تحليلات

هل تتحد أميركا والاتحاد الأوروبي في مواجهة الصين؟

علي حمدان –

بعد عقود من الآن سوف ينظر المؤرخون إلى أيامنا الحالية على أنها بداية حرب باردة جديدة، فالصين تخطط لكي تصبح قوة اقتصادية، عسكرية، وتكنولوجية عظمى، و يبدو أنها اقتربت من تحقيق ذلك في كثيرٍ من النواحي، مما أشعل فتيل التنافس بينها وبين الغرب عموماً والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً.

الصراع الخفي الدائر بين بكين وواشنطن سوف يطبع القرن 21، وفي ظل احتدام المبارزة الصينية الأميركية يتساءل كثر عن موقف أوروبا، فالضبابية والواقعية المفرطة والسذاجة في التعامل السياسي لم تعد مجدية بل أصبحت خطيرة، وقد حان الوقت لكي تتخذ أوروبا مواقفاً صارمة  تجاه الصين، بحسب مجلة بوليتيكو.

تغيير سياسات أوروبا تجاه الصين لا يعني بالضرورة ذوبانها الكلي في أجندة الولايات المتحدة الأميركية، بل يمهد إلى تشكيل رؤية مشتركة وفريق عمل متجانس وقوي، يؤسس لشراكة في القيادة من أجل بناء عالم غربي أفضل، كما اقترح الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

ولا شك لأن هجوم مناصري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على مبنى الكونغرس من أجل محاولة قلب نتائج الانتخابات، كان بمثابة جرس الإنذار ومؤشراً على الوهن الذي أصاب الديمقراطيات الغربية، وعزز من ضرورة تحرك الغرب من أجل حماية أنظمته.

وفي هذا السياق تقول البوليتيكو أن على الغرب العمل على خلق نموذج جاذب مجدداً يحافظ على التميز عن الدول الغير ديمقراطية، ويساهم في مواجهة الصين.

الاستراتيجية المشتركة المنشودة لمواجهة الصين تعمل على ثلاثة مستويات: الاقتصاد، الأمن، والتكنولوجيا، وعلى أوروبا اغتنام فرصة ترؤس جو بايدن للولايات المتحدة من أجل تدعيم العلاقات الثنائية والمباشرة بالتنسيق استراتيجياً في هذا السياق.

كما أن التوصل إلى اتفاقية تجارة شاملة وصحية  بين أميركا وعواصم القارة الأوروبية، من شأنها تدعيم اقتصاد كافة الأطراف و التخفيف من تأثير بكين إقتصاديا وفقاً للبوليتيكو، وفي هذا الجانب تبدو اتفاقية التجارة الحرة هي المثلى.

وعلى الصعيد التكنولوجي ينبغي على الغرب وضع معايير وقوانين ضابطة قبل سيطرة الصين، والتى تسعى لتعويض خسارتها للثورة الصناعية من خلال تصدر حقبة الثورة التكنولوجية.

ووفقاً للمجلة الأميركية، فإن بكين مقتنعة بأن السيادة الاقتصادية والعسكرية في المستقبل، سيكون بيد الأكثر تقدماً على مستوى الذكاء الإصطناعي والهندسة الحيوية وغيرها من القطاعات التكنولوجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى