الشرق الأوسط

قتيل وجرحى في الليلة الثالثة من الإشتباكات في طرابلس-لبنان

جان ماري توما-

أفادت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسميّة أنّ الليلة الثالثة من الإشتباكات في طرابلس- لبنان، أسفرت عن قتيل شاب وأكثر من 220 جريج.
في اليوم الثالث على التوالي تشهد طرابلس احتجاجات على الوضع المعيشي السيّئ والذي تفاقم مع الإغلاق التام للبلاد بسبب جائحة كورونا. لتتطوّر هذه التظاهرات في ساعات الليل إلى اشتباكات بين المواطنين والقوى الأمنيّة.

الإشتباكات
أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على المتظاهرين الذين ألقوا الحجارة وزجاجات المولوتوف على سرايا مدينة طرابلس، ثاني أكبر مدن لبنان. مع تقدّم المساء، اشتدت الاشتباكات حيث أطلق أفراد قوى الأمن الداخلي والجيش الرصاص المطاطي فيما يواصل المتظاهرون استخدام القنابل الحارقة في محاولة لاقتحام المبنى الحكومة.

أفاد الصليب الأحمر اللبناني بنقل 35 جريحًا إلى المستشفى وعلاج 67 في مكان الحادث. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن عدد الجرحى بلغ 226 من المدنيين وأفراد الأمن.

قطع متظاهرون آخرون عدة طرقات في المدينة بالحجارة وصناديق القمامة.
وأصيب ما لا يقل عن 75 متظاهرًا و57 من أفراد الأمن في اشتباكات ليلية مماثلة يومي الاثنين والثلاثاء.

قال المتظاهر محمد عز الدين (20 عاما) لوكالة فرانس برس «نحن هنا لنطلب الطعام. الناس جياع… حان الوقت لأن يخرج المواطنين إلى الشوارع».

أفقر مدينة في لبنان يزيدها الكورونا بؤسًا
طرابلس بالفعل واحدة من أفقر المناطق في لبنان وأتت جائحة فيروس كورونا لتزيد السكان بؤسًا في ظلّ أزمة اقتصادية مزمنة.
لقد تُرك العديد من سكانها من دون دخلٍ منذ أن فرض لبنان إغلاقًا كاملاً في وقت سابق من هذا الشهر، في محاولة لوقف زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا ومنع المستشفيات من العبء.

نذكّر أنّ حظر التجول يسري على مدار الساعة في جميع أنحاء البلاد ويقتصر التسوّق على المواد الغذائية ولكن فقط عبر خدمة الديليفيري، والتي لا تتوفر غالبًا في المناطق الفقيرة.
كما مدّدت السلطات الإغلاق لمدة أسبوعين حتى 8 فبراير.

إذًا، حاول محتجّون اقتحام سرايا طرابلس، فيما تجمّع آخرون في ساحة النور وسط المدينة، الذي يمثّل مسرح تظاهرات حاشدة ضد الطبقة السياسيّة بدأت منذ أواخر عام 2019.

أكّد متظاهر بالغ من العمر 25 عامًا يرتدي قناعًا: «اتخذنا قرارًا بمواصلة تحركنا مهما كانت التكلفة… لأنه لم يتبقَّ لنا شيء لنخسره».
وتابع: «نحن نعيش في ظروف بائسة. طرقت كل باب لكني لا أجد عملا».

ضحيّة الفقر والجوع
استمرّت الإشتباكات لساعات، ليصحى البلد في اليوم التالي على خبر وفاة متظاهر متأثّرًا بجروحه التي أصيب بها أثناء الإحتجاجات.
عرّفت الوكالة الوطنية للإعلام على الضحيّة فقط بالأحرف الأولى من اسمه O.T، ولم تحدّد طبيعة إصاباته. لكن حسب الناشطين، إنّ القتيل هو عمر طيبة (30 عامًا) وتوفّي في المستشفى بعد إصابته بعيار ناري، وفق ما ورد في موقع «ديلي ستار». ولم يصدر تعليق فوري من قوى الأمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى