تقارير

«جونسون آند جونسون» يغير قواعد اللعبة ضد «كورونا»

فعال بنسبة 100 % في منع دخول المستشفى أو الوفاة

محرر الشؤون الدولية

لقاحان جديدان واعدان في الحرب ضد وباء كورونا سيدخلان قريباً ميدان التطعيم في العالم بعد نيلهما الموافقات من الجهات المختصة في اميركا واوروبا على الاستخدام الطارئ، الامر الذي من شأنه التسريع في وضع حد للجائحة. وفي هذا الاطار بدأت اولى النتائج المبشرة لحملات التطعيم بالظهور لاسيما في بريطانيا من خلال التخفيف من حدة انتشار الوباء.

اللقاحان هما «نوفافاكس» و«جونسون اند جونسون»، في حين اظهرت نتائج التطعيم ان لقاحي فايزر وموديرنا يؤمنان حماية اكبر من المعلن. ومن اللقاحات الأخرى المطروحة أسترازينيكا وسبوتنيك الروسي، وسينوفارم وسينوفاك الصينيان. ما يعني ان رقعة التطعيم ضد الوباء سوف تتسع تباعاً لاسيما من خلال منصة «كوفاكس»، التي تديرها منظمة الصحة العالمية، التي تعززت بعودة الولايات المتحدة إليها. اضافة إلى كسر المنافسة في انتاج اللقاح من خلال دخول شركات عالمية لانتاج لقاحات ناجحة، وفي هذا السياق فإن شركة نوفارتيس ومختبر سانوفي الفرنسي سينتجان لقاح فايزر.

يتوقع أن ينال لقاح «جونسون آند جونسون» ترخيص إدارة الدواء والغذاء الأميركية للأغراض الطارئة الأسبوع المقبل، حسب مجلة ناشونال جيوغرافيك، بعدما كشفت الشركة الأميركية، أنه فعال بنسبة 72 في المئة، في التجارب الأخيرة بالولايات المتحدة. وأوضحت نتائج المرحلة الثالثة إصابة 468 حالة مؤكدة من بين أكثر من 43 ألف متطوع، كان من بينهم مصابون بالسلالة المتحورة «بي.1.351» المنتشرة مؤخرًا في جنوب أفريقيا. وأظهرت النتائج تباينًا في مستوى فاعلية اللقاح من دولة لأخرى، فبلغت الفاعلية  72 % في الولايات المتحدة، و 66 % في أميركا اللاتينية وبقية العالم، بينما بلغت 57 % في جنوب أفريقيا خلال أربعة أسابيع.

وأثبت اللقاح فاعلية بنسبة  85 % في الوقاية من الأعراض الشديدة بعد أربعة أسابيع من التطعيمات لدى جميع البالغين، كما شملت النتائج من تزيد أعمارهم على 60 عامًا. وأظهر اللقاح أيضًا فعالية بنسبة 100 % في منع دخول المستشفى أو الوفاة بين المشاركين في التجربة، بعد 28 يومًا من التطعيم، وهو مقياس رئيسي عند النظر في التأثير الأوسع لكورونا على موارد الرعاية الصحية.

وقال الدكتور بروس لي أستاذ الصحة العامة بجامعة نيويورك لمجلة ناشونال جيوغرافيك ان «لقاح جونسون يمكن أن يغير قواعد اللعبة، لأنه يعطى في شكل جرعة واحدة.. وتسهل إدارته وصناعته».

وأبرز ما يميز لقاح جونسون عن اللقاحات الأخرى المطروحة في الأسواق، وأهمها فايزر وموديرنا، هو أن جرعة واحدة، وليست اثنتان، تكفي لتوفير الحماية من المرض. كما أن اللقاح يمكن حفظه في المبردات العادية لمدة ثلاثة أشهر، مقارنة بـ سالب 70 درجة للقاح فايزر. وهذه الميزات يمكن أن تساهم بشكل فعال في تقليل الفجوة الحالية في اللقاحات.

«أدينوفيروس»

ميزة أخرى أساسية هي أن لقاح جونسون آند جونسون طور آلية معروفة طبيا تسمى viral-vector أو ما يعرف بـ «ناقل الفيروس»، وهو نهج استخدمته الشركة في تطوير لقاح إيبولا. وهذا النهج لا يجعل متلقي اللقاح يشعر بعدوى شاملة، لأن الناقل لا يتكاثر داخل جسم الإنسان. بل تقتصر مهامه فقط عل نقل جين من فيروس كورونا يحمل الشفرات التي تعمل على إنشاء جزيئات من الفيروس (بروتين سبايك) تحفز الجسم على تطوير أجسام مضادة، على نقيض لقاحي فايزر وموديرنا اللذين يعتمدان تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال التي تستخدم لأول مرة في البشر.

تبديد المخاوف

وعلى غرار لقاحي فايزر وموديرنا، أبدت جونسون آند جونسون قلقها من توفير حماية قوية ضد السلالة الجنوبية الأفريقية. وتدرس الشركات الثلاث إمكانية ادخال تحديثات على اللقاح لزيادة فعاليته.

ورغم نسبة فعاليته المنخفضة نسبيا مقارنة بفايزر(95 %)، وموديرنا (94 %)، يرى باحثون أن لقاح جونسون آند جونسون بتقنيته المعهودة قد يحظى بثقة كثيرين في ظل مخاوف من تقنية الحمض الريبوزي المرسال المستخدمة في اللقاحين الآخرين. وفي حالة المصادقة عليه، قالت جونسون آند جونسون إن بمقدورها إنتاج مئة مليون جرعة بحلول يونيو.

«نوفافاكس» فعالية بـ 89 %

في المقابل، قالت شركة «نوفافاكس» إن لقاحها أثبت فاعلية تتجاوز  89 % في منع العدوى بالوباء. وذكرت شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية أن نتائج المرحلة الثالثة التي تمت في المملكة المتحدة أظهرت إصابة 62 شخصاً بالعدوى من بين 15 ألف مشارك. وأوضحت الشركة أن النتائج أظهرت أيضاً أن اللقاح كان فعالاً بنسبة 85.6 % ضد السلالة البريطانية، لكنها لم تكن بنفس الفاعلية ضد الطفرة التي ظهرت في جنوب أفريقيا.

«موديرنا» و«فايزر»

إلى ذلك، خلصت نتائج بيانات جديدة صادرة عن وزارة الصحة في الكيان الصهيوني أن فعالية لقاحي شركتي فايزر وموديرنا، ربما يكونان أكثر فعالية مما كان يعتقد في السابق وبنسبة تتجاوز 95 في المئة. ووجدت النتائج الجديدة أن نحو 0.04 في المئة فقط من مجموع الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات في الاراضي المحتلة، أصيبوا بكوفيد-19، فيما بلغت نسبة الوفيات صفر في المئة، فيما توجب إدخال 16 فقط منهم إلى المستشفى لتلقي العناية.

وفي سياق متصل، أكدت وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي أن لا علاقة بين لقاح فايزر وحالات الوفاة التي سجلت في أوساط أشخاص تلقوه وأنه لا يتسبب بآثار جانبية جديدة.

نتائج أولية لنجاح اللقاح

بدورها، قالت صحيفة التايمز البريطانية، إن تجربة المملكة المتحدة مع لقاح كورونا قد تكون مبشرة، إذ نجحت حملة التطعيم الواسعة التي نفذتها لندن بالفعل في التخفيف من حدة انتشار الوباء. وقال نائب رئيس اللجنة المشتركة للتطعيم أنثوني هارندين، للصحيفة إن بحثاً من المقرر نشره خلال أيام، سيوفر أدلة من الواقع على أنَّ اللقاح قد آتى مفعوله في حماية البريطانيين، بما في ذلك اقتراحات أنَّ تأثير اللقاح يستمر بناؤه حتى شهر بعد الجرعة الأولى.

حيث أظهرت الإحصائيات الرسمية، أنَّ 8 ملايين بريطاني تلقوا اللقاح، ما يعني أنَّ هيئة الخدمات الصحية الوطنية حققت أقل من  50 % من هدفها في تحصين الفئات الأربع الأكثر عرضة لخطر الإصابة بحلول فبراير 2021.

وفيما يُعتقَد أنَّ الحماية التي يوفرها اللقاح تحتاج إلى شهرين لبنائها، أوضح هارندين أن التلقيح على نطاق واسع أسهم في خفض عدد الإصابات، وتشير البيانات الأولية إلى فاعلية اللقاح من الجرعة الأولى في كل من كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، والبالغين الأصغر سناً. ويبدو أن التأثير يزداد بمرور الوقت. من الممكن الحصول على حماية أقوى وأفضل على المدى الطويل من خلال جرعة ثانية متأخرة.

وقال هارندين: «البيانات ليست نهائية؛ لأنها لا تعكس سوى 4 أسابيع فقط من برنامج التطعيم، ولا ترتكز إلا على لقاح فايزر».

وفي الولايات المتحدة، بين التطعيمات والمناعة الطبيعية لأولئك الذين تعافوا من العدوى، فإن حوالي  12 %، أو حتى ما يصل إلى ثلث الأميركيين، لديهم بعض المناعة ضد كورونا، وفقًا لتحليل أجرته «سي ان ان».

متى تعود الحياة؟

ما إن بدأ مشوار التطعيم بلقاحات كورونا حتى أصبح سؤال العودة إلى ما قبل الوباء يتردد بقوة، فهل هناك إطار زمني واضح لتحقيق تلك الأمنية؟ العلماء أجروا أبحاثهم ويتفقون إلى حد كبير على أنَّه من غير الواقعي الرهان على كون اللقاح رصاصة سحرية تقضي على الجائحة، ويقولون إنَّ وسائل الوقاية من فيروس كورونا، مثل الكمامات والتباعد الاجتماعي، على الأرجح ستبقى كما هي لعدة أشهر على الأقل. وفي هذا الاطار أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستيكس، إغلاق بلاده لحدودها بدءا من الأحد، أمام الرحلات الآتية من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي «ما لم يكن هناك مسوّغ قاهر». وتدرس الحكومة الفرنسية عدة سيناريوهات من بينها فرض إغلاق صارم جديد.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنّه سيتعيّن على المسافرين الوافدين إلى كندا قضاء فترة حجر صحّي في الفنادق على نفقتهم الخاصّة، وأنّه سيتوجّب على شركات الطيران الكنديّة تعليق رحلاتها الجوّية إلى بلدان أميركا الجنوبيّة.

وفي الامارات، أعلنت إمارة أبوظبي عن تحديث إجراءات دخول الإمارة حسب نوع فحص كوفيد-19 تعزيزاً للإجراءات الاحترازية الاستباقية لاحتواء العدوى، وسيبدأ تطبيق هذه الإجراءات من يوم الإثنين.

لا تتناولوا المسكنات بعد اللقاح للحفاظ على الأجسام المضادة

في ظل حملات اللقاح ضد فيروس كورونا، لجأ بعض الأشخاص لتفادي الآثار الجانبية النادرة للجرعة، بتلقي أدوية مسكنة، الأمر الذي لا ينصح به الخبراء، وفقاً لموقع «أي بي سي نيوز». ويعاني بعض متلقي اللقاح من آثار جانبية وهي: الألم المؤقت والتورم في موقع الحقن، الحمى، القشعريرة، التعب، آلام العضلات، وآلام الرأس، وهي التي طرحت التساؤل حول إمكانية اللجوء إلى مسكنات الألم الشائعة والتي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين (أدفيل) مسبقاً.

وفي هذا الخصوص، قال خبراء إنّ «هذه الأدوية قد لا تخفف الألم فحسب، بل تعطّل فعالية اللقاح بشكل كامل»، وفقاً للموقع.

كما أشار الدكتور سيمون وايلدز، أخصائي الأمراض المعدية في مركز ساوث شور الطبي، إلى أنّه «لا يوجد بيانات كافية حول تأثير استجابة الأجسام المضادة التي يحدثها اللقاح بالمسكنات، ما يدفعنا للتحذير من تناولها، حفاظاً على الأجسام المضادة».

ونُقل عن دراسة من جامعة ديوك أنّ «الأطفال الذين تناولوا مسكنات الألم قبل الحصول على لقاحات الطفولة لديهم أجسام مضادة أقل من أولئك الذين لم يتناولوا الأدوية».

4 أعراض للمتحوّر البريطاني

توصّل مسح بريطاني جديد إلى 4 أعراض هي الأكثر شيوعا مع السلالة البريطانية المتحورة الجديدة من فيروس كورونا المستجد.

وأجرى هذا المسح مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني، بالشراكة مع جامعة أكسفورد وجامعة مانشستر ومنظمة الصحة العامة بإنكلترا و«ويلكوم ترست»، وشمل تحليلا لخصائص المصابين بـ «كوفيد 19» في إنكلترا من 15 نوفمبر الماضي حتى 16 يناير الجاري.

ووفقا للمسح، فإن أبرز الأعراض المبلّغ عنها في السلالة البريطانية من كورونا هي:

1- السعال

2- التهاب الحلق

3- التعب

4- ألم العضلات

وكشف المسح عن أن فقدان حاستي التذوق والشم أقل شيوعا بكثير في المصابين بالسلالة الجديدة من غيرهم. كما انه ليس هناك دليل على وجود اختلاف في الأعراض الخاصة بالجهاز الهضمي أو ضيق التنفس أو الصداع.

«الأوروبي» يتراجع عن قراره بتقييد تصدير اللقاحات

أقرت وكالة الأدوية الأوروبية استخدام لقاح «أسترازينيكا» بالتزامن مع الخلاف بين السلطات الأوروبية وشركة الأدوية، بعد اتهام الاتحاد الأوروبي لـ«أسترازينيكا» بمخالفة التزاماتها الخاصة بتسليمات اللقاح. وسبق أن هدد الاتحاد الأوروبي بتقييد صادرات اللقاحات إلى أيرلندا الشمالية بتعليق بند من اتفاق «بريكست» مع بريطانيا، يسمح بالتدفق الحر للسلع عبر الحدود الأيرلندية، لكنه تراجع عن موقفه بعدما عبّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن «قلقه البالغ».

غير أن الاتحاد تراجع عن تهديده بتقييد صادرات اللقاحات، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية من «النزعة القومية» في ما يتعلّق باللقاحات.

بدوره، قال كبير خبراء الأوبئة المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي إن تفشي السلالات المتحورة يمثل «نداء استفاقة» للتحرك بشكل أسرع نحو نشر اللقاحات على نطاق واسع. وقال فاوتشي: «إنه دافع للقيام بما كنا نقوله طيلة الوقت: إعطاء اللقاح لأكثر عدد ممكن من الناس، بأسرع ما يمكننا». وحذّر من أن تتحول الطفرات لتشكّل عقبة أمام الإمكانات الحالية لعلاجات كورونا واللقاحات الواقية من المرض للحد من انتشاره، فيما لو استمرت في التفشي.

علامات في اللسان تدل على الإصابة

كشف بحث جديد أجري في مستشفى ميداني في اسبانيا أن اللسان المتورم قد يكون علامة على الإصابة بكورونا المستجد في أحدث عارض يدل على الفيروس القاتل.

ونقل تقرير من «بزنس إنسايدر» أن الباحثين تابعوا 666 مريضا بالتهاب رئوي خفيف أو معتدل في المستشفى الاسباني، ولاحظوا أن واحدا من كل أربعة مرضى اشتكى من تغيرات في لسانه. ووفق التقرير، فقد شملت التغيرات في اللسان التورم، والقروح والبقع المشوهة، كما اشتكى بعضهم من حرقة في لسانه.

وقال الباحثون إن أعراض اللسان تأتي غالبا مع أعراض أخرى مثل فقدان حاستي الشم والتذوق.

وأكد الباحثون أنهم غير متأكدين إن كان العارض الجديد منتشرا بشكل كبير أو أنه يدل على درجة شدة المرض.

ووجدت الدراسة أيضا أن حوالي 40 في المئة من المرضى يعانون من مشاكل الجلد على راحة أيديهم أو باطن أقدامهم. وشملت هذه المشاكل حرقة واحمرارا، وتقشرا للجلد. وظهور مثل هذه الأعراض عند المصابين بفيروس كورونا لا يزال غير مفهوم، وفق العلماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى