الشرق الأوسط

جريمة عدن.. استهداف حوثي لاتفاق الرياض وأفق السلام

26 قتيلاً بثلاثة انفجارات هزت المطار فور هبوط «حكومة الوحدة»

محرر الشؤون الدولية
وكأنه كتب على اليمن السعيد ألا يسعد بالحلول الايجابية التي تهديه السلام وتعيد الطمأنينة إلى شعبه. فالحكومة الجديدة الموحدة التي أقسمت اليمين في الرياض وعادت، أمس، إلى عدن، لتباشر مهامها من على أرض العاصمة المؤقتة، بدلاً من صنعاء التي تحتلها ميليشيات الحوثي الانقلابية، تعرضت لصدمة وجريمة رهيبة لدى وصولها ارض مطار عدن.
بدلاً من استقبالها بفرح، خيّم الحزن على المشهد، بعد ثلاثة انفجارات متتالية عصفت بالجمهور المحتفي بحكومة الوحدة، التي نجا وزراؤها من الموت الذي خطف 26 نفساً بريئة بغير ذنب، إلا أنها تحلم بالسلام، وأسقط أكثر من 50 جريحاً، بينهم ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بينما قالت مصادر أمنية إن التحليل الأوّلي لطريقة الاستهداف يُظهر أن العملية تمت من خارج محيط المطار ولم تكن من داخله.
الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجه بفتح تحقيق بالعمل الإجرامي، وكذلك بالطائرة المسيرة المفخخة التي جرى اعتراضها في محيط قصر معاشيق الرئاسي، المقر المؤقت للحكومة الذي تحميه قوات التحالف العربي، حيث جرى نقل الوزارء إليه صباحاً عقب تفجير المطار، إضافة إلى السفير السعودي لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر.
أصابع الاتهام توجهت مباشرة إلى ميليشيات الحوثي التي تدعمها ايران بالمال والسلاح، إذ إن هذه الميليشيات لا تريد الحل السلمي للأزمة اليمنية وترفض جميع المبادرات وتلعب على التناقضات لضرب الوحدة الوطنية.

رئيس الوزراء معين عبدالملك أكد أن الحكومة لن تتراجع وستمارس عملها رغم التحديات. وقال: «مهمة الحكومة هي إنهاء انقلاب الحوثيين»، مؤكداً أن الهجوم الغادر يضع الحكومة في قلب مسؤولياتها. كما أضاف: «سننتصر في هذه المعركة»، مؤكداً أن الحكومة ستواصل أداء مهامها.
وكان عبدالملك غرّد مباشرة عقب الانفجار: «نحن وأعضاء الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن والجميع بخير». وأضاف: «العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا، ولن يزيدنا إلا إصرارا على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار».

اتهامات للحوثيين
وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني اتهم جماعة الحوثي بتنفيذ العملية: «الهجوم الجبان نفّذته ميليشيات الحوثي، وجميع أعضاء الحكومة بخير».
جماعة الحوثي نفت علاقتها بالانفجارات. وفي تصريحات إعلامية، زعم عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أن اتهامهم بالانفجارات «أسطوانة مشروخة»، مؤكدا عدم علاقتهم بهذا الهجوم.
السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر قال إن استهداف الحكومة اليمنية عند وصولها مطار عدن «عمل إرهابي جبان» يستهدف كل الشعب اليمني وأمنه واستقراره ويؤكد حجم الخيبة والتخبط الذي وصل له صانعو الموت والتدمير نتيجة نجاح تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية ومباشرتها للبدء في مهامها لخدمة الشعب اليمني، مؤكداً أن الاتفاق سيمضي قدما وسيتحقق السلام والأمن والاستقرار بعزيمة اليمنيين وحكومتهم الشجاعة، وأن التحالف بقيادة المملكة مستمر في الوقوف مع الشعب اليمني وحكومته الشرعية.
وزير الدولة الاماراتي للشوؤن الخارجية أنور قرقاش علق: «استهداف مطار عدن هو استهداف لاتفاق الرياض ولما يحمله من آفاق للاستقرار والسلام في اليمن، سيفشل التحريض والتخريب والعنف والإرهاب أمام مشروع السلام الذي تقوده السعودية لخير اليمن والمنطقة».
بدوره، دان المبعوث الأممي مارتن غريفيث بشدة الهجوم: «هذا العمل العنيف غير المقبول يذكرنا بأهمية عودة اليمن بشكل عاجل لطريق السلام». إلى ذلك، شنت القوات الأمنية حملة تفتيش واسعة في الأحياء السكنية الواقعة قرب المطار، وأقامت عدداً من نقاط التفتيش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى