الشرق الأوسط

الأغوار في مرمى أنشطة الكيان الصهيوني الاستيطانية

هدم منازل الفلسطينيين واستغلال أراضيهم للتدريبات العسكرية

 

ولاء عايش-

منذ مطلع العام الجاري تشهد منطقة الأغوار الشمالية في الضفة الغربية المحتلة اجراءات تعسفية من قبل الكيان الصهيوني تمثلت بمزيد من الإخطارات لهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم واقتلاع آلاف الأشجار الحرجية والمثمرة. المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أكد أنها أصبحت في مرمى سياسة سلطات الاحتلال لفائدة نشاطات استيطانية مستقبلية.
الحرب على الأغوار
الاستمرار في استهداف الأرض والنيل من عزيمة الفلسطينيين في الأغوار تحديداً ليس بالأمر الجديد على الاحتلال الصهيوني حيث دأب على اضطهاد الأقليات وقمعهم وجني جهدهم ورزقهم والتصرف في أراضيهم كأنها لهم. هكذا بالضّبط يبدو نظام التفوّق اليهوديّ، المضي قدماً في تهجير الفلسطينيين قسراً والاستيلاء على أماكنهم أينما تواجدوا.
مؤخرا استهدفت قوات الاحتلال وبشكل مباشر محمية عينون الطبيعية شرقي طوباس حيث اقتلعت نحو 10 آلاف شجرة حرجية، إضافة إلى 300 شجرة زيتون كانت قد تمت زراعتها قبل ثماني سنوات ضمن برنامج تحضير فلسطين بدعم من القنصلية البرازيلية في فلسطين في منطقة تمتد على مساحة 400 دونم.
ولم يكتفِ الاحتلال بتلك الجريمة، بل عمد إلى رشّ أماكن الأشجار الحرجية المقتلعة بالمبيدات، خشية أن تنمو من جديد بهدف استخدامها كساحات تدريب عسكرية مفتوحة قبل تحويلها لاحقا كما هي العادة الى مجال حيوي للنشاطات الاستيطانية.
وفي سياق الحرب على الأغوار، اقتحمت سلطات الاحتلال خربة الميتة التابعة لوادي المالح وسلمت 20 إخطارًا بوقف البناء في عدد كبير من المساكن والمنشآت التي تضم خيما وحظائر ماشية تعود ملكيتها لـ19 عائلة من الخربة. وفككت 8 بركسات للماشية في منطقة البرج لخمس عائلات بحجة تواجدها في محميات طبيعية، وهدمت خيمة سكنية وحظيرة أغنام واستولت عليهما في منطقة حمامات المالح.
ويسيطر الكيان الصهيوني فعليًا على 88% من مساحة الأغوار التي يسميها الفلسطينيون حدود دولتهم الشرقية، بعد أن زرعت عشرات المستوطنات والبؤر الاستيطانية الصغيرة بين 27 قرية فلسطينية تتعرض لأنماط التهجير منذ عام 1967.
وتمتد هذه المنطقة الزراعية من بيسان جنوبًا حتى صفد شمالًا، ومن عين جدي حتى النقب جنوبا، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربًا. تكمن أهميتها كونها منطقة طبيعية دافئة وخصبة يمكن استغلالها للزراعة طوال العام، كما تتربع فوق أهم حوض مائي في فلسطين.
تجديد الاستيطان
على ضوء رحيل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وصعود بايدن قررت منظمات استيطانية تجديد تحركاتها والضغط على حكومة الكيان الصهيوني من أجل شرعنة البؤرالاستيطانية، في هذا الاطار تسعى مجموعات تمثل المستوطنين الى انتزاع اعتراف من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال بقانونية المستوطنات العشوائية قبل انتخابات الكنيست مارس المقبل.
ومن المتوقع أن يلعب اليمين المتطرف الذي يدعم إضفاء الشرعية على المستوطنات دوراً حاسماً في ترجيح كفة الانتخابات لصالح طرف أو آخر في ظل تنافس حاد بين أحزاب اليمين. وفي هذا السياق يصر
يوسي داغان رئيس المجلس الاستيطاني في شمال الضفة الغربية المحتلة على أن التمييز بين أنواع المستوطنات أمر سخيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى