تقارير

«الشيوخ» قد يكتفي بتوبيخ ترامب بعد تعذّر حشد 17 صوتاً جمهورياً لإدانته

بايدن يحارب التمييز العرقي.. وسيدعو إلى قمة حول المناخ في أبريل

ولاء عايش- 

باتت إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتحريض مؤيديه على اقتحام الكابيتول أمراً مستبعداً بالفعل، إذ يبحث أعضاء في مجلس الشيوخ عن طريقة تكتفي بتوجيه توبيخ إلى ترامب بعد تعذر حشد تأييد 17 جمهوريا لإدانته في المحاكمة المنتظرة الشهر المقبل.
ونقل موقع «أكسيوس» أن تيم كين السيناتور الديموقراطي والجمهورية سوزان كولينز يسعيان لصياغة قرار يوافق عليه الحزبان لتوجيه التوبيخ.
وذكر الموقع أن بعض الديموقراطيين غير مهتمين بهذا المقترح إذا لم يصرح ما لا يقل عن 10 أعضاء جمهوريين علنا بدعمهم له، وهو ما يضمن حصوله على 60 صوتا اللازمة لتمرير التشريعات الرئيسية في المجلس، كما أن المقترح مطروح منذ أسابيع، لكن المناقشات بين أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين بشأنه أصبحت أكثر جدية بعد أن صوت 45 جمهوريا لمصلحة اقتراح برفض محاكمة ترامب، لأنه خارج منصبه الآن.
في غضون ذلك، أدى أعضاء مجلس الشيوخ القسم بصفتهم لجنة محلَّفين، ضمن مجريات محاكمة ترامب. كما أدى باتريك ليه، السيناتور الديموقراطي، القسم ليشرف على مجريات المحاكمة بدلا من كبير قضاة المحكمة العليا جون روبرتس الذي لم يحضر.
وهذه النقطة الأخيرة تحديدا هي ما اعترض عليه السيناتور الجمهوري الليبرالي راند بول، معتبرا أن هذه المحاكمة غير دستورية لأن ترامب لم يعد في منصبه. وصوت 55 عضوا برفض الاعتراض مقابل 54 صوتا مؤيدا له. ورغم فشل مساعي السيناتور بول، فإن تأييد 45 جمهوريا يشير إلى تضاؤل فرص إدانة ترامب.
إلى ذلك، وبعد أن ترأس ليهي، السيناتور الديموقراطي، البالغ من العمر 80 عاماً، مراسم أداء أعضاء مجلس الشيوخ اليمين القانونية نقل إلى المستشفى بعد شعوره بإعياء ووضع تحت المراقبة في إجراء احترازي.

هويات المقتحمين

في سياق متصل، أعلن مايكل شيروين المدعي العام في العاصمة واشنطن أن وزارة العدل حددت هوية 400 شخص يشتبه بضلوعهم في أحداث اقتحام مقر الكونغرس، مشيرا إلى اعتقال 135 منهم، وأضاف شيروين أن الوزارة لا تملك حتى الآن ما يكفي من الأدلة لتوجيه تهم لكل المشتبه بهم، مؤكدا أن تلك الأدلة قد تتوفر قريبًا.

قرارات بايدن وسياسته

في المقابل، يمضي الرئيس الأميركي جو بايدن في إصدار القرارات وتنفيذها، لا سيما في ما يتعلق بشؤون بلده المنقسم، وأعلن أنه سيعمل على مواجهة التمييز وإنهاء عدم المساواة العرقية في الولايات المتحدة قائلاً: «حان الوقت لمواجهة العنصرية». وشدد الرئيس على ضرورة مواجهة تفوق العرق الأبيض، مشيراً إلى أن روح جورج فلويد، انتزعت منه والعالم يشاهد، لهذا سيتم العمل على إحراز تقدم ملموس للتخلص بشكل فعال من التمييز المنهجي في كل مكان إن كان في البيت الأبيض، أو الحكومة.
وفيما يتعلق بتولي المهام الخارجية، دخل توني بلينكن إلى الساحة بتفويض واسع من الكونغرس لترجمة توجهات إدارة بايدن من خلال ترميم التحالفات والعودة إلى الساحة الدولية، وتصحيح مسار العلاقات الملتبسة مع كل من روسيا والصين، ومحو الآثار الترامبية.
وقد تتبنى إدارة بايدن في تعاطيها مع الصين نهجاً معتدلاً، مع اجماع على وجوب التشدد معها، خصوصاً في مجالي التجارة وسرقة التكنولوجيا، من دون معاداتها.
وما بين الأولويات والتأجيل، قررت الإدارة إعادة فتح مكتب البعثة الفلسطينية في واشنطن مع استئناف المساعدات للجانب الفلسطيني.
وفي ما يتعلق بروسيا، حذّر جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أول اتصال بينهما، بشأن التدخل في الانتخابات، وأصدر البيت الأبيض بياناً أكد أن الرئيس كان واضحاً في أنّ الولايات المتحدة ستتصرف بحزم للدفاع عن مصالحها الوطنية، ردّاً على أي أفعال من روسيا قد تضرّ بها أو بحلفائها.
وناقش الرئيسين الهجوم السيبيري الكبير على شركة سولار ويندز، والتقارير التي تقول إن روسيا وضعت مكافآت مقابل قتل جنود أميركيين في أفغانستان، وموضوع تسميم المعارض أليكسي نافالني. وأشار بايدن إلى أنه سيكون أكثر قسوة مع بوتين من ترامب، لا سيما حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
وعقب مكالمته مع بايدن قدم الرئيس بوتين مشروع قرار لتمديد المعاهدة الجديدة للاسلحة الاستراتيجية (نيو ستارت) لخمس سنوات، وصادق مجلس النواب الروسي على القرار غداة التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة مع الولايات المتحدة بعد أن كانت المفاوضات حول المعاهدة معطلة في عهد دونالد ترامب.
ويشكل تمديد المعاهدة أول تقدم دبلوماسي بارز منذ سنوات بين الولايات المتحدة وروسيا. ورحب بوتين بتمديد العمل بالمعاهدة ووصفها بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح».

قمة حول المناخ 

وفي سياق آخر، أعلن الرئيس جو بايدن تجميد منح التراخيص للتنقيب عن المحروقات في الأراضي والمياه الفدرالية، إضافة الى تنظيم قمة دولية حول المناخ في ابريل، وفق بيان للبيت الابيض. ووقع بايدن قرارا يفصل هذه الاجراءات وبينها تنظيم الولايات المتحدة قمة للقادة حول المناخ في 22 أبريل الذي يصادف «يوم الارض» والذكرى الخامسة لتوقيع اتفاق باريس الذي انضمت اليه واشنطن مجددا.
وصاغت إدارة بايدن نصا يفرض تجميدا للحصول على حقوق امتياز جديدة لعمليات حفر نفطية وغازية في الأراضي والمياه التي تملكها الحكومة. ومع أن قرار التجميد لن يؤثر في حقوق الامتياز الممنوحة سابقا، إلا أنه يسمح لجو بايدن بالإيفاء بأحد وعوده الانتخابية.

تعليق «تجميد ترحيل المهاجرين»

في المقابل، واجه بايدن اول تحد لقراراته، حيث أمر قاض فدرالي أميركي سلطات الهجرة في الولايات المتّحدة بأن تعلّق مؤقتاً تطبيق القرار الذي أصدرته إدارة بايدن وجمّدت بموجبه لمدّة مئة يوم عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من البلاد، في انتكاسة للرئيس الديموقراطي.
وكانت حكومة ولاية تكساس التي يسيطر عليها الجمهوريون تقدّمت بدعوى مستعجلة تطلب فيها وقف العمل بالقرار، وقد ردّ القاضي درو تيبتون على هذا الطلب بأن أمر بتعليق العمل به ريثما يبتّ بأساس الدعوى. وبرّر القاضي قراره بأنّ «تكساس أظهرت أنّ لديها فرصة للفوز» بالدعوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى