تونس.. أجواء مشحونة في الشارع والبرلمان
تعزيزات أمنية.. المشيشي و«النهضة» يتحدّثان عن تحريض خارجي

محرر الشؤون الدولية
احتقان سياسي وشعبي تشهده تونس بعد 10 أعوام على الإطاحة بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، الذي اتسم عهده بالفساد والمحسوبيات والفقر، وقد عادت هذه السلوكيات في الحكم إلى الواجهة مجدداً، وسط خلافات عميقة بين أركان الحكم وتقاذف الاتهامات، في حين إن الشعب التونسي يعاني من الفقر والبطالة إلى حد قد يتكرر معه مشهد الشاب محمد البوعزيزي، الذي أحرق نفسه قبل 10 أعوام.
وأمس، أغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى مجلس النواب بالتزامن مع جلسة التصويت على التعديل الوزاري، الذي يشمل 11 حقيبة وزارية من أصل 25.
وكان قيس سعيد الرئيس التونسي قد انتقد التعديل الوزاري الأخير الذي أجراه هشام المشيشي رئيس الوزراء، وقال إنه لم يحترم الإجراءات التي نص عليها الدستور، ملوّحاً بعدم قبول الوزراء الذين تحيط بهم شبهات فساد، في حال منحهم الثقة في البرلمان.
في المقابل، أصدرت الحكومة بياناً، أكدت فيه أن مجلس الوزراء صدّق على إعادة هيكلة جديدة للحكومة بدمج بعض الوزارات وحذف أخرى.
وردّاً على تصريحات رفيق بوشلاكة القيادي في حركة النهضة والتي أساء فيها إلى الشعب واتهمهم بتلقي الأموال من أجل افتعال الاحتجاجات والتخريب، تجمع مواطنون في عدد من الأحياء، لا سيما في حي التضامن وتوجهوا في مسيرات احتجاجية إلى البرلمان، في وقت نُصبت الحواجز الأمنية منعاً لوصولهم. واتهم المتظاهرون الحكومة بالفشل في القيام بأي تغيير إيجابي لفائدة الشعب التونسي، بغض النظر عن خطوات التعديل. ورفعوا شعارات تعرب عن رفضهم المنظومة السياسية برمتها وأخرى تعبر عن استيائهم من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الحادة في البلاد. كما طالبوا بالإفراج عن الذين اعتقلوا مؤخراً وجرى اتهامهم بالضلوع في أعمال تخريب.
وداخل أروقة البرلمان الذي يشهد أجواءً مشحونة بسبب شبهات فساد تلاحق عدداً من الوزراء المقترحين، أكد رئيس الحكومة ضرورة إصلاح الخلل في الحكومة. وشدد على وقف الشعبوية واستبدال المسؤولية بها، مؤكداً أن تدارك الأزمة ممكن ولا مجال للاستسلام.
كما اعترف رئيس الحكومة بأن الأوضاع السياسية في البلاد «مضطربة»، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن «التحريض على التدمير واستعماله وسيلةَ ضغط،ٍ لا ينفع شيئا، ويضر بالبلد». أما النواب فقد انتقدوا مشهد التعزيزات الأمنية المكثفة خارج البرلمان، لافتين إلى أنه ترهيب عسكري وأن شعارات الحرية والديموقراطية تسقط أمام القمع المحيط بساحة باردو.
تشهد تونس، منذ الخميس الماضي، احتجاجات واسعة وتخللتها أعمال شغب واشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، إلا أن المواجهات الأخيرة قد أثارت الجدل، وأجّجت الاحتجاجات بعد مقتل أحد المتظاهرين في مدينة سبيطلة.