5 أسباب أدت إلى تحوُّل بريطانيا بؤرةً لـ«كورونا»

محرر الشؤون الدولية-
«من المبكر جدا تخفيف التدابير الصحية رغم تراجع عدد الإصابات في عدد كبير من الدول»، هذا ما أوصت به الإدارة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، حيث قال المدير الإقليمي للمنظمة هانس كلوغه، إن «30 دولة من أصل 53 في المنطقة شهدت تراجعاً كبيراً لمعدل الإصابة التراكمي على مدى 14 يومًا رغم أن معدلات العدوى في كل أنحاء أوروبا لا تزال مرتفعة». وأضاف أن «هذا الأمر له تداعيات على أنظمة الصحة».
ورغم امتلاكها نظاماً صحياً يفترض أنه قوي، وله شهرة عالمية تجعل الناس تأتي من أنحاء العالم للعلاج فيها، تحولت بريطانيا إلى بؤرة فيروس كورونا في أوروبا.
واحتلت بريطانيا المركز الخامس عالمياً من حيث عدد الإصابات، والثاني أوروبياً بعد روسيا، وبلغ عدد المصابين بكورونا في بريطانيا أكثر من 3 ملايين و715 ألف شخص (أي نحو %5.4 من السكان) وكسرت الوفيات حاجز 100 ألف شخص.
صحيفة الغارديان البريطانية استعرضت خمسة محاور تسببت في هذا الارتفاع بعدد الوفيات، وهي: الصحة العامة للمواطنين في البلاد، ودور رعاية المسنين، وخطط الحكومة المتعلقة بالإغلاق، والسلالة الجديدة من الفيروس، والامتثال للاختبارات وتتبع الحالات.
1 – الصحة العامة للمواطنين: خاضت بريطانيا المعركة ضد جائحة كوفيد 19 بينما كانت الصحة العامة لمواطنيها في حالة سيئة في كثير من الجوانب، ففي عام 2018، كانت نسبة السمنة بين البالغين %28. ووصلت نسبة الوفيات الناتجة عن السمنة ثلاثة أضعاف عن المدة نفسها، وقد حددت السمنة ضمن عوامل الضعف عند مواجهة الوباء، وكانت أمراض السكر من الاعتلالات المشتركة الأخرى الآخذة في الزيادة، يضاف إلى هذا أن بريطانيا لديها نسبة معتبرة من ذوي الأعمار الكبيرة.
2 – كوارث دور رعاية المسنين: أكثر من 26 ألف شخص في دور رعاية المسنين توفوا بسبب الفيروس في بريطانيا، غالبيتهم خلال الموجة الأولى. وشهد شهر مايو الماضي وفاة 16 ألف شخص. في المقابل، توفي أقل من 3 آلاف من المقيمين في دور الرعاية بألمانيا، ولم تكن هناك أي وفيات بينهم في هونغ كونغ.
وكان هناك رأيٌ استشاريٌّ من قطاع دور رعاية المسنين صدر في فبراير بأن ارتداء الأقنعة ليس ضرورياً، وأن الزيارات مسموحة.
3 – خطط الإغلاق متأخرة ومترددة: قلّما وُجد انسجام بين أولويات الحكومة المزدوجة المرتبطة بحماية الشعب من مرض كوفيد وحماية الاقتصاد، ما أدى إلى شهور من الشك والريبة نظراً إلى أن القيود رُفعت تارة وشُددت تارة أخرى على نحو متواتر. وبدأت الحكومة الإغلاق الأول متأخراً للغاية. وبعد صيف شهد معدلات عدوى منخفضة، ارتفعت نسب الإصابة بالفيروس مع دخول الخريف، وبدا الوزراء مرة أخرى بطيئين في استجابتهم، واختار بوريس جونسون تدابير أقل صرامة، بما في ذلك «قاعدة الـ6 أشخاص»، وغلق المقاهي في الـ10 مساءً.
4 – السلالة الجديدة سبب ونتيجة: أشارت «الغارديان» إلى أن الإغلاق الثاني في نوفمبر بدا ناجحاً في شمال إنكلترا، لكن معدلات العدوى في مقاطعة كنت جنوب شرقي إنكلترا واصلت الارتفاع. اتضح لاحقاً أن سلالة جديدة من الفيروس – أُطلق عليها لاحقاً «بي 117» – كانت تنشط. عندما رُفع الإغلاق في 2 ديسمبر، انتشرت السلالة الجديدة. وعلمياً تحدث تحورات الفيروسات التاجية، التي ينتمي إليها «كورونا» المستجد، بسهولة أكبر عندما تكون هناك مستويات مرتفعة من نقل العدوى، ولذا فإن الإخفاق في كبح جماح الفيروس مبكراً ربما شكّل عاملاً آخر.
5 – الفشل في توسيع الاختبارات وتتبع الحالات: لم يكن نظام هيئة الخدمات الصحية البريطانية المتعلق بالاختبارات وتتبع الحالات الأفضل في العالم مثلما تمنّى الجميع. استنتج مستشارو الحكومة أنه أحدث «تأثيراً هامشياً على انتشار العدوى»؛ بسبب «المستويات المنخفضة نسبياً من المشاركة في النظام، مقترنةً بتأجيلات إجراء الاختبارات وكذلك انخفاض معدلات الالتزام بمقترحات العزلة المفروضة ذاتياً».
قدرت دراسة صادرة تأثير وجود نظام اختبار وتتبع جيد، إذ وجدت الدراسة أنه إذا اكتُشفت %80 من الحالات وأُجريت اختبارات فورية بعد الأعراض الأولية، ونُفِّذ حجر صحي للمخالطين خلال 24 ساعة، لكن دراسة صادرة عن جامعة كينجز كوليدج وجدت أن 18% فقط ممن أبلغوا عن شعورهم بأعراض «كوفيد – 19» الأساسية، عزلوا أنفسهم.
القادمون إلى دبي
في غضون ذلك، أعلنت اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، عن إدخال بعض التعديلات على البروتوكولات الوقائية المتبعة مع المسافرين وتحديداً للقادمين إلى دبي عبر مختلف منافذ الإمارة، والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأحد. وشملت التعديلات بعض الإجراءات الجديدة التي تتعلق بقدوم المقيمين ومواطني دول الخليج والسياح عبر المنافذ المختلفة للإمارة من حيث:
– إلزامهم عمل فحص مسبق قبل القدوم إلى دبي، بغض النظر عن وجهة القدوم.
– وجوب عمل فحص آخر في مطارات دبي للقادمين من دول محددة، وفق الوضع الوبائي في هذه الدول.
– تقليص صلاحية الفحص المخبري لـ«كوفيد – 19» (PCR) إلى 72 ساعة بدلاً من 96 ساعة.
الهند وكبح الإصابات
في المقابل، قالت الهند إنها تمكّنت من كبح زيادة في حالات الإصابة بـ«كوفيد – 19»؛ إذ لم تبلغ خُمس مناطق البلاد عن أي حالات جديدة منذ أسبوع، حتى رغم أن حملة التحصين لم تشمل حتى الآن سوى 2.4 مليون مواطن. ولدى الهند التي يقطنها نحو 1.35 مليار نسمة، ثاني أعلى عدد إصابات بالمرض في العالم بعد الولايات المتحدة، لكن معدل العدوى قل كثيراً منذ ذروة بلغها في منتصف سبتمبر. وأشارت بعض الدراسات إلى احتمال مناعة قطيع في بعض مناطق البلاد.
وقال وزير الصحة هارش فاردهان: «نجحت الهند في احتواء الجائحة»، مشيرا إلى أن عدد الحالات المسجلة في الساعات الأربع والعشرين الماضية يقل عن 12 ألفا.
وأضاف أن 146 منطقة من أصل 718 في البلاد لم تبلغ عن أي إصابة منذ أسبوع و18 منطقة منذ أسبوعين.
وسجلت الهند في الإجمال حتى الآن عشرة ملايين و700 ألف إصابة تقريبا.
هذا، وتعمل الهند على تصنيع لقاح أسترازينيكا البريطاني، وقد تسلّمت البحرين أمس، دفعة من لقاح «كوفيشيلد – أسترازينيكا»، الذي يتم تصنيعه في معهد سيرام؛ الشركة المصنّعة للقاح في الهند. ودعت وزارة الصحة الراغبين في أخذ تطعيم «أسترازينيكا» إلى المبادرة والتسجيل عن طريق الموقع التابع للوزارة.
الوباء عزَّز الإيمان.. والأسرة
رُبّ ضارة نافعة؛ فقد كشف استطلاع للرأي، أجراه مركز بيو للأبحاث أن جائحة «كورونا» زادت من إيمان الأميركيين والتزامهم الديني. وقال واحد من كل ثلاثة أميركيين إن الجائحة جعلت إيمانهم الديني أقوى، حسب صحيفة الغارديان. في بريطانيا، قال واحد من كل 10 أشخاص إن إيمانهم قد تعزز.
كما أظهر الاستطلاع دور فيروس كورونا تعزيز الروابط الأسرية، وقال أكثر من أربعة من كل 10 أشخاص في أسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة إن علاقتهم مع أفراد الأسرة المباشرين أصبحت أقوى. ووافقت %18 فقط في اليابان وكوريا الجنوبية على ذلك.
10 إجراءات يجب القيام بها قبل وبعد تلقي التطعيم
بينما تستعدون لتلقي اللقاح، إليكم 10 إجراءات يقترح خبراء الطب القيام بها، وأخرى عليكم تجنبها:
1 – احصل على اللقاح عندما يحين دورك.
2 – لا تدع المعلومات المضللة عن اللقاحات تشوش قرارك.
3 – احصل على اللقاح حتى لو أصبت بالفعل بالفيروس.
4 – عدم تلقي اللقاح إذا كنت مصاباً الآن بالفيروس.
5 – احصل على اللقاح حتى لو كنت لا تزال تعاني من أعراض.
6 – لا تحصل على نوع آخر من اللقاح في غضون 14 يوماً.
7 – أخبر الطاقم الطبي المولج بإعطاء اللقاح عن أي حساسية أو ردود فعل تحسسية .
8 – الانتظار لفترة تتراوح بين 15 و30 دقيقة قبل القيادة.
9 – الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح خلال الإطار الزمني الموصى به.
10 – الاستمرار في ارتداء الأقنعة وممارسة التباعد الاجتماعي بعد اللقاح.