الشرق الأوسط

حال إيران.. الفقر يُجبر أمّاً على بيع شعر ابنتها

محمد مجيد الأحوازي –
لعقود، ظلت شرائح واسعة من الشعب الإيراني تحت وطأة الفقر والحرمان من مميزات عدة، إضافة إلى تحمّلها معاناة اقتصادية كبيرة، دفعت كثيرين إلى الهجرة، فراراً مما اعتبروه «وضعاً لا يُطاق».
لكن باب الهروب لم يُفتَح للجميع، ونفقات الرحيل ليست في إلا في متناول البعض، أما من لم يستطيع المغادرة فيعيش بؤساً كبيراً.
تقارير اقتصادية عدة نقلت صورة الواقع الإيراني لسنوات، لافتة إلى انتشار البطالة وتفاقم حجم الفقر، حتى وصل الحال بالبعض إلى بيع الكلى، وقرنيات العيون، وتأجير الأرحام، للحصول على المال وإنفاقه في احتياجات ماسّة.
وتشهد تجارة أعضاء البشر رواجاً واسعاً في المناطق الفقيرة والمهمَّشة، خاصة خلال السنوات الأخيرة، في انعكاس للحال الصعب الذي يعيشه إيرانيون، في وقت تنفق طهران الأموال والإمكانات في مشاريع توسعية بدول أخرى.
وينتقد الإيرانيون استنزاف ثرواتهم ومقدراتهم وميزانية بلادهم على تمويل الميليشيات في العراق وسوريا واليمن ولبنان، بينما يعاني الشعب الايراني من ظروف اقتصادية لم يشهد مثيلاً لها خلال العقود الأربعة الماضية.
ووسط هذا الحال المأساوي، أضيفت أعباء جديدة على كاهل الإيرانيين عند ظهور فيروس «كورونا» المستجد، الذي قتل الآلاف وأظهر ضعف النظام الصحي، وأحدث تحولات فرضت متطلبات جديدة.
ومن أحدث قصص العذابات التي يعيشها الإيرانيون، عرْض سيدة صورة لشعر رأس ابنتها في موقع إيراني، لبيع شعر ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات.
وكتبت السيدة على الإعلان: «أستعرض شعر رأس ابنتي البالغة من العمر 9 سنوات للبيع، بملبغ قدره مليوني تومان ( 70 دولاراً)». وتابعت: «اضطررت إلى بيع شعر ابنتي حتى أستطيع أن أجمع بعض المال لشراء موبايل (هاتف محمول) لابنتي الطالبة، من أجل متابعة دراستها عبر الإنترنت، بعد إغلاق المدارس والبدء بالتعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا في إيران».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى