الشرق الأوسط

أول «رسالة حزم» ضد إيران في عهد بايدن

«بي ـــ 52» فوق الخليج.. رغم أجواء التفاوض

خالد جان سيز

للمرة الأولى منذ تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، حلّقت قاذفات «بي – 52» فوق الخليج العربي، في خطوة أكدت القيادة الأميركية الوسطى أنها تهدف إلى إظهار مدى الحزم الأميركي، مشددة على التزام واشنطن أمن الشركاء والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

وأكد مسؤول عسكري أميركي لصحيفة وول ستريت جورنال أن القوات الأميركية متمسّكة بموقف دفاعي دائم، لردع أي عدوان في المنطقة، وتعزيز الأمن الإقليمي وطمأنة الحلفاء، مبيناً أن «التهديد الإيراني انحسر، لكن البنتاغون لا يزال يقظاً لأي احتمال».

ونقلت الصحيفة عن المسؤول: «هناك مخاوف من محاولات إيرانية لضرب الأميركيين في العراق، ومحاولة طهران شن هجمات ضد حلفائنا في المنطقة، جرى رصد تحرّكات إيرانية لشن هجمات، وردع إيران سيتيح للبيت الأبيض اتخاذ قرارات جديدة بشأنها».

واعتبرت الصحيفة أن تحليق «بي – 52» مجدداً فوق الخليج العربي، هو استعراض للقوة ضد إيران، مبينة أن تلك الطلعة الجوية هي السادسة منذ نوفمبر، والثالثة منذ يناير، حين تكثّفت الطلعات الجوية، على ضوء المخاوف والمعلومات الاستخبارية من إمكانية قيام طهران بأي عملية انتقامية في الذكرى الأولى لمقتل القائد السابق لـ «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بغارة أميركية في محيط مطار بغداد في يناير 2020.

وخلال الأشهر الماضية، عززت واشنطن وجودها العسكري في الشرق الأوسط، في عرض للردع، شمل إرسال «بي – 52» ذات القدرة النووية أكثر من مرة، والإعلان عن عبور غواصة نووية قرب الخليج العربي، وتمديد إقامة حاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» في المنطقة.

حرب نفسية

في المقابل، أكدت إيران عدم رغبتها في الدخول بحرب، لكنها شددت على انها ستدافع عن نفسها ضد أي تهديد.

وقال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن بلاده ستنفّذ التزاماتها النووية وفق شروط، مؤكداً أن الإدارة الأميركية الجديدة مستقلة، وأن القرار الأميركي لم يعد بيد الكيان الصهيوني، وذلك ردّاً على إقرار الكيان الصهيوني بوضع مخططات وسيناريوهات للتعامل مع المحاولات الإيرانية لتطوير قنبلة نووية.

وأردف: «تهديدات الكيان الصهيوني جزء من حرب نفسية لا قيمة لها، وإن القيادة الإيرانية لن تتردد في الدفاع عن بلادها». وتابع: «أن يشنّ الكيان حرباً نفسياً. عملياً، ليست لديه أي خطة؛ أي قدرة، وهو غير قادر على مهاجمة إيران». وأضاف: «من أجل الدفاع عن إيران، قواتنا المسلحة مدرّبة. المناورات المختلفة التي قمنا بها هي دليل على أن لا نية لدينا بالاعتداء». لكنه استدرك: «لا نية لدينا في الدخول في حرب، لكننا سندافع عن بلادنا».

وأجرى الحرس الثوري والجيش الإيرانيان سلسلة مناورات عسكرية امتدت على نحو أسبوعين، شملت تمارين عدة، مثل استخدام الطائرات المسيّرة، وإطلاق صواريخ بالستية، وإنزال مظلّيين.

وتطالب إيران الولايات المتحدة برفع «غير مشروط» للعقوبات، مؤكدة أنها ستعاود تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي بمجرد عودة الأطراف الأخرى في الاتفاق، لا سيما واشنطن، لتعهداتهم.

خطط عملانية

وتأتي هذه التعليقات بعيد كشف رئيس أركان الكيان الصهيوني أفيف كوخافي أنه جرى إعداد مخطط دقيق لشن هجوم عسكري محتمل على إيران من شأنه أن يحبط أي محاولات للاقتراب من امتلاك قنبلة نووية. وفي كلمة علنية نادرة، أكد كوخافي أنه طلب من فرقه العمل وضع خطط جديدة للتصدّي لما وصفه بأنه تهديد نووي إيراني، في حال اتخذ قرار سياسي باستهداف طهران، مشدداً على معارضته العودة إلى الاتفاق النووي، حتى لو تم إدخال تعديلات عليه، وطالب بإبقاء العقوبات المفروضة على طهران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى