الشرق الأوسط

«الكوماندوز الصومالي».. مصير غامض بعد الانسحاب الأميركي

 

منذ إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب الجنود الأميركيين من الصومال، والغموض يلف مصير وحدة شبابية عسكرية عمل الجيش الأميركي على تدريبها وتسليحها لسنوات من أجل مواجهة «حركة الشباب» التابعة لتنظيم القاعدة.

لواء الداناب الصومالي يتخوف من أن يذهب إلى طي النسيان مع استكمال انسحاب القوات الأميركية كاملًا يناير المقبل.

قلق وخوف

صحيفة «واشنطن بوست» أفادت أن ضباط «الداناب» الحاليون والسابقون يخشون مصير فرقتهم المجهول وتعرضهم للتدخل السياسي من قبل الحكومة الصومالية وخسارة مكاسب أمنية حققوها خلال السنوات الأخيرة.
حسين شيخ علي المستشار الأمني السابق للرئيس الصومالي ورئيس معهد هيرال للأبحاث أكد أن توقيت انسحاب الولايات المتحدة من منطقة الداناب سيئ للغاية. ضابط من منطقة داناب في مدينة جالكايو وسط البلاد عبر عن قلقه إزاء هذا الخروج أيضاً وقال:«خوفي الأكبر هو فقدان ثقة الناس فينا واعتقادهم بأننا نقاتل من أجل الطبقة السياسية ليس من أجلهم»، وأضاف«لا نثق في سياسينا تماماً كما معظم الناس يفعلون».
من جانبها، قالت كريستينا غيبسون المتحدثة باسم القيادة الأميركية في إفريقيا، إن الجيش الأميركي لن ينهي علاقته المهمة مع الداناب لكن خطط تدريب محددة لا تزال قيد التطوير.

قوة الكوماندوز

أنشأت الولايات المتحدة لواء الداناب في 2013، وهو قوة كوماندوز تابعة للجيش الصومالي، ليس له أي تدخل في الشؤون السياسية للبلاد، يضم نحو1150 فرداً تدربوا على يد قوات أميركية خاصة على مدى العقد الماضي لمحاربة القاعدة. وقد استثمرت واشنطن مليارات الدولارات في سبيل ذلك وأصبح الفرقة الأهم والأنجح في مواجهة حركة الشباب رغم تفوق عدد مقاتليها واحتوائها شبكة واسعة من المخبرين والمؤيدين.ويؤكد مسؤولون في الكوماندوز أن أميركا وحدها فقط من يمنع أي تدخل سياسي في شؤونها الداخلية والقتالية. ورغم أنه لم يحدث أي تدخل من ذلك إلى أن الظروف الحالية مواتية وقد تسمح بذلك.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت أن الرئيس دونالد ترامب أمر بسحب معظم القوات الأميركية من الصومال، مع ضرورة استكمال الانسحاب بحلول 15 يناير المقبل، ضمن عملية انسحاب عالمية تتضمن أيضاً تقليص العدد في أفغانستان والعراق، قبل مغادرة ترامب البيت الأبيض. الأمر الذي أثار قلق السلطات الصومالية، حيث قال الرئيس محمد عبد الله محمد إن الدعم الأميركي مكننا من محاربة حركة الشباب بشكل فعال وبالتالي لا يمكن تحقيق هذا النصر إلا من خلال التعاون المستمر مع واشنطن.
ويوجد نحو 700 جندي أميركي في الصومال تتركز مهمتهم في مساعدة القوات المحلية على مواجهة حركة الشباب المتشددة والمرتبطة بتنظيم القاعدة.
وانسحبت الولايات المتحدة بالفعل من مدينتي بوساسو وجالكايو الصوماليتين في وقت سابق من هذا العام، وحتى الشهر الماضي كانت القوات الأميركية لا تزال في مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية وقاعدة بيلدوجلي الجوية وفي العاصمة مقديشو.
وفي السياق قال البنتاغون إنه سيتم نقل عدد لم يتم تحديده من القوات في الصومال إلى دول مجاورة مما يسمح لها بتنفيذ عمليات عبر الحدود، وسيتم تكليف قوات أخرى بمهام خارج شرق أفريقيا.

مواجهات مستمرة

ويشهد الصومال حرباً أهلية منذ أوائل التسعينات لكن على مدار العقد الماضي استعادت قوة حفظ السلام المدعومة من الاتحاد الإفريقي والقوات الأميركية السيطرة على مقديشو وأجزاء كبيرة من البلاد من حركة الشباب. ويأتي هذا الانسحاب في وقت صعب بالنسبة للبلاد التي تجري انتخابات برلمانية ورئاسية قريبة.
وتحارب حركة الشباب منذ أكثر من عشر سنوات من أجل إقامة حكم بناء على تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، وكثيراً ما تشن هجمات بالأسلحة النارية وتفجيرات على أهداف عسكرية ومدنية كما هاجمت أهدافا إقليمية لا سيما في كينيا. وأسفر هجوم على قاعدة عسكرية أميركية في كينيا عن مقتل ثلاثة أميركيين في وقت سابق هذا العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى