مرشح بايدن الخاص بإيران نذير شؤم على السوريين
وقف في وجه معاقبة الأسد وانتقد مساعدة المعارضة

ولاء عايش
لا تزال الأوراق المتعلّقة بملف الأزمة السورية مبعثرة، ولا يزال كثيرون لا يبدون تفاؤلاً حيال موقف الإدارة الأميركية الجديدة تجاه دمشق، لا سيما بعد تعيين روبرت مالي المبعوث الخاص إلى إيران.
صحيفة واشنطن بوست، حذَّرت من عواقب هذا التعيين، قائلة إن مالي سيعقد مقاربة الرئيس جو بايدن في سوريا، موضحة أن مسؤولين سابقين في إدارة أوباما أكدوا أن مالي عارض دعم الحركة السورية المؤيدة للديموقراطية، كما وقف في وجه اتخاذ تدابير عقابية بحق الرئيس بشار الأسد، سعياً منه إلى حماية مفاوضات الاتفاق النووي إلى حدّ ما، كما أن الأخير انتقد في 2018 المساعدات الأميركية للمعارضة السورية.
وتابعت الصحيفة أن عدداً كبيراً من السوريين يخشون معارضة مالي فرض العقوبات على الأسد ومساعدة المعارضة، كما يتخوّفون أيضاً من مخاطر العودة إلى الاتفاق النووي، الأمر الذي سيؤدي إلى إهمال الملف السوري ودفع إدارة بايدن إلى التقليل من شأن أنشطة إيران الخبيثة بما فيها نقل الصواريخ إلى «حزب الله».
في الإطار نفسه، بيّنت الصحيفة أنّ آراء مالي في ما يتعلق بدمشق تتعارض مع مسؤولين كبار في إدارة بايدن، بمن فيهم وزير الخارجية أنطوني بلينكن، مذكراً بموقف سابق للأخير. بلينكن يرى أنّ إدارة أوباما فشلت في سوريا، ويؤيد تطبيقاً صارماً لقانون قيصر.
على صعيد متصل، سمحت الولايات المتحدة لآلاف السوريين الفارّين من الحرب بالبقاء في البلاد، رغم انتهاء تأشيراتهم حتى سبتمبر 2022، في خطوة تتماشى مع برنامج بايدن المؤيد للهجرة.
واقعة 6 يناير
إلى ذلك، وفي جديد اقتحام الكونغرس، كشف المكتب الفدرالي تفاصيل جديدة تؤكد زرع قنبلتين قرب مبنيين للحزبين الجمهوري والديموقراطي قبل يوم من الاقتحام، تحديداً بين الـ7:30 والـ8:30 في 5 يناير، كما نشر صورةً جديدة لحذاء المشتبه به، وهو من نوع «نايكي» إير بألوان الأصفر والأسود والرمادي، وصوراً للقنبلتين.
في السياق ذاته، اتهمت النائبة الديموقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيزتيد السيناتور الجمهوري كروز بمحاولة قتلها خلال اقتحام مبنى الكابيتول، ودعته إلى الاستقالة من مجلس الشيوخ.
وكانت كورتيزتيد وصفت اقتحام الكابيتول بالحدث الصادم، مؤكدةً أن عدداً من أعضاء مجلس النواب كادوا يغتالون.
من جانبه، أكد أحد المتهمين البارزين في أحداث الكابيتول، جاكوب تشانسلي، الشهير بذي القرنين، رغبته في الشهادة ضد ترامب في محاكمته البرلمانية الشهر المقبل.
وقال محاميه ألبرت واتكينز إن موكله كان مغرماً بشدة بالرئيس السابق، لكن هذا الحب انتهى عندما غادر الأخير البيت الأبيض من دون إصدار عفو رئاسي عن تشانسلي وآخرين، كما كان متوقّعاً.
ممنوع بالقانون
بالنسبة إلى ترامب، بات كل ما يتعلق به مهدداً ومعلقاً؛ بسبب شكوك حول القانون، آخرها خيار إقامته الدائم في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، حيث كشفت مصادر إعلامية أنه وقّع بنفسه مسبقاً قراراً ينص على أنه لا يحق للأعضاء، من بينهم الرئيس السابق، قضاء أكثر من 7 أيام متتالية في مارالاغو، كما لا يمكنهم البقاء لأكثر من 3 أسابيع في السنة.
ومع ذلك، تجاوز الأخير بالفعل هذه الأرقام، وتردد على المنتجع كثيراً إلى أن قرر اتخاذه مقرّاً دائماً.
إلى ذلك، يخضع هذا الأمر للمراجعة القانونية من قبل محامي مدينة بالم بيتش، جون سكيب راندولف، كما يراجع اتفاق إعلان الاستخدام وقواعد الأوامر الخاصة بتحديد إذا كان بإمكان ترامب العيش في مارالاغو أم لا.
يذكر أن صحيفة واشنطن بوست نشرت مسبقاً رسالة وجهها عدد من جيران ترامب في بالم بيتش لمسؤولي المدينة، يقولون فيها إنه ممنوع بالقانون من الإقامة في المنتجع، مستشهدين بالاتفاق الذي وقعه في 1993، وعليه طالبوا بإبلاغ الرئيس بذلك، داعين المسؤولين المحليين إلى تجنّب موقف محرج بعد انتهاء ولايته وخروجه من البيت الأبيض.
«حياة السود مهمة» مرشحة لـ«نوبل» السلام
في الوقت، الذي تخضع فيه جماعات متطرّفة يمينية للعقاب، على خلفية مشاركتها في نشر العنف والانقسام داخل البلاد، تُكافأ أخرى لمساهمتها في مناهضة العنصرية والفتن؛ فقد أعلن عضو البرلمان النرويجي بيتر إيد ترشيحه حركة «حياة السود مهمة» لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2021، مبيناً أن الحركة ساهمت في مواجهة العنصرية الممنهجة، وأدت دوراً مهماً في معركة تحقيق العدالة العرقية.
بايدن والتكنولوجيا.. محظورات رئاسية
يظن كثيرون أن بإمكان أقوى رجل في العالم الحصول على ما يحلو له من أجهزة ومعدات، لكن عندما يتعلق الأمر بالهواتف المحمولة والساعات الذكية، فإن ذلك لن يكون موضع رضا وارتياح للرئيس الجديد، حيث يحظر عليه استخدامها لدواعٍ أمنية، وخوفاً من الاختراق.
وبينما تسبّب ترامب وأوباما، في ما مضى، في متاعب للفريق الأمني لامتلاكهما بعضاً منها، يزداد الأمر صعوبة بالنسبة إلى بايدن لتعلّق الأخير الشديد بأجهزته، لا سيما ساعة «أبل»، ودراجة «بيلوتون» مع شاشة كمبيوتر وكاميرا ومايكروفون، كما يستخدم الرئيس أيضاً تطبيق «أبل نيوز»، وهذا أيضاً يمكن أن يكون مشكلة.