بريطانيا نجم منفرد في سماء أوروبا.. صبيحة 2021

محرر الشؤون الدولية –
تستقبل بريطانيا عام 2021 كمملكة عظيمة، تستعيد وهجها وسيادتها وتسترجع بريقها كنجمة منفردة في سماء القارة العجوز، بعد ابتعادها عن نجوم الكتلة الأوروبية الـ 27.
وعشية خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحّدة صوّت النواب البريطانيون على الاتفاق التجاري، الذي سيحكم العلاقات بين لندن والاتحاد الأوروبي، إثر خروج المملكة المتحدة منه نهائيا.
فإقرار الاتفاق الواقع في 1246 صفحة الذي أُبرم عشية عيد الميلاد، مضمون نظراً إلى تمتع حكومة بوريس جونسون بالأغلبية في مجلس العموم. وبعد موافقة دول الاتحاد السبع والعشرين في مطلع الأسبوع، سيسمح إقرار النواب البريطانيين للاتفاق للطرفين بالمصادقة عليه في اللحظة الأخيرة، ليدخل حيز التنفيذ الجمعة.
«جارة ودية»
رئيس الوزراء البريطاني، أكد عشية خروج بلاده من السوق الأوروبية الموحدة، أن بريطانيا ستكون «جارة ودية وأفضل صديق وحليف» للاتحاد الأوروبي. وقال أمام مجلس العموم: «سنصبح جارة ودية وأفضل صديق وحليف يمكن للاتحاد الأوروبي الحصول عليه، وسنعمل يداً بيد، عندما تكون قيمنا ومصالحنا على تناغم مع احترام رغبة الشعب البريطاني السيد في العيش، في ظل قوانينه الخاصة».
وقال بوريس جونسون إن الاتفاق «يظهر أن المملكة المتحدة يمكن أن تكون أوروبية، وتتمتع بالسيادة» في آن.
وأضاف: «سنفتح فصلاً جديداً في حياة أمتنا، وسنبرم اتفاقات تجارية مع أطراف مختلفة في العالم (…) وسنؤكد أن المملكة المتحدة هي قوة تعمل للخير العام ومنفتحة على الخارج وليبرالية». ووعد أن تكون بلاده «أفضل صديق وحليف ممكن للاتحاد الأوروبي، بعدما كانت عضوا غير مقتنع كثيرا ومعيقا أحيانا».
فبعد 47 عاما من تكامل أوروبي وأربع سنوات من التجاذبات إثر الاستفتاء حول «بريكست»، ستتوقّف بريطانيا التي غادرت الاتحاد رسميا في 31 يناير الماضي، عن تطبيق القواعد الأوروبية. وستخرج من السوق الأوروبية الموحّدة والاتحاد الجمركي وبرنامج «إيراسموس» للتبادل على صعيد الدراسة الجامعية.
نقل عسكري
على الصعيد الأوروبي، أعطت دول الاتحاد الضوء الأخضر لتطبيق مؤقت للاتفاق، بانتظار أن يوافق عليه النواب الأوروبيون في الربع الأول من عام 2021. وتوقع الاتفاق رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، قبل أن ينقل جوا في طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي إلى لندن؛ ليوقع عليه بوريس جونسون بالأحرف الأولى.
«أمة فقيرة وأكثر عزلة»
بينما تشهد وحدة المملكة المتحدة تصدّعاً أيضاً، حيث باتت في اسكتلندا التي صوّتت بنسبة %62 ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016، تظهر نتائج استطلاعات الرأي أن أغلبية من السكان باتت تؤيد الاستقلال، الذي رُفض عام 2015 في استفتاء أول. كتبت كارولين لوكاس في صحيفة الإندبندنت مقالاً تحت عنوان: «لماذا سأصوّت ضد اتفاق بريكست مع الاتحاد الأوروبي؟». وترى لوكاس أن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستجعل المملكة المتحدة «أمة فقيرة وأكثر عزلة».
وتقول إن «هذه الاتفاقية هي الأولى في التاريخ التي تزيد من الحواجز والتكاليف، بدلا من خفضها، وستقلل الوظائف البريطانية، وتهمّش قطاع الخدمات البريطاني، وتقوّض الحماية التي جرى الحصول عليها بشقّ الأنفس للبيئة والعمال والمستهلكين».
وتضيف لوكاس: «نحن محكومون بالعيش في بريطانيا أكثر فقرا، وأكثر انعداما للمساواة، وأكثر عزلة».
وأكدت لوكاس، وهي نائبة في البرلمان، أنها لن تعطي صوتها للاتفاقية. وتضيف «لن أكون متواطئة في إنشاء المملكة المتحدة الأصغر ذات التأثير العالمي المتضائل».