2020 عام عودة تحالف آلبا اللاتيني الى الحياة

علي حمدان –
آلبا، أو التحالف البوليفاري لشعوب أميركا اللاتينية، هو نموذج جديد من التعاون بين الدول يهدف إلى تعزيز جهود شعوب أميركا اللاتينية ودول الكاريبي من أجل الاستقلال والسيادة.
«نحتاج إلى تحالف حقيقي، لا تحالف يجمع بعض دول أميركا اللاتينية ويستعدي أخرى، فهكذا نوع من التحالفات لن يوصلنا الى أي مكان، نقترح على فنزويلا ودول الكاريبي وكافة دول أميركا اللاتينية العمل على نموذج جديد وفاعل»، بهذه الكلمات أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز عام 2011 وخلال لقاء جمع قادة الدول اللاتينية والذي عقد في مارغيريتا الفنزويلية عن إطلاق التحالف البوليفاري لشعوب أميركا اللاتينية للمرة الأولى، والذي تم تأسيسه من قبيل التضامن بين الشعوب في أميركا اللاتينية من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية والسيادة، والذي أتى في معرض الرد على مشروع الهيمنة الليبرالية الأميركية التي كانت بصدد فرضها على دول أميركا اللاتينية وقتذاك، بحسب الأنتي ديبلوماتيكو الإيطالية.
خلال الأعوام الأخيرة حالت الأوضاع السياسية في دول أميركا الجنوبية، دون نجاح محاولات إعادة إحياء التحالف، بدءاً بانضمام لينين مورينو رئيس الإكوادور إلى الحلف الأميركي النيوليبرالي بعد إنتخابه رئيساً، وتقديمه وعوداً بإكمال سعي سابقه رافييل كورييا لإخراج بلاده من تحالف آلبا اللاتيني، مروراً بالإنقلاب في بوليفيا، وتردي المشهد السياسي في كل من البرازيل والأرجنتين، وعليه، فإن سيناريو النهوض بالتحالف البوليفاري لشعوب أميركا الجنوبية بدا صعباً للغاية.
وفي معرض سرد إنجازات التحالف البوليفاري خلال سنوات عمله، يقول المحلل السياسي المكسيكي أنغيل غويرا بأن آلبا قد تمكن من إجراء عمليات جراحية لثماني مليون مواطن في أميركا اللاتينية، ونجح في إعادة النظر لهؤلاء، بالإضافة إلى محو الأمية بشكل تام في كل من نيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا، وإنشاء كليتين للطب في كل من كوبا وفنزوبلا، واللتين ساهمتا في مداواة الآلاف من المرضى في مناطق نائية، عبر ابتعاث أطباء من خريجيها إلى الأماكن الأكثر فقرًا في قارات عدة.
إعادة إحياء التحالف هذا العام
إعادة إحياء التحالف البوليفاري من أجل أميركا اللاتينية أضحى يسيرًا نظرًا للمتغيرات السياسية الإيجابية في الأرجنتين وفنزويلا، حيث تمت السيطرة على محاولات التمرد والتخريب، وتوتر الأوضاع والاحتجاجات التي تشهدها عواصم أميركا الجنوبية النيو ليبرالية كتشيلي، البيرو، هايتي، كولومبيا وغواتيمالا.
في الرابع عشر من الجاري قام التحالف بانتخاب أمين عام جديد لآلبا، وهو الدبلوماسي البوليفي ساشا لورينتي ممثل بلاده لدى منظمة الأمم المتحدة، وقد عقدت أولى جلسات التحالف إفتراضياً، حيث استذكر المجتمعون جلسة التأسيس للتحالف قبل 16 عاماً، بحضور الرئيس الكوبي آنذاك فيدل كاسترو، ونظيره الفنزويلي شافيز.
خلال اللقاء الرقمي اتفق القادة على إعادة تفعيل بعض الإتفاقيات والمجالس الهامة بين دول التحالف من بينها المجلس الإقتصادي لدول الآلبا، واعتماد عملة السوكري الإكوادورية الأصل كعملة موحدة للتبادلات التجارية، وبدء التحضير للتعامل بالعملات الرقمية، وإعادة إحياء التعاون النفطي بين الدول الأعضاء وبنك تحالف الآلبا، الذي سيعمل على دعم الدول الأعضاء مالياً.
الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو اقترح في مداخلته، المباشرة بحملات التلقيح ضد كورونا في كوبا وفنزويلا أولاً، وتأمين الجرعات لشعوب كافة الدول الأعضاء، بالإضافة إلى إستمرار التحالف لتمويل أعضاءه من أجل إستمرار رعايتهم الطبية للمصابين بالفيروس، وإجراء المسحات على نطاق أوسع، مشدداً على ضرورة استمرار الالتزام بالتعليمات الوقائية، للحؤول دون انتشار أكبر للوباء في القارة الجنوب أميركية.
وفي معرض حديثه عن تردي الأوضاع الإقتصادية الناجم عن الجائحة، أوصى مادورو بتوحيد الجهود ما بين الدول الأعضاء من أجل إعادة النهوض بالإقتصاد في عواصم التحالف، مختتماً حديثه بالتزام آلبا لمبادئ حقوق الإنسان التي تنص عليها القوانين العالمية، وصون ثقافة الشعوب اللاتينية وتعزيز النمو الإقتصادي والأمن على كافة الصعد.