قصة اليوم

سوري يصنع أحذية من إطارات السيارات.. للأطفال النازحين

جان ماري توما –

ذات يوم، كان جميل غنيم يتصفّح موقع يوتيوب عندما شاهد فيديو تعليميًّا يصف كيفيّة صنع الأحذية من الإطارات القديمة. هذا الفيديو كان كافيًا لإلهام الشاب البالغ من العمر 22 عامًا من قرية تفتناز في إدلب، ليقوم بتجربة بنفسه.

قال غنيم: «قرّرت مساعدة الأطفال في المخيمات وإسعادهم بصنع أحذية لهم. لذلك جمّعت الإطارات من القرية القريبة من المخيم وبدأت في تفصيلها للأطفال».

تركت الحرب السوريّة حوالي 11 مليون شخصٍ نازح، إما داخليًا أو كلاجئين منتشرين في جميع أنحاء العالم.

إنّ مشاهدة حجم الفقر في المخيمات جعل غنيم حريصًا على إتقان الحرفة. «يعيش الناس في هذا المخيم في خيام منذ عام وهم في وضع إنساني صعب. الناس هنا يحتاجون إلى كل شيء، حرفيًّا كل شيء».

كيف يقوم جميل غنيم بصنع الأحذية وإعطائها للأطفال؟
يصنع غنيم الأحذية عبر قطع الإطار إلى نصفين ثم يقوم بقياس قدمي الطفل. يأخذ قطعتين من المواد لصنع نعل الحذاء ثم يقوم بتركيب قطع أرقّ من المواد في الأعلى لتكون بمثابة أحزمة لتثبيت قدمي الطفل.
يصنع غنيم الأحذية مجانًا لمن هم في أمسّ الحاجة إليها ويتقاضى مبلغًا بسيطًا ممن يستطيع تحمّل السعر.

جَلَبَت الأحذية المبتكرة الفرح للأطفال في مخيّمات شمال سوريا. أحمد غزال، 11 عاما، شرح كيف قام زوج الحذاء بحماية قدميه من الأرض. «أعطاني جميل الأحذية مجانًا، والآن أمشي في جميع أنحاء المخيّم ولا تنخدش قدمي بالحجارة. هذه الأحذية ذات جودة أعلى من غيرها لأنها مصنوعة من مادة سميكة».

كما يعمل غنيم على تصميم يمكنه تحمل مياه الأمطار وسوء الأحوال الجوية بشكل أفضل خلال فصل الشتاء.

هذه الأحذية هي بمثابة هديّة للأطفال وبصيص أمل. لا يستطيع الكثيرون تحمل تكلفة الملابس والأحذية الجديدة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، وفق ما ورد في موقع «Middle east eye».

سمع سكان المخيمات القريبة عن مهارات غنيم وأعربوا عن اهتمامهم بصناعة الأحذية لأطفالهم. إنه مستعد للمساعدة وسعيد لأنه يحظى باحترام كبير. لكنه يأمل بأن يأتي يوم وتصبح فيه مهاراته غير مطلوبة. كان يفضّل أن يرى الأطفال في المخيمات يعيشون في ظروف أفضل: «آمل أن يعود هؤلاء الأطفال إلى منازلهم وقراهم، حتى يتمكنوا من العيش هناك من دون الحاجة إلى ارتداء هذه الأحذية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى