
محرر الشؤون الدولية
مع انتشار سلالات فيروس كورونا المتحورة في أكثر من 60 بلداً، تتداعى دول إلى إغلاق منافذها خوفاً من انتشار هذه السلالات، التي يقول البعض إنها مقاومة للقاحات وللأجسام المضادة التي انتجتها أجسام مصابين منتفعين من الفيروس الأصلي.
بريطانيا هي حتى الآن الأكثر تضرراً من «كوفيد 20»، بعد أن اتخذت إجراءات عزل وإغلاق قاسية. وقال وزير الصحة مات هانكوك إن البلاد لا يزال أمامها طريق طويل حتى يمكنها تخفيف قيود العزل العام، رغم وجود مؤشرات على أن تلك القيود تسهم في تقليل معدلات الإصابات. وأضاف هانكوك أنه يأمل أن تتمكن المدارس أوائل أبريل، لكنه قال إن ذلك يعتمد على البيانات المتعلقة بالمرض وتأثير برنامج التطعيمات.
وفي السياق ذكرت صحيفة تلغراف أن الحكومة البريطانية عززت قوانين العزل المتعلقة بـ «كورونا» لمنح المجالس المحلية في إنكلترا سلطة إغلاق الحانات والمطاعم والمتاجر والأماكن العامة حتى 17 يوليو، وهو موعد بدء العطلة الصيفية المدرسية.
وسجلت بريطانيا أكثر من 3.5 ملايين إصابة بـ «كوفيد – 19» في خامس أعلى معدل في العالم، إضافة إلى نحو 96 ألف حالة وفاة، في حين قارب عدد الإصابات حول العالم الـ 100 مليون.
هذا وأثارت 3 دراسات جديدة مخاوف من أن الاستجابة المناعية الناجمة عن العدوى أو التطعيم قد تكون أقل فعالية في الحماية من نسخة «كورونا» المتحور الذي ظهر في جنوب أفريقيا. ووفقاً للدراسات التي نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن نتائج التجارب المخبرية التي تركز على الاستجابة المناعية للجسم تعزز الحاجة إلى تطوير اللقاحات لمواجهة الفيروس. وأظهرت دراسة رابعة أجراها علماء من شركتي فايزر أن لقاحهم نجح في محاربة «المتحور» الذي اكتشف في بريطانيا، لكن هذه الدراسة لم تشمل السلالة المتحورة في جنوب أفريقيا.
وإذا تم تأكيد ذلك، فإن الانتصار في المعركة ضد «كورونا» يتطلب تطعيمات متكررة وتحديثات للقاحات الموجودة.
مع تسجيل الولايات المتحدة رقماً قياسياً جديداً للقاحات كورونا، ومطالبة الولايات بالمزيد من إمدادات اللقاحات، قالت شركة فايزر، وإدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه): إنه يمكن للصيدليات والممارسين الصحيين في بعض الحالات استخراج جرعة إضافية من كل قارورة.
وفي الأصل، صُمّمت كل قارورة للقاح كورونا من شركة فايزر لتحتوي على 5 جرعات. ولكن، أفاد بعض الصيادلة بأنه بإمكانهم استخراج 6 جرعات عند استخدام محاقن معيّنة أو الإبر ذات المساحة الميتة المنخفضة لاستخراج 6 جرعات من قارورة واحدة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، ألبرت بورلا: إن هذه الزيادة في الجرعات لكل قارورة «توفّر سعة إضافية بنسبة %20».
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز عن خطط شركة فايزر لجعل التزامها اللقاحات مبنياً على الجرعات، بدلاً من القوارير.
وفي السياق، قالت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الفترة الفاصلة بين تلقّي الجرعتين الأولى والثانية من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا يمكن رفعها لتصل حتى ستة أسابيع، بدلاً من أسبوعين.
في المقابل، أعلنت دبي أنها ستعيد جدولة المواعيد الخاصة بتلقّي السكان الجرعة الأولى من لقاح فايزر بسبب تباطؤ عالمي في تسليم اللقاحات.
في المقابل، قال مستشار البيت الأبيض، كبير خبراء الأوبئة في الولايات المتحدة، آنتوني فاوتشي: إن اللقاح الذي تعمل شركة جونسون آند جونسون على تطويره ستتم المصادقة عليه خلال فترة لا تتجاوز الأسبوعين. وأضاف: «سأكون متفاجئا إن استغرق الأمر أكثر من أسبوعين من الآن، ليتم تحليل البيانات وصنع القرار».
دواء «كولتشيسين»
في سياق منفصل، أعلن فريق من الباحثين من معهد مونتريال للقلب توصلهم إلى «عقار فعّال» ضد فيروس كورونا المستجد. وقال المعهد الكندي في بيان إن العقار هو Colchicine وهو يؤخد عبر الفم، ومعروف بالفعل، ويستخدم لأمراض أخرى. وشملت الدراسة 4159 مريضاً، وجد الفريق أن «الكولتشيسين» أدى إلى انخفاض الحاجة إلى التنفّس الصناعي بنسبة 50 في المئة، والوفيات بنسبة 44 في المئة. ويعتقد الفريق أن الدواء يمكن أن يساعد في تقليل الازدحام الحاصل في المستشفيات بسبب «كورونا»، كما يمكنه خفض تكاليف الرعاية الصحية.
و«كولتشيسين» متاح في الصيدليات، ويُستعمل لعلاج النقرس منذ فترة طويلة.