازع عليها كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدّسة. وفي السياق نفسه، اعترف ترامب أيضًا بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان، وأعلن أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ليست غير قانونية. كما توسّط في سلسلة من الاتفاقيات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى